قِصَّتِي مَعَ النَّشِيدِ .. (شعر )
وكالة كيفة للأنباء

يا للنَّشيدِ الَّذي ازدانَتْ بِه الحِقَبُ !

مِنْ أجْلِه الأرضُ مادتْ و الوَرَى تَعِبُوا !

فَتسعةٌ وَ ثَلاثونَ الرُّؤَى دَمُهُمْ *

سَيْكسِبونَ التَّحدِّي إنْ هُمُ كَتَبوَا

وَ رُبَّمَا باختيارِ البَحرِ أنصَحُهُمْ *

فَفِي الشَّوارِعِ بَحْرٌ زَاخِرٌ لَجِبُ

لَكِنّمَا قَائِلُ الأَبْياتِ نَعْرِفُهُ *

فَالأمْرُ دُبِّرَ وَ (’’الْكُمْبَرْسُ’’) مُنْتَدَبُ

مَع احتِرامِي لِهاماتٍ أتيهُ بِهَا *

فَخْرًا وَ إنْ صَدَحتْ أجْثُو وَ أضْطَرِبُ

فَإنَّ أغْلَبَ منْ جَاءُوا بِهِمْ نَفَرٌ *

أستغفر اللهَ .. فالغُفرانُ لِي أَرَبُ

لا ريْبَ فِي أنَّ عَرَّابَ النَّشيدِ لَهُ *

مِن الفَصاحَةِ مَا تَزْهُو بِه الْعَرَبُ

و أنّه طافِحُ الإلهامِ مُورِقُهُ *

وَ أنَّ سَبْكَ قَوافِيهِ هُو الذَّهَبُ

طويْتُ قَلْبِي عَلى صِدْقِ الْوِدادِ لَهُ

وَ لَنْ تُغَيِّرَنِي الأَيَّامُ وَ الرُّتَبُ

لكنَّهُ الحقُّ أبْقَى مِنْ مُجَامَلَةٍ *

وَ هَذِهِ قِصَّةٌ عِنْوانُهَا الْعَجَبُ

إذْ قبْلَ سِتِّ سنينٍ فِي مُسامَرَةٍ

كانَ الَّذِي قُلْتُهُ رَأْيًا لِمَنْ رَغِبُوا

وَ فِكْرةً تَتَداعَى حوْلَها فِكَرٌ

شَتَّى فَمُبتَعِدٌ مِنْهَا وَ مُقْتَرِبُ

ما كانَ إلاَّ حواراً فِي محبَّتِنَا

للأرضِ و النَّاسِ لاَ طيْشًا بِه نَثِبُ

و لمْ أَكُنْ منْ رِعاعِ النَّاسِ فِي خُلُقِي

* فَنَخْلُ شنقيطَ أُمِّي وَ الْمُتُونُ أَبُ

وَ قدْ حَفِظْتُ لأهْلِ الفَضْلِ حُرْمَتَهُمْ *

كَمْ أبْدَعَ الحَسَنِيُّ الشَّاعِرُ الذَّرِبُ

( قومٌ إذَا سَلِمُوا فالنَّاسُ سَالِمَةٌ *

وَ يُخْتَشَى غَضَبُ المَولَى إِذَا غَضِبُوا )

فكيفَ يحذِفُني ذاكُمْ وَ يَهزَأُ بِي

كَأنَّنِي فِي بِلادِ الأهْلِ مُغْتَرِبُ ؟!

لَرُبّمَا قِيلَ هذَا لاَ يُسايِرُنَا

أوْ ليْسَ فِي الحزْبِ أوْ تَاريخُهُ غَضَبُ

أَلَمْ أَكُنْ رجُلاً شهْمًا بِنُصْرَتِهِ

يَوْم الرَّصاصَةِ و الأقوامُ قدْ هَرَبُوا ؟!

هل يقرأ الشعر ؟! إنّي قد صَدَعتُ به

لمَّا تَدثَّر بالصَّمْت الأُلَى كَذَبُوا

أَلَمْ أُعزِّ بِأشْعارٍ تَرِقُّ لَهَا

صُمُّ الجِبالِ ؟! .. فَنُبْلِي وَحْدَهُ نَسَبُ

لكنَّهُ اختارَ عنِّي مِنْ قَرابَتِهِ

و اخترْتُ شعبِي فأيْنَ الغُبْنُ وَ الْعَتَبُ ؟!


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2017-08-28 18:28:37
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article19468.html