أثبتت التجارب عبر مراحل التاريخ ومحطاته المختلفة أن إرادة الشعوب لا تقهر وهي وحدها القادرة على التعبير عن ذاتها ولها الحق في تصدير واجهاتها التي تعكس آمالها وآلامها بعيدا عن القفز عليها و مصادرة آرائها.
وفي يوم لا كسائر الأيام وفي لحظة غير متوقعة كانت ساكنة قرية الرشيد بولاية لعصابه على موعد مع التاريخ معلنة رفضها للإملاءات الديماغوجية قاطعة الطريق على كل من يحاول مصادرة رأيها والتلاعب بمصالحها، مجسدة ذلك من خلال العزوف الواسع عن التصويت في اقتراع 5 أغشت 2017، وأن لا وصاية على الشعب بعد اليوم وكلتمها الفصل.
وهي التي ظلت على مدى عقدين من الزمن تعاني التهميش والحرمان وهشاشة الخدمات العمومية (المدرسة المتهالكة والنقطة الصحية غير المكتملة وموجات العطش التي لا تنتهي حتى تعود وتعطيل مشاريع التنمية المحلية...)؛ منسية إلا في مناسبات سياسية عابرة تتقاذفها المصالح الخاصة خارج حسابات الزمان والمكان. مقدمة بذلك درسا في الصمود والتحدي لساكنة ولاية لعصابة القابعة تحت وصاية الواجهات التقليدية المهترئة والتي تعودت امتصاص عرق الشعوب والصعود على أكتافها في مناسبات كهذه دون مشاركتها همومها ومشاكلها المتراكمة طيلة العقود الماضية.
فألف تحية لسكان الرشيد على فعلهم الذي سبق القول وعلى صمودهم على موقفهم المشرف رغم الترهيب و الترغيب الذي استخدمت فيه كل وسائل الضغط المادي والنفسي دون أن يثنيهم ذلك عن حقهم في التعبير عن إرادتهم بأنفسهم دون وسائط أو إملاءات من أي كان! فاليوم اتضح الخيط الأبيض من الأسود وأنقشع ظلام الماضي غير مأسوف عليه بكل مخلفاته وانتصبت شمس الوعي الجماهيري في كبد السماء معانقة نياشين الحرية بكل فخر واعتزاز.. فما عاد من الممكن تغطية الشمس بغربال.
فالشعوب أصبحت تسمع وترى ومطلعة على حقيقة الطبخات التي يتم إعدادها سريعا خلف الستار.. فعلى كل من يريد السير في قاطرة الشعب أن يتجاوز أساليب الماضي بكل منعرجاتها و يمتلك رؤية جديدة للواقع تنطلق من المتغيرات والمعطيات الجديدة فإرادة الشعوب لا تقهر.
بقلم الاستاذ/ شيغالي ولد الناجي.
