وكالة كيفه للأنباء تواكب زيارة الرئيس لمدينة تامشكط (تقرير مصور)
وكالة كيفة للأنباء

وصل رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز إلى مطار "أم آكليله" غرب مدينة تامشكط على تمام العاشرة والنصف من صباح ال 2 دجنبر 2017 قادما من مدينة تيشيت، وكان في استقباله عند سلم الطائرة الصغيرة والي الحوض الغربي وحاكم وعمدة البلدية ونواب المقاطعة إلى جانب السلطات الأمنية بالولاية .

وعلى جنبات المطار كان الأمن يطارد قرويين من أبناء المنطقة أرادوا رفع بعض المطالب الملحة قبل أن يصغي الرئيس إليهم ويتعهد.

وفي السيارات الرباعية انطلق الموكب الرئاسي باتجاه المدينة وفي مدخلها عند مبنى المركز الصحي حيث أعدت المنصة الرسمية للحفل صافح الرئيس بعض المصطفين من أطر وفاعلين ووجهاء ثم تعجل عن البعض.

الأمور رتبت بسرعة بالغة حيث ألقى عمدة بلدية تامشكط الكلمة الترحيبية تلاه وزير التجهيز والنقل محمد عبد الله ولد لوداعه الذي أطنب في ذكر الإنجازات على مستوى الطرق قبل أن يتحدث عن طريق تامشكط الذي تعرض لأهميته وقال أنه بطول 92 كم وأن أشغاله ستدوم 30 شهرا وهو بتكلفة تحملتها الخزينة الوطنية تبلغ 8 مليارات أوقية.

بعد ذلك أعطى رئيس الجمهورية إشارة إنطلاق الأشغال وتحركت آليات شركتي ATTM وMTC للقيام بعملية رمزية إيذانا ببدء بناء الطريق. الرئيس انصرف إلى مبنى المقاطعة لقضاء ربع ساعة هناك ثم انطلق الموكب إلى المطار وأسدل الستار على الزيارة التي استمرت زهاء 3 ساعات فقط.

الاستقبال كان كبيرا جدا وقد لوحظ حضور شخصيات عديدة من خارج مقاطعة تامشكط .

سكان مقاطعة تامشكط الذين جاءوا من مختلف البلديات أخذتهم نشوة الفرح والنزول عند رغبة الساسة دون رفع مطالب اجتماعية أخرى ملحة باستثناء صيحات عناصر شبابية نبهوا رئيس الجمهورية على التأخر الكبير في بناء المركز الصحي وهو ما فرض عليه الوقوف على ذلك المبنى القريب من المنصة.

سكان مقاطعة تامشكط يعيشون رغم ما أظهروه للضيف من فرح وزينة أوضاعا قاسية جدا حيث لم تنبت الأراضي حبة زرع هذا العام نظرا لشح الأمطار ويواجه المنمون أياما حرجة حيث يستعدون لمغادرة المقاطعة بمواشيهم طلبا للعشب في مناطق أخرى. وتفتقد التغطية الصحية والتعليمية إلى أدنى درجات القبول وباتت دكاكين أمل خاوية من أي تزويد ولا تجد التعاونيات النسوية ولا المبادرات التنموية الصغيرة أي دعم كما تمتاز خدمات المياه والكهرباء بالترهل الشديد.

اللافت أن أطر المقاطعة الداعمون كلهم للنظام القائم حضروا هذه المناسبة وختموها في انسجام كبير و سلم الجو العام من الشد والصراعات القبلية والتراشق المعهود تاريخيا في هذه المناسبات، رغم أنهم يتمايزون ضمن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية إلى حساسيتين كبيرتين تقاد كل منها من طرف عدد من أطر المقاطعة وتسعى كل منها للبروز والتفوق على غريمتها داخل الحزب ؛لكن ذلك يحدث بهدوء واحترام وربما يكون النضج السياسي الذي أطل على المقاطعة بعد عقود من الصراعات القبلية التي بلغت في بعض الأوقات محطات خطيرة ناتج عن تسلم طبقة سياسية جديدة جلها شباب لمقاليد العملية وقيادتها للمشهد السياسي.

والذي يلح المواطنون في طرحه والتشديد عليه في هذه المناسبة هو أن تتبع الأقوال بالأفعال وأن ينجز طريق تامشكط القصير في الآجال و أن لا يصاب بعدوى طرق أخرى أطقت رسميا ولم تنطلق ثم بدأت وضاعفت الآجال المخصصة لها عدة مرات كما حدث لطريق كنكوصه ولمقطع كيفه الطينطان.

ولاستكمال الفرحة يطالب هؤلاء بتعبيد بضعة كيلومترات من شوارع المدينة نظرا لصعوبة حركة السيارات في اتجاه بعض الأحياء حيث تحول طبيعة الأرض دون ذلك بسبب الكثبان .

مقاطعة تامشكط التي حافظت على نصيب هام للمعارضة منذ بداية التعددية تختفي اليوم بها آخر خلايا ذلك الاتجاه السياسي بعد الإجهاز المادي والمعنوي على الصابرين على هذا النهج الممارس عليهم من طرف رسل "المخزنّ وهم الذين في حقيقة الأمر أخذ منهم التعب والملل كل مأخذ بعد الأخطاء الاستراتيجية التي وقعت فيها المعارضة الموريتانية بعد تمكن نظام ولد عبد العزيز.


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2017-12-04 11:35:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article20311.html