الأساليب التي تتبعها الطبقة السياسية تعطي انطباعا أننا مازلنا في مرحلة ما قبل التعددية ودور المجتمع المدني (مقابلة )
وكالة كيفة للأنباء

سعيا منها إلى إشراك جميع المواطنين بولاية لعصابه والاستماع إليهم حول مختلف القضايا التي تهمهم واستمرارا منها في أحياء قيم الحوار والنقاش وإثراء روح التعاطي وتبادل الآراء والأفكار مع تنويع الضيوف ؛ قامت وكالة كيفه للأنباء بإجراء حوار مع الشاب المنحدر من مقاطعة باركيول على هامش زيارة مجاملة قام بها في الأسبوع الماضي لوكالة كيفه للأنباء.

نص المقابلة:

وكالة كيفة للأنباء : السيد نعيم ولد لبات هل من كلمة تعريفية بكم كشاب وناشط سياسي في مقاطعة باركيول ؟

جواب:

في البداية أشكر وكالة كيفة للأنباء على الإهتمام بقضايا الولاية بشكل عام ومقاطعة باركيول بشكل خاص كما أشيد في الوقت نفسه بالدور الإعلامي المتميز الذي تقوم به هذه المؤسسة من توعية وتثقيف و إنارة للرأي العام حول مشاكل المواطنين في الولاية.

وفيما يخص سؤالكم : فإسمي نعيم ولد لبات أستاذ وخبير معتمد في مجال الترجمة ورئيس جمعية عصر المستقبل ذات الأهداف الثقافية والاجتماعية وناشط سياسي.

وكالة كيفة للأنباء: أعلن رئيس الجمهورية عن إنشاء مجلس أعلى للشباب ، حسب وجهة نظركم مالذي سيحققه هذا المجلس في سبيل تأمين مختلف إحتياجات الشباب ؟

جواب :

المجلس الأعلى للشباب هو هيئة مهمة تم إنشائها بعد تشاور مع الشباب و من بين أهدافها الدفع بالشباب وتمكينه.وفي نظري أن المجلس يحتاج الكثير من التنسيق مع المنظمات الشبابية بجميع مستوياتها وفي جميع أماكن تواجدها مما سيمكن من رسم استراتيجيات منطلقة من واقع معاش تساعد في حل المشاكل التي تواجه الشباب كالبطالة ، التسرب المدرسي ، التطرف والوعي المدني .

وكالة كيفة للأنباء :تواجه مقاطعة باركيول مشاكل متشعبة كالفقر والبطالة وترهل الخدمات الصحية والتعليمية فماذا تقترحون للمساعدة في حلحلة هذه المشاكل ؟

شكرا، بالنسبة لمقاطعة باركيول هي مقاطعة ذات كثافة سكانية كبيرة عانت خلال السنوات الماضية من الكثير من المشاكل في مجال الخدمات الأساسية لحد أنها كانت إحدى أضلاع مثلث الفقر اللذي أصبح يدعى مثلث الأمل.

ورغم أنها كانت تعيش عزلة خانقة تسببت في تأخرها عن مثيلاتها من المقاطعات التي ارتبطت مبكرا بطريق الأمل ، لكنها شهدت مؤخرا بعض التحسن بعد فك العزلة عنها وربط عاصمتها بطريق الأمل إضافة الى التغلب على بعض المشاكل كتوفير المياه الصالحة للشرب بعد تنفيذ الجزء الأول من مشروع أفطوط الشرقي ، كما أتمنى أن يتم تنفيذ الجزء الثاني قريبا ليسقى الجزء الغربي من المقاطعة.

وطبعا لا تزال عندنا بعض الخدمات متردية كالصحة والتعليم وعزلة مركز لعويسي الإداري و بعض البلديات المجاورة ، وكأحد أبناء هذه المقاطعة طالبت من خلال العديد من المنابر واللقاءات مع المسؤولين ومازلت أطالب بتوفير تغطية صحية مكتملة وبناء مستشفى في عاصمة المقاطعة وبناء معهد للتكوين المهني يمكن الشباب ضحايا التسرب المدرسي من الولوج الى تكوين مهني يدخلون به سوق العمل ومساعدة المزارعين من خلال بناء سدود جديدة و ترميم السدود المنهارة نتيجة الأمطار .

وكالة كيفة للأنباء: تعيش منطقة أفطوط بشكل عام على وقع الكثير من النزاعات العقارية المعقدة والخطيرة على التعايش الأهلي تغذيه السيطرة القبلية على الأراضي الزراعية ، فما هي الحلول التي ترونها مناسبة لنزع فتيل تلك النزاعات ؟

جواب:

فيما يتعلق بالنزاعات العقارية لم تكن القبيلة يوما من الأيام مصدر للنزاع بين أفرادها على الملكية العقارية. فأفراد القبيلة متساوون في ملكية الأراضي ذات الطابع الجماعي وكل فرد حسب ما يستغله من هذه الأراضي.هذا في مجال الزراعة أما ما ظهر مؤخرا فهو ملكية لأغراض غير زراعية وغير عقارية وبالتالي أصبح من اللازم سيطرة الدولة على هذه الملكية بحيث يمكن منحها مؤقتا ولغاية محددة حتى لا يكون هناك ما يشبه المثل القديم ”ليل اشير مايسكت لوخر“. مع أنني أتحفظ على تطبيق قانون في منطقة دون أخرى ، فأراضي أفطوط أقل خصوبة من أراضي الضفة وأقل مرد ودية اقتصادية من أراضي كيدي ماغا التي من المعروف انها تحتكر ملكيتها عرفيا من طرف مجموعة معينة .وفي أطار مثلا لم تكن الدولة قادرة على إيجاد مهبط للطائرات قبل شرائه من مجموعة قبلية معينة .

وكالة كيفة للأنباء : بوصفكم شاب وإطار مثقف ألا تعتقدون أن التعاطي مع القبيلة والأحكام العسكرية نكوص وتناقض مع الثقافة التي تحملونها ؟

جواب:

شكرا على هذا السؤال الجيد ، القبيلة في نظري هي ركيزة من ركائز مجتمعنا ويجب المحافظة عليها وعلى دورها الاجتماعي الذي لا غنى عنه ، لكن لا ينبغي إقحامها في العمل السياسي من أجل كسب أهداف خاصة لأن هذا يتناقض مع مفهوم الدولة والمواطنة التي ننادي من أجلها.وفي ما يخص ما أسميتموه التعاطي مع الأحكام العسكرية ، أعتقد أننا لسنا في عصر الأحكام العسكرية ، نحن الآن لدينا نظام مدني مبني على الشرعية الديمقراطية المنبثقة عن دستور يوليو1991م لكن المشكلة التي يرى الجميع هي أن الطبقة السياسية القديمة مازالت تعيد الانتشار وتمارس سلوك المحسوبية مما يعطي انطباعا أننا مازلنا في مرحلة ما قبل التعددية ودور المجتمع المدني .


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2017-05-24 06:24:55
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article18383.html