وكالة كيفه للأنباء ترد على عمدة بلدية كيفه(نص الرد)
وكالة كيفة للأنباء

حينما اخترنا تأسيس موقع وكالة كيفة للأنباء كنا واعين بطبيعة التحدي و مستعدين لدفع الضريبة ، التي تتطلبها ريادة موقع إعلامي أعداؤه المحتملون بحجم كل أعداء الحقيقة وما أكثرهم...

كانت ضريبة "الهدوء والانسجام والاستكانة"أيسر وأقل تكلفة ،وعملية "شراء الصمت" لا تعدم العارضين ،لكننا أثرنا طريقا أخرى تأبى الظلم وتصدع بالحق وواجهنا ونواجه في سبيل ذلك المتاعب والمصاعب ووحشة الطريق وتربص المتربصين.

وليس هجوم عمدة كيفه يوم أمس علينا إلا حلقة مما نتعرض له على مدار الساعة من أولئك الذين لا يريدون أن يطلع المواطن على مثقال ذرة مما يحاك ضده ويسعون بما أوتوا من قوة أن لا يصدع بالحق صادع.

لقد كتبنا في الغبن والظلم بولايتنا وفي أزمات العطش وعن تردي خدمات التعليم والصحة وفي تخاذل المنتخبين والأطر وتطرقنا إلى المشاريع والمنافع التي تؤخذ باسم الشعب وتسلك شعابا أخرى وانتقدنا عمل الإدارة والأمن مرارا وأسمعنا كل الأصوات المبحوحة ، ولم يكن لدينا ونحن نقوم بمهة رقابة سير الشأن العام أي اعتبارات شخصية أو مزاجية وكنا نهدف من كل ذلك إلى تصحيح مسار التنمية ومناصرة الجماهير ومحاربة كل المسلكيات المعيقة للتقدم والوحدة والانسجام الاجتماعي.

ولقد أشاد المئات من الأطر والمثقفين و من المنتخبين والوجهاء بالدور الذي نلعبه لصالح الولاية والوطن ولدينا كتاباتهم محفوظة في سجل كبير للزيارة بمكتبنا، ولا نتذكر أيا قد تخلف عن هذا السجل غير عمدة كيفه أومن لم تتح له فرصة زيارة المدينة.

صحيح أن للسيد العمدة موقفا خاصا من وكالة كيفه للأنباء منذ انتخابات 2013 ،ولكننا بالمقابل لا نبادله ذلك ، فوكالتنا ظلت ولا تزال تنأى بنفسها عن كل التجاذبات السياسية المحلية وهدفها هو خدمة المواطن وإبلاغ صوت المظلومين والمهمشين، ودفعا للريبة و تجسيدا لمبدأ إظهار حسن النية قامت الوكالة بتغطيات لصالح البلدية كما فعلت مع حملة يوم للنظافة بمشاركة المدرسة العسكرية، وغطت حملة النظافة المقام بها يوم 05/09/2014 ، ثم تناولت مهرجان الصور مع الشريك الألماني 2015 وتقدمت الوكالة شوطا آخر إلى سيادة العمدة فأرسلت له طلبا برغبتها في عقد مقابلة معه فتجاهل الطلب وبدا مصرا على موقفه.

لقد تعاملنا مع بلدية كيفه كما نفعل مع أي مرفق عمومي، نرصد مكامن الاختلالات ، ونشير إلى مواطن الخلل والضعف بغية التلافي والتصحيح.وهو ما ينسجم مع مهمتنا في رقابة تسيير المصالح العامة.

ولما كانت مسألة نظافة مدينة كيفه تقع في صدارة اهتمامات المواطنين فقد خصصنا لها حيزا كبيرا في نشراتنا وعلى عكس ما ذهب إليه العمدة من كوننا نفبرك الصور فنحن نحدد مكان ما نصوره مع وقت التصوير باليوم والساعة والدقيقة واللحظة.

ولسنا في هذا المضمار بحاجة إلى تقديم الدليل على تفاقم مشكل الأوساخ بكيفه فهو أمر جلي وعند باب كل مرفق وبيت وفي كل ساحة وشارع وزقاق وحديث يلوكه السكان والضيوف فللمرة الأولى في تاريخ البلدية تغيب الحملات الموسمية ويقصى دور المنظمات الأهلية ويختفي كل تفكير في إزالة هذا الأذى فتحولت المدينة إلى مستنقع آسن من الأوساخ والقاذورات وزينت مداخلها بالقمامة والجيف والنفايات.

ولو كان بمقدور العمدة أن يتحدث عن نظافة مدينة كيفه لما فضل التغيب عن المؤتمر الصحفي الذي نظم قبل يومين بالبلدية وتركه لبعض أعوانه.

فماذا تطلبون منا أيها العمدة؟

إن الإنس والجان والبهائم لا يجدون إلا إخفاقات بلديتكم وهي ترتسم في كل شبر ،وإنه ليعجزنا حصر أوجه ذلك فكأنما نغرف من بحر عجاج !!

أنتحدث عما أنجزتم من طرق وعما رممتم منها ؟ أم نتحدث عن صيانة المنشآت العمومية ؟ أو نتحدث عن المدارس والبنى الصحية التي بينتم؟ وعن قنوات ومعدات الصرف الحديثة التي زودتم بها مدينتكم؟

أننشرعن أخبار المساعدات الاجتماعية السخية التي قدمتم للفقراء والأيتام والمنكوبين ومتضرري الأمطار وأصحاب المنازل المشتعلة؟

أم نتحدث عما دعمتم به طرحي الفشل الكلوي بمستشفى كيفه؟

أم تريدون منا أن نكتب عما قمتم به لصالح المساجد والمحاظر والمقابر؟

أم نتناول منجزاتكم العظيمة في مجال بناء دور الثقافة والمسرح والرياضة ؟ وفي ميدان تنظيم الأسواق والتشجير وترقيم المناول وتسمية الشوارع؟

أو نتعرض بالتصوير والكتابة لما أقمتم من ساحات خضراء ومنتزهات ومرافق للترفيه ولعب الأطفال ؟

أتريد منا- أيها العمدة - أن نكتب عن التمويلات التي انتزعتم من الخليج وأوربا لصالح البلدية؟ أم ننشر مواضيع حول الاستثمارات والمشاريع التنموية التي أطلقتم ؟

كان بوسعك السيد العمدة أن تتدارك التعتيم الذي قامت به البلدية على عمل الخير زين العابدين حيث حاولت أن تضيف عمل آلياته لنفسها، دون أن يكون التهجم على وكالة كيفه طريقك لذلك.

نحن هم أول من كتب عن تدخلات الرجل في السقاية ونقل المرضى وعن غيرته على مدينته التي أغرقتها القمامة فهب للمساعدة ونحن إذ نقوم بذلك لا نريد من زين العابدين جزاء ولا شكورا .و لكننا أعطيناه واللرأي العام حقا إعلاميا حاولتم فيما يبدو أن لا يرى النور.

إن تدخلات هذا الرجل وانطلاق مبادرات شبابية وشعبية في الآونة الأخيرة في الكثير من أحياء المدينة للقيام بعملية التنظيف لم تأتي إلا عندما تحولت مسالة الأوساخ إلى كارثة وأصبحت فرض عين على كل مواطن وهو مصداق ما تنشره وكالة كيفه وتنكره البلدية ،وهنا يتساءل كافة المواطنين عن وجهة الأموال الهائلة التي تجتهد البلدية في جبايتها من المواطنين كل يوم؟

السيد العمدة وكالة كيفه للأنباء تحتل منذ عامين مكانها بين العشرة مواقع إخبارية الأكثر أهمية بموريتانيا ضمن أزيد من 200 موقع بالبلاد، فما هو الرقم الذي تحتله بلدية كيفه اليوم بين بلديات الوطن؟

وهل نالت وكالتنا تلك المكانة السامية بسبب أساليب الاسترزاق والابتزاز؟ وهل يمكن للعمدة أن يقدم إلى الملإ ما يدين الوكالة على ذلك الصعيد بل نناشده أن يفضح الوكالة بما أشار إليه ضمنيا في بيانه .

وأيهما أكثر تشريفا اليوم لسكان كيفه وولاية لعصابه بشكل عام ما تقوم به وكالة كيفه للأنباء أم ما تفعله بلديتها؟

لقد كان أجدر بالسيد العمدة أن يشجع "مبادرة محلية " اسمها وكالة كيفه للأنباء أطلقها شباب متحمسون من أهله ومدينته بدل التهجم والسب والمضايقة ، كان عليك أيها العمدة الإطار المثقف أن تتعاطي مع هذا المنبر بروح مسؤولة ومدنية وأن تفاخر به باقي الصحف الوطنية بدل تنصيبه عدوا وخصما.

ومهما كانت التحديات وقوة المثبطات ومهما اعترضنا من مشاكل ومعوقات سنبقى نجسد السلطة الموازية في رقابة إدارة الشأن العام وفي الاستجابة للمواطن في تطلعاته المشروعة نحو حياة كريمة وتسيير أحسن وعيش أفضل ومرفق عمومي اقرب ،وسنسعى دوما لنجعل من موقعنا فضاء للمواطن لرفع تظلماته علها تجد أذنا صاغية، ولإظهار مشاكله علها تجد حلولا ولفضح كل الممارسات التي تمس بالشأن العام.

وكالة كيفه للأنباء


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2016-09-26 22:05:54
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article15671.html