تعرف على أهم واحة بولاية لعصابه !؟ (تقرير مصور)
وكالة كيفة للأنباء

هو خبر صحيح وليس مبالغة. نعم في ولاية لعصابه واحة في حيز أرضي صغير تشمخ بها الآن أكثر من عشرين ألف نخلة تأتي ثمارها رطبا جنيا وعلى غلاتها يعيش مئات الأسر وهي أكبر مصدر للتمور بولاية لعصابه وواحدة من أهم الوحات بالجمهورية.

هي واحة العوجه التي تقع جنوب مدينة كيفه على بعد 60كم وتتبع لبلدية ساني بمقاطعة كنكوصه.

ويروي السكان المحليون أن أول فسيلات نخل غرست بهذه البلدة يعود إلى أربعينيات القرن الماضي حيث تم الاتيان بها من واحات في آدرار وتكانت.

وقد نمت الواحة بشكل متسارع حيث أذهلت خصوبة الأرض ووفرة مياهها المزارعين الذين لا يعملون غرسا أو بذرا للنخيل حتى ينبت أسرع مما هو معهود في هذا الصنف من الزراعة ،ويذكر المزارعون في هذه الواحة أن أرضهم استجابت لإنبات كافة أنواع النخيل بما في ذلك نخيل العراق والجزائر والسعودية حيث زرعت بذورها هناك ونمت كباقي أشجار النخيل المحلية.

حبا الله هذا الوادي المبارك بمياه متدفقة لا تنضب ففي "الرعراعه" لا يحتاج طالب الماء لغير نبشة قدم. !!

توسعت هذه الواحة حيث بلغت أشجار النخيل بها حسب إحصائية أعدت عام 1996 18 ألف نخلة وتقدر رابطة واحة العوجه اليوم ذلك العدد بأزيد من 20 ألف نخلة.

أصبح وادي النخيل هذا الوجهة المفضلة "للكياطين" الذي يتوافدون أسرا وأفرادا من كل جهات ولاية لعصابه وغيرها من الولايات القريبة فكان موسم "القيطنه" يمثل مهرجانا شعبيا كبيرا إذ يقضي الناس يومهم في ظلال النخيل الوارفة يأكلون ما طاب لهم من الرطب على ذبائح الجديان ، متسلين بمختلف أصناف الألعاب والرياضات التقليدية وعندما يقترب الليل يصعد "لقياطين " على التل الرملي النظيف الذي يحيط "بلمسيله" من كل جانب لقضاء ليل مقمر تعانق فيه نسائم "لمسيله الضيوف" المكيطنين" السامرين على أنغام الموسيقى والشعر وتبادل الحكايات النادرة والطرف.

كان ذلك هو ما يحدث خلال العقود الماضية غير أنه بازدهار وسائل النقل و نمو حركة الأسواق والتغيرات العميقة الحاصلة في المجتمع اختفت تلك العادة الجميلة ولم يعد موسم القيطنه كما كان إذ أصبح الناس ينتظرون تمور العوجه حتى تعرض في السوق وهناك يفضلونها عن غيرها فيشترون حاجتهم منها مستغنين بذلك عن التنقل والإقامة في هذا الوادي.

اكتشف مزارعو النخيل بواحة العوجه أن جنتهم تستوعب أطوارا أخرى فشهدت في السبعينات والثمانيينات انتشارا واسعا لزراعة " تقليت" التي حصدها الناس بكميات كبيرة جدا وكان من اللافت أن نوعية هذا المزروع كانت الأجود على الإطلاق غير أن تخلف قطاع الزراعة عن مواكبة هذا الصنف من الزراعة تحت النخيل أدى إلى تراجعها ولم تعد التربة كما كانت فاستبدلها المزارعون بالخضروات التي أصبحت الواحة ثالث مصدر لها بولاية لعصابه اليوم.

تستفرد العوجه بجانب من السوق المركزي بمدينة كيفه كل صيف حيث تنقل أطنان التمور إلى هنا لتجد هواة بلح العوجه في الانتظار وحسب السيد عبد الله ولد الحاج أعمر رئيس رابطة التسيير التشاركي لواحات العوجه فإن الانتاج بهذه الواحة بلغ 25 طنا لموسم 2016 وهي الكمية التي المعتادة في الحالات العادية.

ويعد مشروع الواحات الشريك الرئيسي لواحة العوجه على حد قول ولد الحاج أعمر حيث يقدم هذا المشروع الدعم المادي من سياج وبذور ومياه ويشرف بشكل مباشر على الإرشاد والتأطير فضلا عن التدخل الذي بدأه مشروع PASKII بالواحة مؤخرا.

ويجمل رئيس الرابطة المشاكل العالقة والتحديات التي تواجه واحته في النقص في وسائل وأساليب الري رغم ما يقدمه مشروع الواحات وكذلك الطيور ومختلف الحشرات الضارة الأخرى فضلا عن تخلف المزارعين في مجال حفظ وتجفيف التمور ولذلك يطالب بالتعجيل بتشييد مصنع التمور الذي بدأ مشروع الواحات التفكير في إقامته.

ولا يريد ولد الحاج أعمر في هذا المجال نسيان المعوقات الأخرى المتعلقة بالعقليات حيث يحجم المزارعون عن صيانة الواحة والعمل على تنظيفها وتطهيرها من كل النباتات الغريبة والعيدان اليابسة مما يسمح بنمو مضطرد وبمنتوج أكثر.

ويحرس ولد الحاج أعمر على تجديد الشكر لمشروع الواحات ، مقدما انتقاداته لمندوبية الزراعة التي يعتقد أنها لا تنصف المزار عين في توزيعاتها وحثها على التعرف على الحجم الحقيقي للمزار عين ومستوى مردودية كل أحد وعدم ضياع الجادين في سيل من التعاونيات والمبادرات الوهمية.

وطالب السلطات الإدارية بإشراك رابطة التسيير التشاركي للواحات في اجتماعات اللجنة الجهوية للتنمية.

يعتبر النخل من الأشجار المعمرّة على مر الزمان والتي ذكرّت بالقرآن الكريم مرات وتعد أشجار النخيل من الاشجار المباركة ، وذلك لفوائده ومنافعه الكثيرة ،حيث أن كل جزء من أجزاء شجرة النخيل له استخدام في حياة الانسان .

وتمثل "أمسيلت العوجه" جنة دنيا حقيقية ما زالت رغم ما تحقق بحاجة كبيرة إلى سبر أغوار سخائها واستغلالها بشكل أمثل وأوسع .

إنها مورد هائل و متجدد ينتظر من يكتشف كنهه ويستغل جميع مكنوناته، فبإمكانه أن يكون مصدرا زراعيا كبيرا تتجاوز فوائده الحاجز المحلي إلى باقي أجزاء الولاية والوطن ووجهة سياحية فريدة لو وجدت حكومة لامعة، جادة تضع الخطط اللازمة لذلك وتضخ المال لمزارعين متحمسين لا يتسرب الكسل إلى نفوسهم ولا يعرف اليأس إليها سبيلا رغم جسامة التحيات وتنوع المثبطات وتخاذل الدولة. !!

لو كانت العوجه في بلد غير بلاد التسيب والإهمال والاتكالية لكان لها شأن كبير ولغطت نعمها أصقاعا واسعة من الوطن فهل يأتي اليوم الذي يستفيد فيه هذا الوطن على الوجه الأكمل من غنى العوجة ومعينها الذي لا ينضب.؟

عودة للارشيف


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2023-07-01 06:15:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article18909.html