قمة العرب ..إعلان أنواكشوط بين النظرية والتطبيق
وكالة كيفة للأنباء

أود في البداية أن نتناول هذا الموضوع من زاوية الممكن والمتاح لدبلوماسية المنارة والرباط في تعزيز العمل العربي المشترك أوالتضامن العربي وبالتالي سأحاول تقديم قراءة حول سبل وآفاق تطبيق إعلان القمة ولكن من باب رؤية سياسية ودبلوماسية محترفة ونعني بالإحتراف السياسي حكمة وتعقل يدل على الطريق لتطبيق هذا الإعلان وقوة تهزم العواقب في إطار تلمس طريق للبحث عن نقطة بداية إنطلاقة الدبلومسية الموريتانية لإنزال إعلان القمة من الفضاء النظري الصوري إلى الميدان والواقع وما يشاهد بالعين المجردة،وبما أن إعلان انواكشوط خرج من يد العرب وأصبح معنونا بعنوان موريتاني صرف فإن الكرة أصبحت في مرمى الدبلوماسية الموريتانية بمعنى أن تطبيق هذا الإعلان واستفادة الأمة العربية من المأمورية الموريتانية أصبح مسؤولية تتحملها أرض المنارة والرباط وبالرغم من الواقع العربي المستهدف بهذا الإعلان فإن واقع الدول العربية في غاية التعقيد والصعوبة ولكن هذا الوضع المتأزم هو الذي دفع فخامة الرئيس الموريتاني بتحمل مسؤوليته القومية وأنقذ القمة العربية ورفعها حتى وصلت إلى القمة كل ذلك بفضل قائد مقدام وشعب أصيل واليوم نرى أنه من الضروري معرفة الوضع العربي الراهن على مستوى كل دولة منفردة والتحالفات الإقليمة لكل دولة عربية والتحالفات على المستوى الدولي ونوايا القوة االعظمى في الجغرافيا العربية.

من المعروف تاريخيا أن الأمة العربية الإسلامية تعرضت لعدة محن تاريخية كادت أن تقضي عليها لولا العناية الربانية ومن أبرز تلك المحن:

*المحنة الكبرى بين المسلمين بسبب الخلافة واللتي لم تنته إلا بعد تنازل أحد الأطراف حقنا لدماء المسلمين وأحداث هذه المحنة مازالت بعض من الساحات الإسلامية تجسدها تمثيلا وتذكر بوقائع تلك المحنة والتي نجم عنها مذهب إسلامي يركزعلى قضية السلطة وهو يندرج الآن في الإطار الكلي لتعقيد الساحة العربية الراهنة.

*أما المحنة الثانية وهي حرب الإفرنج على بلاد العرب وصلت درجة من الفظاعة بحيث أصبح الناس يأكلون الجثث والقطط والأفاعي من الجوع حتى وصل الأمردرجة من البشاعة جعلت النساء في بغداد والموصل وأجزاء من الشام يخرجن عاريات الرؤوس يحملن أطفالهن على صدورهن وفي ثياب رثة يتضرعن للمولى جل جلاله لإنقاذهن من هذه الحرب ووقفها فقيض الله لهم رجلا يسمى صلاح الدين الأيوبي فقضى على الإنفرج قضاء مبرما واستعاد بيت المقدس إلى حظيرة الخيمة العربية ويمكن التحقق مما ذكرنا في كتاب ابن خلدون المقدمة وكتاب ابن كثيرالبداية والنهاية.

*أما المحنة الثالثة فهي الإحتلال الغربي لأراضي الأمة العربية والمعروفة بالظاهرة الإستعمارية وتسلط الرجل الغربي المسيحي الإمبريالي على الشعوب الضعيفة من الناحية التكنولوجية والتقنية والعلمية لكن هذالإحتلال تمت مجابهته من طرف صناديد الرجال والنساء من مختلف الساحات العربية واتحد العرق العربي والجهد العربي والعمل العربي حتى وضعوا حدا للهيمنة الغربية على المنطقة العربية وما ان تأكد الغرب من قرب زواله حتى خطط لإدخال الأمة العربية محنة جديدة تتمثل في اتفاقية سايسبكو والتي من أبرزأهدافها تقسيم الوطن العربي إلى دول وزرع بؤر توترفيما بينها تتمثل في الحدودوالأقليات ليوظفها في أجندة مستقبلية تعيق العمل العربي المشترك والتضامن العربي وتوقف العلم والبحث العلمي وتجعل العرب ينشغلون بالسخافات والقضايا الهامشية ويسبحون في الإتجاه المعاكس للتمدن والتحضروالرقي والإزدهار العلمي والمعرفي ثم بعد ذلك تعرض حكام العرب بسبب المخابرات الغربية وحب الملك إلى محنة لكنها هذه المرة بين حكام العرب وتتمثل في أن كل حا كم عربي يحفرحفرة لأخيه الحاكم العربي الآخر ليسقطه فيها وعلى سبيل المثال الحفرة العملاقة التي حفرت لصدام والحفرة التي حفرت للعقيد القذافي والحفرة التي تحفرالآن لبشارالأسد والملك سلمان وملك البحرين والرئيس اللبناني ورئيس اليمن كل ذلك يهدف حكام العرب منه إلى السيطرة بشكل إنفرادي على الوطن العربي ولكن النتيجة هي زوال حكام العرب واحدا تلو الآخرإما آجلا وإما عاجلا هذه الفوضى من انعدام الثقة بين حكام العرب وصدق بعضهم مع بعض جعل الغرب يطلق فوضى أخرى لا تبقي ولا تذربين الشعوب العربية تتمثل في الفوضى الخلاقة أو الربيع الدموي وتستهدف هذه الفوضى بشكل محدد قيام الدولة العربية إذ تسعى إلى انهيار وسقوط جميع الدول العربية وإن كان الأمرالمعلن سقوط الأنظمة تحت غطاء الديمقراطية والحرية والعدالة والعيش الكريم وكخلاصة لما ذكرنا فإن الوضع العربي الراهن أصبحت من خلاله جامعة الدول العربية تعيش وضعا هو نفسه الوضع الذي تعيشه الدول العربية فاحتلال صدام حسين للكويت ووقوف العديد من الدول العربية مع الولايات المتحدة الآمريكية لغزوالعراق وإسقاط صدام وتدخل الدول العربية بالمال والسلاح في ليبيا وسوريا واليمن كل ذلك قضى قضاء مبرما على ميثاق الجامعة العربية وعلى العمل العربي المشترك والتضامن العربي ضف إلى ذلك أن جميع القضايا العربية التي تهم العرب خرجت من يد حكام العرب جميعا وأصبح مصيرالعرب وقرارهم وإرادتهم السياسية موزعة بين الإمبراطورية الفارسية والإمبراطورية الروسية والإمبريالية الآمريكية والإتحاد الأوربي وبالتالي لم يعد لحكام العرب ما يتحكمون فيه وخصوصا في عرينهم الوطن العربي من المحيط إلى الخليج ومادام الأمرعلى هذا الحال فكيف يمكن لأرض الرجال المنارة والرباط الجمهورية الإسلامية الموريتانية أن تقوم بتطبيق إعلان أنواكشوط على أرض الميدان.

إن جميع الطرق المؤدية لتطبيق هذا الإعلان مغلقة بسبب واحدوهوسياسة الولايات المتحدة الآمريكية وفرنساوابريطانيا في المنطقة وهناك منفذ واحد يمكن لهذا الإعلان أن يسلكه نحو التطبيق وهذا المنفذ يتحكم فيه خادم الحرمين الشريفين والأمورنضجت بفضل الجيش العربي السوري والجيش العربي المصري والجيش العربي الجزائري والجيش العربي الإفريقي الموريتاني وبذلك فإن خادم الحرمين الشريفين قائد الأمة العربية والإسلامية أصبح يعلم علم اليقين بأن الولايات المتحدة الآمريكية خانت المملكة وضربتها بخنجرفي الظهروالدليل على ذلك تخلي الولايات المتحدة الآمريكية عن المعاهدة بينها وبين السعودية والمعروفة باتفاقية (لكوينسي) والتي أبرمها الملك سعود مع (روزفلت) كما أن الولايات المتحدة الآمريكية بتوقيعها على الإتفاقية النووية بينها وبين إيران تمهد بذلك لاستدارة ظهرها للمملكة العربية السعودية وبما أن المملكة تعتمد على النفط وهو ذراعها العسكري والدبلوماسي والمالي فإن الولايات المتحدة قطعت ذلك الذراع باستخراج النفط الصخري وبذلك تقول وداعالآبارالنفط السعودية كل هذه المعطيات تجعل من الضروري لحكام العرب أن يستيقظوا ويعلمون علم اليقين ان الإعتماد على الذات وعلى العمل العربي المشترك هو السبيل والوحيد لبقاء الأمة وعلى ذلك الأساس لايمكن لإعلان أنواكشوط أن يكون له صدى في الميدان إلا بوجود كيمياء بين خادم الحرمين الشريفين والقائد محمد ولد عبد العزيزهذه الكيمياء موادها هي إقناع القائد محمد ولد عبد العزيزلخادم الحرمين الشريفين أن المصالح تولد التصالح ولابد من تحمل جلالة الملك كحكيم وأب للأمة العربية والإسلامية لمسؤولياته في أنتشال العرب وقضاياهم من مخالب الدول الأجنبية وأن يفتح صدره برحابة لأبناء الأمة العربية وبغض النظرعن طبيعة حكام العرب وبذلك يكون قد فتح المجال لإعلان انواكشوط والعمل العربي المشترك ومن القضايا الملحة أن سيتعيد جلالة الملك علاقاته الدبلوماسية بصورة فوق الطاولة مع رئيس الجمهورية العربية السورية بغض النظرعن هذا النظام وإنما استجابة للضميرالعربي الذي لايقبل بوجه من الوجوه بانقطاع التواصل بين أم القرى وبلاد الشام فقراره هنا باسترجاع العلاقة مع سورياهوبداية لاسترجاع الحق لأصحابه وترك عاصمة الدولة الاموية وعاصمة الدولة العباسية وحكمة اليمن للفرس والأتراك أمرفي غاية الخطورة على المملكة العربية السعودية إذ كيف يمكن لأي عاقل أن يتصور جامعة عربية بدون مخ الحضارة العربية دمشق وبغداد وفتح العلاقات الدبلوماسية بين الرياض ودمشق أمرممكن ومنطقي وحكيم لأنه لن يحل المشكلة بين السعوية وسوريا فحسب بل سوف يحل كذلك المشكل في اليمن والرئاسة اللبنانية لأنهما في الأصل لم يظهرا إلا بسبب الصراع بين المملكة وسوريا وتبقى المشكلة الليبية حلها بسيط بسبب قوة الدفع والتضامن العربي لأن أصلها تم القضاء عليه ونرجوا من فخامة القائد محمد ولد عبد العزيز رئيس العرب أن لايهدأ له بال ولا يغمض له جفن إلا عندما يرى علم المملكة العربية السعودية يرفرف في دمشق وعلم سوريا يرفرف في الرياض وعندها سوف يصل إعلان أنواكشوط قمة القمم في التطبيق والفائدة الكبرى على الأمة العربية جميعا أنه إذا تحقق هذا الأمرأصبحت قضية العرب المركزية وهي قضية فلسطين والقدس بحثها وجعلها في الأولويات أمرله معنى ودلالة لأن الرياض ودمشق وبغداد وغيرهم من عواصم الدول العربية أصبحت سوف تتداعى إلى الخيمة العربية لرفع القضية الفلسطينية إمابانتهاج نهج المقاومة وأمابانتهاج نهج السلام ولكن لم يعد هناك مكان لمضيعة الوقت مع الدولة العبرية.


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2016-09-06 12:17:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article15500.html