تجــوع الحــرة ولا تأكل بثدييــها { رد على مقـال}
وكالة كيفة للأنباء

لقد طالعت المقال الذي نشر بوكالة كيفه والمعنون ب : وسيق المربون زمرا ... لقد بلغ التردي مداه والذي يتطاول فيه كاتبه على الطبقة المثقفة من أساتذة ومعلمين وقادة رأي ووجهاء ’ فلم تشفع له مهنته التي كان ينبغي له أن يتحلى بأدبياتها وأخلاقها الشريفة ’ ألا وهي مهنة الصحافة ’ التي أضحت هذه الأيام يمتهنها كل من هب ودب ’ لايراعى فيها ومن خلالها أية شرف ولا وازع أخلاقي ’ ولا ديني ’ جاعلا منها وبها سيفا بتارا لكل من يخالفه الرأي ’ ناسيا أومتناسيا أن الاختلاف لايفسد للود قضية ’ فمهنة الصحافة لها تكتيكاتها المهنية والأخلاقية والعرفية ’ فحين ينعدم الاختلاف يفسد الكون وتتهاوى قيمة الخبر فتتحكم الشائعة ورجل الشارع ’ كي يسقط الكاتب أو الصحفي في أتون اللاأخلاقية المهنية ’ فيتغلب الجانب العاطفي واللامسؤول على الجانب الايتيكي والأكسيولوجى ’ فتنعدم معايير القيم التي تحكمنا ’ فيسيطر الجانب اللاواعي واللاشعوري فينا ’ فنسقط في غياهب اللاموضوعية كما الحال’ زد على ذلك أن مهنة الصحافة تتطلب مجموعة من القيم والمبادئ الأمبريقية المكتسبة عن طريق المران بعيدا عن الأساليب الديماغوجية والبروباغندا الدعائية المبنية على الاقصاء والسب والهمز واللمز حين يخالفنا الآخر ’ ومن ثمة أدعو أخينا إلى التحلي بثقافة الاعتراف حين الاختلاف وكذا كل من يشاطره الرأي فيما ذهب إليه من نعت ونعوت ووصف وأوصاف قد لاتليق بمقامه كانسان وزميل ومن يدرى أن من لايقاسمك الرأي اليوم قد تلتقى معه يوما ما فى نفس الرأي وهذا ما تؤكده المقولة اللينينية : ليس هنالك عدو دائم ولا صديق دائم في السياسة ’ فصديقك اليوم قد يتحول غدا إلى عدو والعكس صحيح ’ وجريا على التقليد الصحافي كما يقال على صحافتنا استعمال هذه القنبلة مهنة الصحافة بحذر لأنه كما يقال هي سلاح ذو حدين ’ فهي شرارة تستطيع أن تهلك العالم في لحظة واحدة ولك في الجزيرة ما يشي فيما ذهبنا اليه خاصة أن الشعب الموريتاني شعب ضعيف ولا يتحمل الكثير من التأزم وفبركة وتحجيم الأمور وشحنها ’ خاصة فيما لا يفيد ولا يقدم ولا يؤخر’ فكون مثقفين اجتمعوا أو لبوا دعوة أخيهم وصديقهم ’ كان يجب أن لا ينعت ويوصف بأوصاف لا تليق ’ فالأسرة التربوية عصية أن تكون تابعة تبعية عمياء لأننا نحن بناة العقول وشاحذوها وصاقلوها من أدران الجهل والجهالة ’ لا يمكن لأي كان أن يستغلنا إلا بمحض إرادتنا ’ أو ان شئنا ’ والأدهى من ذلك والأمر أننا نتحمل الجوع والمسغبة والظمأ والعطش بعيدا عن اللهوث وراء الدريهمات وامتصاص أثداء الآخرين يقول المثل: تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها ’ إننا نعاف الخنا ونصوم عما في أيدي الناس كي يقدرنا الناس ونجعل المحزمة على بطوننا بشكل جيد حتى لا نطلب ما في أيدي الناس ’يقول عنترة : ولقد أبيت على الطوى وأظله : حتى أنال به كريم المأكل ’ هكذا هو حال الأسرة التربوية ’ والتي كانت قرونا مغيبة بفعل أنامل الساسة الشعوبيين ’ فلأول مرة في تاريخ موريتانيا المتجددة تجتمع مجموعة من المثقفين كي تتدارس أمورها فيما بينها أوتعلن انتماءها أو مساندتها لبناء الوطن خاصة أنها وجدت آذانا صاغية من لدن رئيس الجمهورية ’ رئيس الفقراء والمهمشين ’ الذى تعمل سياساته الحكيمة ليل نهار من أجل إسعاد وإسعاف المواطن في جميع أدغال موريتانيا الحبيبة ’ إن الأسرة التربوية ومن خلال هذا الحشد سترسل رسائل وبشائر الخير إلى المشككين في عدم انسجام الأسرة التربوية فيما بينها لتقول لهم إنها اليوم تلتف صفا واحدا خلف القيادة الوطنية لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز ولتقولها على رؤوس الأشهاد نعم للإصلاحات الدستورية ’ نعم للعدالة الاجتماعية ’ نعم للمجالس الجهوية التنموية ’ نعم للقطيعة مع الممارسات البائدة ’ نعم لترشيد المال العام ’ نعم للحكامة الرشيدة ’ ألا بعدا لمجلس الشيوخ ’ هذا الأخير الذي أمسى عالة على موارد الدولة ’ وكل هذا وذاك لا يمكن أن يكون إلا بإنجاح الإصلاحات الدستورية .وعود على بدء إلى صاحب المقال المعنون : وسيق المربون زمرا .. نرى من باب نافلة القول أن ما يحاول إلصاقه بنا من قدح وسب ’ كان ينبغي أن لا يكون أما وان كان فنحن أحرار فيما ذهبنا إليه فالله لو اقتضت مشيئته لجعلنا أمة واحدة لكن المولى عز وجل شاء الاختلاف والتباين والتناقض والتنافر قال تعالى : ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم إن من تساوره الشكوك في أن يجعل الناس على بوتقة واحدة ما أراه إلا مكابرا أو يحاول تغيير مسالك الناس ومداركهم التي فطروا عليها وفى ذلك عصيان للبارئ سبحانه وتعالى ومروق من دائرة الإسلام ’ فالتباين والاختلاف واللاتوافق سنة كونية ولو لم يكن ذلك كذلك لانتفى العقاب والحساب ’ فهنالك طريقة للفهم وهي الفهم بفضل التعارض لا التوافق وهي طريقة جدلية تؤسس الحوار الجدي ولا تدع مجالا لإقصاء الآخر ’ فنحن بمجرد ما يخالف بعضنا البعض يكال له الصاع صاعين ويسفه وأحيانا ينكل به ’ فعلى صحافتنا أن تحترم لكل رأيه ’ فأية أخلاق للمهنة الصحفية في ظل غياب الوازع الأخلاقى الأتيكي ’ وأين الحياء والمروءة والشرف والغيرة والشهامة ؟؟ فان ذهب الكل فعلى الدنيا السلام وهنا قبل أن ألملم أوراقي وأوقف قلمي عن الكتابة وتحت إلحاح الشفقة على صحافتنا الكرام ألتمس من أخي أن يأخذ خطا ومسافة من جميع السياسيين موالاة ومعارضة وهو ما تستدعيه روح المهنية التي تنصل منها صاحبنا بين عشية وضحاها’ أفتومنون يا أخي ببعض الكتاب وتكفرون ببعض .؟

والسلام على من اتبع الهدى ونهى النفس الأمارة بالسوء عن الغوي

الأستاذ : السيد ولد صمب أنجاي

كيفه بتاريخ : 19 ـ 07 ـ 2017

Esseyed Ndiay


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2017-07-19 11:23:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article18994.html