قادة معارضون يوقعون رسالة وجهت لمدير كينروس
وكالة كيفة للأنباء

وقع كل من الرئيس السابق اعلي ولد محمد فال المعارض لنظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز رفقة الرئيس أحمد ولد داداه رئيس حزب التكتل المعارض والرئيس الدوري لمنتدى المعارضة صالح ولد حننا رئيس حزب حاتم رسالة شديدة اللجهة موجهة إلى مدير كينروس.

وقد وصلت الرسالة منذ أسبوع للرئيس المدير العام لشركة كينيروس بتورنتو بكندا وتم تسليم نسخة منها للسفير الكندي بدكار.

الصحراء حصلت على الرسالة وتقوم بنشر نسختها العربية.

وفيما يلي نص الرسالة:

انواكشوط بتاريخ: يوليو 2016

كنروس غولد كوربوريشن

25 يورك ستريت ، الطابق 17 تورنتو ، أونتاريو

إلى السيد/ ج. بول رولنسون الرئيس المدير العام

السيد/ الرئيس المدير العام،

شيئا فشيئا بدأنا، نحن الموريتانيين، نكتشف مكانة كنروس على الصعيد المنجمي العالمي: إنها شركة كبيرة، وخامس أكبر منتج للذهب فى العالم، ومنتج مهم للنحاس والفضة، توفر قرابة 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة عبر العالم بينها أكثر من 97 بالمائة لمواطني الدول التي تستثمر فيها.

كنروس شركة تستثمر فى أربع قارات ومسجلة فى البورصتين الرئيسيتين فى أمريكا الشمالية، ولديها استراتيجية للمسؤولية المجتمعية تضاهي مثيلاتها فى الشركات المحترمة، ويبدو أن لها هيكلة جيدة، ونعتقد أيضا أن لديها قاعدة مالية صلبة.

نحن الموريتانيين، نعرف أيضا ما الذي تمثله بلادنا لكنروس: أكيد أنه أقل من 10 بالمائة من إنتاج الشركة الحالي، لكنه 25 بالمائة من احتياطي مجموعتكم من الذهب و بأعلى درجة مقارنة مع كل المناجم التي تستغلونها عبر العالم.

يعني هذا أن كنروس يمكنها إقامة جزء من مستقبلها انطلاقا من المناجم الموريتانية.

كل هذا يشرح ويبرر مشاريع التوسعة الرامية إلى مضاعفة قدرة منشآتكم فى تازيازت أربع مرات، وربما جعلها الأكثر أهمية بالنسبة لمجموعتكم.

نحن الموريتانيين نعرف ما يُحتمل أن تمثله كنروس- تازيازت لاقتصاد بلدنا: بالفعل حوالي 2600 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في بلد سكانه أقل من 4 ملايين نسمة، و كنروس أيضا هي ثاني أكبر مشغل غير الدولة فى موريتانيا، وهي تمثل متوسط رقم أعمال فى السنوات الأربع الماضية بلغ 430 مليون دولار سنويا فى دولة بلغ فيها متوسط إجمالي الصادرات خلال نفس الفترة حوالي 2.500 مليون دولار. وكنروس كذلك تعني نفقات من العملة المحلية تفوق 60 مليون دولار فى بلد يبلغ فيه احتياطي البنك المركزي حوالي 600 مليون دولار.

إن هذه الأرقام أكثر من رائعة وهي مرشحة للتحسن بشكل كبير عندما ترى النورَ مشاريعُ التوسعة الخاصة بشركتكم. لقد صدمنا، نحن الموريتانيين، عندما علمنا أن نظام الحكم الرشيد فى شركتكم قد لا يكون مثاليا، وأنه لم يتم احترام المبادئ التي تحكم سياسة المسؤولية المجتمعية فيها، وأن محاكم فى نيويورك وتورنتو تتهمكم بالتضحية بحقوق ومصالح الشعب الموريتاني مقابل مصالح بعض قادته الحاليين.

إن عقود التوريد والخدمات في السنوات الأخيرة تُمنح فقط لصالح مقربين جدا من أول مواطن فى البلد، وسياستكم لإدارة الموارد البشرية تعكس انحيازكم لمصالح بعض كبار مسؤولينا، وبناءً على هذا الواقع، تم تعديل وفائكم بواجباتكم اتجاه الدولة والشعب الموريتاني.

ومع ذلك، سيادة الرئيس المدير العام، لم يكن قرار تعليق استغلال منجم تازيازت مفاجئا لنا، وإنما كان أيضا قرارا مثيرا.

لم يفاجئنا القرار لأن الإستقامة ومبادئ الحكم الرشيد هي وحدها التي تضمن قيام علاقة صحية ومستدامة بين الشركاء. وقد غابت هذه القيم عنكم خلال السنوات الماضية.

وكما توقعنا، لم يعد هناك مفر من الخلافات الحالية مع "أصدقائكم بالأمس".

إننا نشعر بالغضب لأنكم وزبناءكم قد لطختم صورة بلادنا من جديد أمام العالم، ولأنكم -مرة أخرى- قد ضحيتم بمصالح الخزينة العامة الوطنية وعملتنا الوطنية، و-مرة أخرى- سيلحق الضرر الأكبر بعائدات العمال الموريتانيين المباشرين وغير المباشرين.

إنه لا مفر من العواقب التي لا تُحصَى لهذا القرار على اقتصاد بلادنا على المديـــيْن القصير والمتوسط.

ومع ذلك، فإن تجربتكم في جميع أنحاء العالم وعلى مر العصور، يجب أن ترشدكم: إن حليفكم الحقيقي والأفضل والضامن لمصالحكم فى موريتانيا والوحيد الذي لا يمكن أن يخونكم هو -ببساطة- الشعب الموريتاني.

احترموا التزاماتكم اتجاهه وسترون كيف سيسهر على احترام حقوقكم الخاصة وبكل دقة وصرامة، لأن مصالحكم ومصالحه متكاملة ومرتبطة ارتباطا وثيقا.

لكم أن تتخيلوا أن هذا الشعب لا يريد أفضل من أن تقام على أرضه شركة قوية وناجحة تربح وتحترم القوانين والنظم التي سنَّها البلد بسيادة وشفافية.

الأمر بسيط.

السيد / الرئيس المدير العام،

تتفقون معنا أنه في السنوات الأخيرة، واستنادا إلى تصريحات صحف مرموقة مثل لوموند (فرنسا) وجلوب اند ميل (كندا)، قد اخترتم تجاهل موريتانيا وتشريعاتها وصلاحياتها فى مقابل ثقة زائلة ونفعية لحفنة من قادتها.

إن مساهميكم والشعب الموريتاني يدفعون الثمن اليوم، ونحن جميعا ضحايا لهذا الوضع.

لقد ضُربت الضيافة الموريتانية التقليدية فى الصميم، إلا أننا نعلم أيضا أن الصفح هو إحدى القيم الأساسية للإسلام. ونحن ندرك في نهاية المطاف ما يمكن للشعب الموريتاني أن يكسبه من التعاون الصريح والشفاف مع مجموعة مرموقة بمستوى كنروس.

لهذه الأسباب نعلن لكم أن الشعب الموريتاني على استعداد لفتح ذراعيه لتسهيل إقامتكم وعملكم ومواكبة تطور شركتكم فى بلادنا.

السيد/ الرئيس المدير العام،

نحن على استعداد، في مقابل نزع الثقة الفاسدة التي منحتموها للبعض منا، أن نقدم لكم الثقة الصادقة والكريمة لموريتانيا والموريتانيين في عظمتهم وتنوعهم وفخرهم واستقامتهم وتحضرهم.

أثبتوا لنا ببساطة أنكم قمتم بعملية التنظيف الأخلاقية اللازمة لهذا الغرض، وأنكم جاهزون للحُظوة بهذه الثقة.

ساعدونا على معرفة الأمور التي جرت فى بلادنا والتي تشغل بال القضاة والمحامين فى نيويورك وتورنتو.

أخبرونا عمن منحتموهم عقودا غير مستحقة مقابل إعفائكم من الإلتزام بقانون الشغل والقانون المنجمي الموريتانييْن، وعمن وزعتهم عليهم مكافآت مقابل تخفيف التزاماتكم الجبائية، وعمن منحتموهم مناصب شغل وهمية مقابل الإستفادة من مزايا غير مستحقة لدى بعض جيوب إدارتنا.

وفي مقابل الرد على هذه الطلبات القليلة جدا سيستقبلكم الموريتانيون كأصدقاء ويعتبرونكم مستثمرين قدِمتم للإسهام فى تنمية بلادنا وانعتاق شعبنا.

إنكم بتلبيتكم لهذه الطلبات تفصحون عن التزامكم الحقيقي بالتوافق مع المبادئ العشرة التي تقوم عليها استراتيجيتكم للمسؤولية المجتمعية، وتعلنون أمام الشعب الموريتاني

الصحراء


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2016-07-20 10:59:25
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article14952.html