وحدتنا ضمان لنجاح قمتنا
وكالة كيفة للأنباء

تستضيف موريتانيا في هذه اللحظات ولأول مرة في تاريخها فعاليات القمة العربية السابعة والعشرين المنظمة بالعاصمة انواكشوط، ممايجعل بلدنا امام تحد كبير يتطلب الكثير من الوعي بأهمية الحدث، وضرورة توفر درجة عالية من المفاهمة الوطنية والابتعاد عن موجات التوتر والغليان السياسي المتعاكس، مخافة أن يعيق ذلك مسار هذه القمة أو يسافر بعيدا في أذهان الوفود العربية الزائرة، الشيء الذي لا يخدم سمعة البلد ومصلحته ولا يضمن له الاستفادة بشكل جيد من مخرجات هذه القمة، كما لايضمن له ايضا أن يكون فاعلا قويا في حلحلة القضايا العالقة على مستوى الساحة العربية وهو ما لا نريد له أن يكون.

لقد آن الأوان أن يعلم الجميع أن الوحدة الوطنية لا تتوقف عن مجرد محو الفوارق بين الشرائح الاجتماعية ومعاملتها على قدر المساواة وإنما تتطلب ايضا قسطا هاما من التفاهم بين قادة الراي من سياسيين ونقابيين ومفكرين وهيئات مجتمع مدني، وغيرهم من الفاعلين في المشهد السياسي الوطني حول القضايا الوطنية الكبرى سواء القضايا الانسانية المحليةكمحاربة الاسترقاق وغيره أو القضايا العابرة كالقمة العربية الجارية وما شابهها، وأن يعلم الجميع أن ما يجمعه اكثربكثير مما يفرقه.

صحيح أن البشر جبلوا على الاختلاف وهو من سنة الله في خلقه وقد يكون في بعض الاحيان ظاهرة صحية، لكن التمادي في هذا الاختلاف وعدم تحين الفرص لتقارب وجهات النظر قد لا يكون من الحكمة في شيء.

ولقد اعجبني صراحة أن رأيت منذ عدة ايام الشباب والنساء والاطفال وهم يكنسون الشوارع الرئيسية وينظفونها وكانهم يحتسبون أن الضيوف ضيوفهم قبل أن كونوا ضيوفا رسميين على البلد،فهم يشعرون بعمق بمدى أهمية هذه اللحظة الحاسمة منتاريخ البلد والتي يحسد اليوم عليها، بل يريد لها البعض أن تفشل بعد أن رآها تنجح على الارض قبل أن يبدأ العرض.

وهنا ارجو ممن لم يستطيعوا المشاركة في تنظيف الشوراع أن لا تفتهم فرصة تنظيف النفوس والضمائر والتنافس الايجابي في الغيرة على الوطن والحفاظ على سمعته ولو لظرف وجيز ننشغل فيه بإكرام الضيوف، ونتناسى فيه الحساسيات والحسابات الضيقة وننسلخ فيه من كل انتماءاتنا السياسية والشخصية والايديولوجية، ونرتمي في أحضان الانتماء الوطني الموحد مبرزين مستوى عاليا من التآخي والتآزر والتآلف والتلاحم وتوحيد الصف ورصه حتى نستقبل ضيوف البلد استقبالا يليق بسمعة البلد، ونودعهم كذلك وداعا يترك في النفوس شوقا وولها للرجوع مرةأخرى. ولن يتأتى ذلك إلا إذا استطعنا أن نبرهن لهؤلاء الضيوف على أن كرم الشناقطة الذي سمعوا عنه قديما وهو لا زال في حضنه الصحراوي البدوي، حيث الخيمة والنخلة والناقة والصحراء تعزز اليوم كثيرا في ظل العولمة والوفرة، وتوفر وسائل الرفاه المادي والمعنوي، كالطيارة والسيارة والعمارة والمكتب والوظيفة والهاتف والتلفاز والطريق المعبد،وبقيت قيم الكرم والسخاء والشجاعة والخلق الرفيع كما كانت من قبل لأن كريم الاصل لايتغيرا ، كما يجب أن نبرهن لهؤلاء أيضا على مدى صحة غزارة علوم الشناقطة ونبوغهم في كل مجال من مجالات العلوم المختلفة من خلال المخطوطات والمؤلفات الكثيرة، وأن المدارس والجامعات المتنقلة انضافت اليها مدارس وجامعات ثابتة، وأن الالواح والاقلام والمداد تشابكت معها وسائل عصرية اكثر تيسرا فتسارعت وتيرة الحفظ والتعلم، وتنوع المحفوظ والحفظة، وجادت القرائح ورفع البيت لتستحق موريتانيا حاليا وشنقيط قديما في هذا الظرف الدولي العربي العصيب أن تكون قبلة وملاذا آمنا للقمة العربية ولكل أشقائنا العرب بحول الله وقوته، فلنقل لهؤلاء جميعا وعليكم يا احبتنا السلام واتحفكم برحمته السلام وبوءكم منازل طيبات تحية من تبؤها سلام.


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2016-07-25 17:12:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article15028.html