بمناسبة عيد الجيش والذكرى 57 للاستقلال ،وكالة كيفه تنشر نبذة عن حياة المرحوم أحمد ولد بوسيف
وكالة كيفة للأنباء

ولد أحمد ولد بوسيف سنة 1934م في كيفة من أحد بيوتات القيادة والمجد في قبيلته ذات الدور السياسي والاجتماعي المشهود، تخرج أحمد ولد بوسيف من مدرسة السلاح في سومير كما تخرج من المدرسة التطبيقية للمشاة، بدأ العمل في الجيش في فاتح ابريل 1962م ، ترقى في الرتب العسكرية وهكذا تم ترفيعه إلى رتبة مقدم في أكتوبر 1976م ، شغل مناصب عسكرية وإدارية مختلفة حيث عمل قائد أركان مساعد ووالي الولاية 11 ثم قائدا للمنطقة العسكرية الخامسة ثم المنطقة الثانية كما تم تعيينه بعد ضرب نواكشوط 08يونيو 1976م قائدا لأركان الجيش الوطني خلفا للمقدم محمد محمود ولد الحسين.

كان جزء من النواة الصلبة لانقلاب 10يوليو يتحفظون على شخص المقدم ولد بوسيف بسبب ولائه الكبير لنظام الرئيس المختار ولد داداه وأيضا بفعل تحفظه من الانقلابات العسكرية ومع هذا قام بعض قادة الانقلاب بجس نبض ولد بوسيف حول الانقلاب من خلال إحدى الشخصيات الإجتماعية الكبيرة المقربة من ولد بوسيف ،وقد كان رد ولد بوسيف صارما برفض المشاركة في الانقلاب على نظام الرئيس المختار ، لقد حرص مخططو انقلاب 10يوليو إلى إبعاد المقدم ولد بوسيف إلى المنطقة العسكرية في النعمة أيام قليلة قبل تنفيذ الانقلاب وحل محله على رأس القوات الموجودة في ازويرات المقدم محمدخونه ولد هيدالة ،بعد تنفيذ الانقلاب كان الرأي السائد لدى معظم قادة الانقلاب هو وجوب إقصاء الضباط الموالين للنظام السابق غير أن الرئيس العقيد المصطفى ولد محمد السالك كان له رأي مخالف يتمثل في وجوب إشراك جميع الضباط الكبار في اللجنة العسكرية والحكومة، وهكذا عرض على المقدم أحمد ولد بوسيف عضوية اللجنة والحكومة فرفض عضوية اللجنة العسكرية وقبل عضوية الحكومة حيث تم تعيينه وزيرا للصيد .

ساهم غياب خطط واضحة للحكم لدى قادة انقلاب 10يوليو بالإضافة للخلافات التي تفجرت بين مختلف أقطاب اللجنة العسكرية في إفساح المجال واسعا أمام المقدم ولد بوسيف بدعم من قوى داخلية وخارجية في التقدم للإمساك بالسلطة مستفيدا من أجواء الخلاف العاصفة التي جعلت الرائد جدو ولد السالك وسيد أحمد ولد ابنيجارة خارج الحكم وجعلت كتلة ولد هيدالة في مواجهة مباشرة مع كتلة الرئيس المصطفى ، لقد دخل ولد بوسيف وحلفاءه على الخط وتخندقوا مع ولد هيدالة ورفاقه ونجحوا في تنفيذ انقلاب القصر الذي تم يوم 06أبريل 1979م الذي بموجبه تم تعيين المقدم ولد بوسيف رئيسا للوزراء وتم الإبقاء على الرئيس المصطفى من دون صلاحيات تذكر.

ولد بوسيف رئيسا للحكومة : لقد اجتمعت عدة عوامل في اختيار المقدم ولد بوسيف لمنصب رئيس الحكومة من بينها كونه ضابطا ساميا وقائد أركان سابق يمثل بديلا مناسبا من عدة اعتبارات للعقيد المصطفى ولد محمد السالك رئيس الدولة، هذا بالإضافة لشخصية ولد بوسيف المحببة وذات الكاريزما الآسرة وأيضا علاقاته المميزة مع المقدم ولد هيدالة قائد الأركان والرجل الفاعل في تيار المناوئين لولد محمد السالك، وإلى جانب كل هذه الاعتبارات كانت قوى سياسية واجتماعية محسوبة على النظام المدني الأول وحلفائها في الخارج يراهنون على ولد بوسيف ويأملون أن ينجح في ضبط الأمور داخل البلاد .

مثلت حكومة ولد بوسيف التي شكل بعد وصوله للسلطة على إثر انقلاب 06ابريل 1979م كل التوازنات التي ساهمت في وصوله للسلطة فقد أشرك شخصيات محسوبة على النظام المدني الأول وحرص على حفظ نصيب كتلة ولد هيدالة من ضباط ومدنيي العاشر من يوليو، بدأ الرجل يخطط بشكل مدروس ويتقدم في التنفيذ بشكل حذر باتجاه تشكيل النظام الذي يطمح إلى بناءه ،فبدأ يعيد الدفء إلى علاقات موريتانيا مع محور باريس – الرباط – دكار ،وبدأ يتواصل سرا مع الرئيس المختار في معتقله وأفرج عن وزراء النظام السابق المعتقلين منذ 10يوليو 1978م ، في المقابل كان المقدم ولد هيدالة ورفاقه يتحسسون من هذه الخطوات ويراقبونها عن كثب وكان ميزان القوى العسكرية يميل إلى صالحهم حيث كانت عندهم قيادة الأركان وقيادة عدد من المناطق العسكرية ، كانت المواجهة بين جماعة العاشر من يوليو جناح هيدالة وجماعة بوسيف في اتجاه.

أن تكون واحدة منهما هي المسيطرة مواجهة حتمية لا مفر منها ، غير أن الموت المفاجئ لولد بوسيف في حادث الطائرة الشهير أنهى الصراع المكتوم وحسمه لصالح ولد هيدالة وجماعته مع أن هذا الأمر لم يتم بالسهولة المتوقعة بل خلف هزات ارتدادية عنيفة ، وفي المقابل فقد توفي رئيس الوزراء المقدم أحمد ولد بوسيف قبل أن يكشف عن طبيعة مشروعه وغاياته النهائية، فهل كان ولد بوسيف يخطط لبناء نظامه الخاص به ؟ أم كان يقود مرحلة انتقالية فقط ؟ ولصالح من كان ولد بوسيف يخطط لتسليم الحكم له بعد إنهاء نظام العاشر من يوليو هل سيسلمه للرئيس المختار ولد داداه أم وزير الداخلية السابق والصديق الكبير لولد بوسيف الوزير أحمد ولد محمد صالح ؟

السمات الشخصية لولد بوسيف :

يتصف أحمد ولد بوسيف بالجدية والصرامة فهو ضابط ممتاز له قدرات قيادية من المنظور العسكري، يوصف ولد بوسيف بأنه يمزج في توازن بين المدنية والإنتماء التقليدي الأصيل ،وهو صاحب إرادة قوية وشخصية كارزمية ، كان شديد الكرم محبا للفخر.

نقلا عن شنقيط الاصالة


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2017-11-26 07:06:47
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article20257.html