عن ظهور نائب تواصلي في تيشيت
وكالة كيفة للأنباء

لقد أثار ظهور النائب التواصلي المختار ولد محمد موسى في تيشيت جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، ومما زاد من حدة هذا الجدل أن هذا النائب التواصلي الذي لا صلة له بمدينة تيشيت، قد ظهر خلال استقباله للرئيس محمد ولد عبد العزيز وهو يتوشح العلم الجديد بعد ثلاثة أيام فقط من إصدار المنتدى ـ والذي لا يزال حزب تواصل يتولى رئاسته ـ بيانا جاء فيه : "إن "العلم" الذي سترفعه السلطة اليوم، هو في الحقيقة وليد اغتصاب واضح للدستور وتزوير فاضح لإرادة الشعب، وتدنيس لهذا اليوم المجيد، وإهانة لأجيال متلاحقة من الموريتانيين والضباط والجنود تربوا في ظله، وخنجر مغروس في صدر الوحدة الوطنية." كما أن هذا الظهور قد جاء كذلك ثلاثة أسابيع فقط من قبل انطلاق أعمال المؤتمر الثاني لحزب تواصل.

فلماذا اختار هذا النائب التواصلي لحظة سياسية بالغة الحرج كهذه، ليظهر فيها بهذا المظهر المستفز الذي لا ينسجم مع التوجه العام لا لحزب تواصل ولا وللمعارضة بشكل أعم؟

بعد ظهور النائب في تيشيت سارع حزب تواصل إلى إصدار تصريح صحفي أكد من خلاله أن تصرف النائب لا تمثل الحزب ولا تمثل نوابه، وأن الحزب سينتظر عودة النائب للاستيضاح منه حول الدوافع والمبررات التي جعلته يتخذ مثل هذه الخطوة.

قد يكون النائب المختار ولد محمد موسى قد تصرف بهذا التصرف تمهيدا لانسحابه أو لاستقالته من الحزب، ولن تكون هذه الاستقالة هي أول استقالة يقوم بها نائب من حزب تواصل، ولكنها ستبقى هي أول استقالة غير ودية من طرف نائب وشخصية وازنة بحجم المختار ولد محمد موسى، ففي العام 2015 استقال النائب السابق للطينطان من الحزب، وفي العام 2016 استقال نائب الطينطان ورجل الأعمال ولد سيدي من الحزب، ولكن كل هذه الاستقالات تمت بطريقة ودية وبأسلوب في غاية الاحترام الشيء الذي رد عليه الحزب بطريقة ودية وبأسلوب في غاية الاحترام والتقدير للشخصيات المستقيلة.

الجديد هنا هو أن تصرف النائب المختار ولد محمد موسى لم يكن وديا، فإذا كان هذا النائب لم يتشاور مع الحزب من قبل اتخاذ خطوته المستفزة، فإن ذلك يعني بأن النائب قد تعمد الإضرار بالحزب من خلال خطوته هذه، فهذا النائب ليس مراهقا سياسيا، حتى نقول بأنه قد لا يعي خطورة ما أقدم عليه، بل هو من أكثر قادة الحزب خبرة وتجربة، ولذلك فهو يقدر حجم الأضرار التي ستتسبب فيها مثل هذه الخطوة، فلماذا قرر هذا النائب أن يتصرف بهذا الأسلوب غير اللائق؟ فهل أراد بذلك أن يجر الحزب إلى مسار وإلى تخندق لا يرضى به الحزب، أم أنه أراد أن يحدث انشقاقا داخل الحزب، أو أنه أراد أن يشوش على الحزب من قبل مؤتمره الثاني، وأن يشوش كذلك على صورة الحزب لدى شركائه في المعارضة؟


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2017-12-03 15:08:12
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article20314.html