أغورط : " البنطره " التي كلفت المتنازعين ملايين الأوقية !؟
وكالة كيفة للأنباء

تقع تلك " البنطره " على اليسار من طريق الأمل وتبعد عن الرصيف 20مترا بقرية أم القرى الموجودة على بعد 60كلم إلى الشرق من مدينة كيفه والتي تتبع لبلدية اغورط. بدأت القصة قبل ثلاث سنوات ولازلت فصولها تتواصل ، حيث قامت بعض النسوة بتأسيس تعاونية واخترن "بنطره " متواضعة كمقر لهن ، لكن احد رجال القرية تدخل وادعى ملكية الأرض الضيقة التي تنتصب فيها " البنطره " . وهنا نشب نزاع شديد على تلك القطعة ؛ التي تقدر قيمتها حاليا ما بين 30.000 اوقية و 40.000 . شاء الله بأن يكون سكان قرية أم القرى ينقسمون بين جناحين سياسيين يفرقان المتخاصمين على ارض " البنطره " ، يقود كل جناح واحد من الزعماء السياسيين القبليين. وبسرعة إلتقط السياسيان هذا الخلاف ، وهب كل منهما لنصرة جناحه في هذا النزاع ، وهو ما أطال أمده و أكسبه زخما كبيرا وشحنة قوية.! لقد تحول الأمر من نزاع بين أفراد قلائل ؛ ينتمون إلى نفس المجموعة القبلية على قطعة رخيصة بمكان قصي ، إلى صراع قوي بين قطبين سياسيين كبيرين بالولاية .! وصار هذا النزاع الشكلي ،ساحة للمبارزة بين السياسيين المذكورين ، يوري كل منهما مقدار نفوذه وقوته و مدى استعداده لدعم مؤيديه !! لقد قيم بمحاولات عديدة للتوصل لحل ودي بين الإخوة المتنازعين ، ولكن المساعي في ذلك الاتجاه باءت كلها بالفشل .!؟ فالمسالة لم تكن متعلقة بنزاع على " بنطره " بل أصبحت قضية معنوية وسياسية ، تؤثر بشكل مباشر على مكانة قوم وكبريائهم وقدرتهم على سحق الخصوم .! ولذلك لم تعد احتمالات عدم كسبها أمرا مقبولا لأي من الأطراف.! وقد تم عرض القضية أمام المحاكم واستعان كل جانب بمحام أو اثنين وقد صدر فيها عند البداية حكم ابتدائي لصالح النسوة ، تم استئنافه من طرف خصمهم ، فحكمت محكمة الإستئناف بعدم الإختصاص ، ثم قام الأطراف بتعقيب الحكم لدى المحكمة العليا بانواكشوط ، والتي نطقت بتأكيد حكم الإستئناف. وبالموازاة مع ذلك ، بذلت جهود مكثفة من الضغوط والاتصالات بمختلف الجهات القضائية والإدارية على كل المستويات واستخدم كل ما لديه من مال وجاه ، وقد قدر ناشطون في النزاع في لقاء لهم "بوكالة كيفه للأنباء " فاتورة التكاليف بملايين من الأوقية ؛ تم صرفها في نفقات متنوعة خلال السنوات الثلاثة الماضية وشددوا على استعدادهم لإنفاق أكثر ، لأن المسالة في نظرهم تستحق ذلك .!؟ كثيرة في هذه الأرض ، أن تنتقل الأمور التافهة إلى قضايا كبرى ومعقدة ؛ بفعل قيام السياسيين باستغلالها لتعميق ارتباط الجماهير بهم ، فاستراتيجيية هؤلاء تقوم على تجييش عواطف الناس وتغييب نظرات العقول لديهم ودفعهم إلى مآزق وأوضاع محددة تفرض عليهم الاستغاثة بهؤلاء الساسة ، فتظل الحاجة إليهم قائمة ويتجدد في أذهانهم ضرورة التعلق بهم و استحالة الاستغناء عنهم ، وعندها يتمكنون من إبقاء الناس رعية ، ويتم تأجيل اللحظة التي يصبح فيها أولئك الناس مواطنون .!


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2011-12-03 04:34:18
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article201.html