الأطفال الماليون في كيفه.. طلبة علم أم متسولون؟! (تقرير)
وكالة كيفة للأنباء

أصبح من الشائع في شوارع مدينة كيفه أن تجد أطفالا من دولة مالي لم يتجاوزوا عقدهم الأول، وهم يستجْدون المارة في كل وقت. إنهم يعيشون في الشارع بشكل مهين. ينامون حيث غلبهم النعاس. يأكلون أي شيء. يتنقلون بين الأسواق والمرافق العامة والمنازل العامة والخاصة، يستظلون بالشجيرات الصغيرة والقليلة وبحيطان المنازل.

هم يسيرون حفاة الأقدام. يرتدون ثيابا رثة ومتسخة. يجمعون مأكلهم ومشربهم في أوان قذرة. يفترشون الأرض؛ على قارعة الطرقات.

يتوزع أطفال الشوارع في كيفه إلى فئتين: أطفال من مالي بعث بهم ذووهم إلى مدرسي محاظر في مدينة كيفه، ومحليين فقدوا الرعاية لدى ذويهم.

الولد المالي موسى صدمته سيارة، السنة الماضية، على الطريق، وفر السائق بفعلته، وقد حمله أحد المارة إلى المستشفى. بعد إصابته بكسر في الذراع وإثر استقرار حالته بعد أربعة أيام من الحجز في المستشفى، حمله فاعل الخير إلى المحظرة التي يرتادها. والغريب في الأمر أن مرابطه لم يلاحظ تغيبه، بسبب كثرة أطفال الشارع لديه.

طفل آخر قال إنه يدعى مامادو، وإنه قادم من مالي. طلب منا أن نعطيه 100 أوقية لشراء الطعام؛ حيث إنه، وفقا له، لم يتعش الليلة الفائتة. بيد أنه ولى هاربا خوفا من آلة التصوير والتسجيل.

طفل مالي آخر يسمى بوكار صار بانقو. اتصلنا هاتفيا بوالده القاطن في مدينة خاي المالية، وسألناه عن آخر ما سمعه من أخبار ولده. فأجاب بتشنج: "لقد أودعت ولدي لمعلم المحظرة لحفظ القرآن، وهو أمر جيد ولمصلحته هو. وأعتقد أنني المسؤول الوحيد عن اتخاذ القرارات المتعلقة بولدي".

ويرفض أساتذة المحاظر التي يرتادها أطفال الشارع هؤلاء التحدث إلينا. ولكنهم يصرون على أن ما يستجديه الأطفال في الشارع هو ما ينفقون منه على دراستهم ومهمتهم المتمثلة في طلب العلم.

وقد بات موضوع أطفال شوارع كيفه واحدا من أكبر الظواهر الاجتماعية بهذه المدينة، ومحل اهتمام المنظمات والخبراء الاجتماعيين فيها. فبحسب آخر إحصائيات قام بها قطاع الشؤون الاجتماعية ، فإن عدد هؤلاء في مقاطعة كيفه يتراوح بين 1000 و1300. كما تفيد نفس الأرقام أن 80% منهم قدموا من مالي وأن جل النسبة المتبقية (20%) قدموا من القرى المجاورة لكيفه.


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2023-09-07 07:32:31
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article16222.html