بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم
تعزية وتهنئة
أخبرت وبطريقة مفاجئة بوفاة فلذة كبد صديقي صاحب العهد والود، محل الثقة فى القرب والبعد، الشيخ الفاضل، سليل الأفاضل، صاحب الفضائل والفواضل، الشيخ محمد بن محمد بن اعبيدي.
فتأثرت عند علمي بالنبأ تأثرا بالغا، وسارعت إلى صديقى لتعزيته، سارعت إليه وأنا أكفكف دموعي وأحاول ضبط مشاعري، فلما دخلت عليه بارك الله فيه وحفظه وزاده هدى وتوفيقا، لم أميز بينه وبين جلسائه واستقبلني ببشاشته وابتسامته المعهودتين، وأنشد هذين البيتين:
جزى الله يوم الروع خيرا لأنه ** أرانا على علاته أم ثابت
أرانا ربيبات الخدور ولم نكد ** نراهن إلا عن خطوب بواغت
فوسع علي بذلك وسع الله عليه فى الدنيا والآخرة، وذكرنى موقفه المشرف هذا بحال السلف الصالح رضي الله عنهم عند المصائب الذي أشار إليه العلامة محمد مولود بن أحمد فال رحمه الله بقوله:
جميله الكتمان للمصيبة ** وعدم الميز من الجماعة
وكن وقورا ساعة الزلازل ** وقل كما عروة قال اذبلي
وبهذه المناسبة الأليمة فإني أرفع أحر التعزية وأسماها، وأخلصها وأنماها، إلى الأسرة الكريمة العريقة، من هي بكل مجد وفضل وعز خليقة، وأعزي تعزية خاصة، وأهنئ تهنئة حارة، أخي وزميلي على ما وفقه الله له من صبر جميل، وعلى ما تحلى به من خلق قل أن يوجد له اليوم مثيل.
سائلا المولى عزوجل أن يجعل ذلك فى ميزان حسناته، وأن يسبغ عليه نعمه وخيراته، وأن يلبسه رداء العافية فى الدنيا والآخرة، وأن يرزقه فيهما المقامات الباهرة، وأن يكثر في الأمة من أمثاله، وأن يوفقه فى أقواله وأفعاله.
ابراهيم بن محمدفضل الله بن أهل ايده
