بعد قمة نواكشوط التي أقرّ الرئيس: موريتانيا ليست بريطانيا.
وكالة كيفة للأنباء

البدء:

في كتابتي الفائتة نبهت الي أن الأعذار المتعلقة بالبني التحتية التي يطرح البعض ليعرقل انعقاد القمة عندنا واهية لا تصمد ودللت بما فيه الكفاية ووعدت بالتقدم بسينورياهات القمة .

ولما رأيت أن مدادا غزيرا يسيل في موضوع القمة : بعضه متفائل والبعض علي النقيض وآخر تائه مشكك أو مشكك تائه –أيهما الأسبق :التيه أو التشكيك : تشكك فتتيه أو تتيه فتشكك- فضلت تناول بعض القضايا المهمة من وجهة نظري لإلانة بعض الذي يثار هذه الأيام من طرف البعض ,عن صدق نية رحمة بالأمة وعن غيره بسبب أدري به أصحابه , لا نسأل عنه .

اعتراضية :

قبل الشروع في ذلك أنبه الي أن العاصمة عرفت تطورا مرضيا تشهد به شوارعها المنارة وهي اليوم خلية عمل لا تسلك أيا من طرقاتها إلا وجدت العمل يسري علي قدم وساق في سباق مع الزمن .

أضف الي ذلك أن الخدمات الفندقية عندنا مقبولة بالجملة مقارنة بما عليه الحال في :

The Gallagher Hotel Midrand,Sun 1- à Johannesburg- Radisson Sas à Djedda-Pierre & Vacances à Paris Atlantic au Sénégal.

ويبعث علي الاعتزاز كون البني التحتية عندنا –وقد توفرت اليوم بما يكفي _ليست تركة مستعمر كما عند البعض وإنما نتاج عمل وطني : مطار بمقاييس دولية ,محلات تجارية كبيرة, طرق معبدة ,أرصفة , مشروع صرف صحي ثم مشاريع طاقة طموحة الي غير ذلك من الأعمال الدالة علي الاصلاح وتعزيز البنية التحتية للدولة .

كما نفخر بشركة طيران وطنية يسافر عبرها الجميع وتحمل أثقالهم الي بلاد ما كانت تقصد إلا بشح النفس وكثير مال,هذا مع الاستقرار الذي نرجو ديمومته والذي لكل منا دور ينبغي أن يلعبه سبيلا الي مزيد منه أوفيه وأن نسأل المولي الحفظ من كل عين حاسدة أو حاقدة-وهي موجودة-كل هذا من ما يحمد الله عليه . زمان ومكان الانعقاد:

المكان : البوابة الغربية للأمة والزمن أو الزمان :الأشهر الحرم ,أعتقد بل أكاد أجزم أنه ان كان للزمان والمكان أن يتحدا فقد لا تتاح فرصة أنسب من القمة المنتظرة ,زد عليه الاجماع الحاصل علي ضرورة البحث الجاد عن محاولة تخطي المصاعب العديدة التي تواجه مجتمعاتنا . ملاحظات :

ألف : ما فائدة ذكر أن البعض يتربص بنا الدوائر و آخر لا يولي أهمية لما نحن مقبلون عليه ,من شأن الانشغال بمثل هذا الطرح أن يولد الخيبة والتشاؤم في النفوس ويحول التركيز عن المسائل المهمة .

لا ينبغي مطلقا أن يتملكنا معوق الخوف من الفشل فكافة عوامل النجاح متوفرة: القرار-الثقة بالنفس ,وضوح الهدف و نبل الرسالة . القمة اليوم يحتسب أنها عقدت وصارت من الماضي :ألم يكن الحاضر مستقبلا ,وأي مستقبل يعصي علي أن يصبح حاضرا ثم ماضيا ؟

باء : ليعلم الجميع أن موريتانيا باستضافتها للقمة العربية انما تقوم بواجبها ولأنها اليوم قادرة علي أن تقوم به بجدارة فالمنتظر من باقي الأمة :العون أو المتاركة .

لا رجوت ان تكون الأمور وصلت بنا الي :

وصرنا نري أن المتارك محسن وأن كل صديق لا يضر خليل

مع الاعتذار لتلامذة الخليل ان لم أوفق في العروض -علي كل حال :البيت مقبول سماعا ...

نحن اليوم اذا لم ندرك أن المخاطر جدية وأنها قاب قوسين فالموعد مع المثل الشعبي : أ كلت يوم أكل الثور, يجوز أن لا يكون بعيدا .

هذا المثل رغم سطحيته فيه بعض العمق وكما يقال :الحكمة من غير الحكيم . كما علي قادة الأمة التأسي بقول الشاعر :

يا أقرع بن حابس يا أقرع انك ان يصرع أخوك تصرع

وفي مقام آخر ينبغي استحضار أن الذي علينا كبلد مضيف هو التهيئة والتحضير والاحتضان وأقصي المرونة في العلاقات العامة وفي النهاية فمن المعلوم أن قرارات القمة من صناعة القادة لا يتحمل أحد مسؤوليتها .

ولا يعني هذا مطلقا التراخي في القيام بالممكن سبيلا الي احلال الاجماع وتذويب الفوارق والتصرف الإيجابي في مكامن الخلاف لكنك حين تدرك ما عليك تتهيأ لأدائه أو الزيادة ولا تشغل نفسك بغيره لأنك في حل منه. انه ما ان نعمل جميعا ,كل بالذي يستطيع من موقعه علي بعث الأمل في النفوس التي بفعل طغيان التحديات أضحت محبطة عن عمق نكون قدمنا أكبر مساهمة في تدارك وضع الأمة .

وبالعودة الي العنوان :

سنة 2003 كنت في احدي دول الخليج وسألني سائق سيارة الأجرة : من أي بلد فأجبت موريتانيا فردد : بريطانيا ولتتكرر الملاحظة معي في جنوب افريقيا وقد حدثني أشخاص آخرون أنهم عاشوا نفس التجربة .

ان انعقاد القمة العربية في موريتانيا وبسبب عوامل عديدة منها الاعلام , يبعث علي الاعتقاد أنه لن يقال من بعد لموريتانيا بريطانيا . مع رجاء الخير للجميع...


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2016-07-11 06:53:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article14853.html