خاطرة / الحسن ولد محمد الشيخ
وكالة كيفة للأنباء

لمع البرق.. قصف الرعد ففرح احمد . عصفت الريح .. اهتزت أركان البيت ..دب الرعب .. انهار العريش على نسوة لازلن يلملمن بعض الأغراض ..حلت الكارثة ..فجع الجميع .. تحولت نعمة المطر والغيث المبارك إلى نقمة فطرت القلب المكلوم- أصلا -لضيق ذات اليد ..صاح أحمد بصوته المبحوح و اغمي عليه .. فأعياه الحديث حين صحا برهة. .و هل كان صاحيا !! .. التفت يمينا و يسارا لعله يجد من يشرح له ما حدث.. من يخبره أن اعصارا مر من هنا قبل لحظات بل دقائق معدودة دون سابق إنذار من الجهات المختصة - وهو أمر يسير في عصرنا هذا -

.. تجمهر أهل القرية من حوله ما بين باك على كل من قد فقد .. و ما بين شاك إلى الله تقصير حكام البلد.. فلا سيارة إسعاف .. لا مسعف و لا حتى ممرضا ..

جرحى ينزفون و قتلى تحت الركام و رائحة الموت تملؤ المكان .. أحضرت سيارة نقل غير مجهزة .. نقلوا جميعا بطريقة غير لائقة ، قالمسعفون قريون بسطاء لا يفقهون في الإسعاف إلا حبات قمح كانت قد عافتها الابقار ذات زمان ، حين جاد بها سيد القصر أيام المجاعة ، تلك التي لا يزال أغلبنا يعانيها ..

مرت الدقائق و الساعات بطيئة ، فالطريق بدا طويلا و موحشا حيث لا إسفلت و لا إنارة ، و السيارة تتأرجح أكثر مما عهدها أحمد.. وصلت السيارة ابواب المستشفى العامر بالاوساخ و بالزبونية و الخالي من أبسط معاني الرحمة .. و لان الكارثة فظيعة حاول الاطباء الموجودون ساعتها تلميع النفس بقليل من الرأفة و إظهار التعاطف لكن المفاجأة كانت أشد وقعا على رؤوس الأشهاد ، فأجهزة الكشف متعطلة و الجراح في إجازة و الطبيب المداوم خرج قبل قليل و هاتفه مغلق .. نادى أحمد بصوته المبحوح وا أسفاه إني من الموالاة وقد كفرت بالموالاة .. وا حسرتاه إن أهلي ينزفون يموتون ..يموتون ..


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2017-09-06 09:49:59
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article19550.html