لعصابه: هل تكافئ الحكومة أو أنصار البيئة سكان هذه المنطقة ؟!
وكالة كيفة للأنباء

قامت وكالة كيفه للأنباء في وقت سابق بجولة في مثلث عريض يقع بين أم الخز و"آكوليل"غربا و"اقريذيف" في الشمال وفي هذه المنطقة الرعوية الواسعة كانت المفاجأة كبيرة، حيث يبدو الوسط الطبيعي رائعا وجذابا للزائرين رغم شح الأمطار خلال السنوات الأربع الماضية.

ويكمن السر في ذلك في حفاظ الأهالي في المنطقة على وسطهم البيئي إذ على مدى عشرات الكيلومترات لن تصادفك شجرة واحدة مقطوعة ولن تجد أي نشاط للفحامين الذين يعبثون بالأشجار في مناطق أخرى من هذه الولاية ويدمرون الغابات.

فهناك توجد أودية كبيرة كثيفة الأشجار تبدأ من آمرجل حتى "بوبلعين" ولن تستطيع وأنت تتجول بداخلها اكتشاف ضربة فأس واحدة على طول هذه المنطقة سواء تعلق الأمر بالأشجار الحية أو اليابسة.

جميع الناس هناك يأخذون حاجياتهم للطبخ أو للاستخدامات الأخرى من الحطب اليابس دون إفراط ويعدلون بشكل مطلق عن المتاجرة بالأخشاب أو الفحم أو الأعشاب في درس نادر لصيانة المحيط البيئي عز نظيره في كافة جهات موريتانيا.

وقد ساعد هذا الوعي الرائع بأهمية المحافظة على البيئة إلى نمو الغابات بشكل كبير انعكس إيجابيا على التنمية الزراعية والرعوية التي توفرت على حاضن بيئي ملائم فنمت القطعان واستقر الناس واستطاع الفلاحون زرع حقولهم مع تمسكم بمواشيهم التي ترعى بالقرب منها.

ويتناغم ذلك الواقع الاستثنائي مع فتح الأراضي وتحريرها وجعلها مرتعا للجميع حيث حرم السكان على أنفسهم إقامة المحميات الإقطاعية التي تحرس الأراضي وتمنع على المزارعين والرعاة الانتفاع بها كما هو شائع في مناطق أخرى أصبح السكان سجناء بها بفعل تلك المحميات الجائرة.

في هذه المنطقة أيضا يمنع الصيد بكل أشكاله مما أعاد إلى المنطقة بعض الطيور وأصناف من الوحوش لا تسلم ممن يحاول اقتناصها من الصيادين الذين يزورن المنطقة قادمين من انواكشوط ويتعرضون في أحيان كثيرة إلى مطاردة الأهالي ومنعهم من المساس "بالحياة الطبيعية بالمنطقة".

لقد ساهم هذا الوضع في تنمية المنطقة واستقرار السكان في مناطقهم الأصلية كما جلب لها الأمطار "والبركة " كما يروي السكان.الذين لم ينسوا سنونا عجافا ضربت بلداتهم فاقمها إقبالهم على تدمير وسطهم البيئي قبل أن يدركوا خطر ذلك فيحجمون عنه . هؤلاء السكان يعترفون للسيد محمد محمود ولد الغوث بالجميل إزاء ما حصل فهم يرون أنه من رسخ لديهم ثقافة صيانة حماية الوسط البيئي حيث أخذ على عاتقه منذ استقر بالمنطقة الوقوف في وجه الأساليب والممارسات المدمرة للبيئة فلم يقبل قطع غصن واحد أو الاعتداء على فراشة حتى تحقق الواقع الحالي .

هي منطقة رائعة حافلة بالنشاط الزراعي والرعوي يزاوله رجال مخلصون ونساء متحمسات ولكي يستمروا ولئلا يستسلموا لسيل من المثبطات والمشاكل والتحديات لزم على حكومة بلادهم أن تقدم لهم المساعدة وتذلل أمامهم الصعاب، وأن تستحدث هذه الحكومة أو المنظمات البيئية جائزة لصيانة البيئة تكافئ بها أول مرة سكان منطقة واد أم الخز ورجلهم القوي فقد قدموا نموذجا رائعا يستحق أن يلقى الدعم والتشجيع وأن ترفع لهم القبعة تقديرا وإجلالا.


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2020-01-05 23:32:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article20042.html