الخطاب السحري!
وكالة كيفة للأنباء

قال المواطن: إني جائع..

فقالت الحكومة : أيها المواطن الكريم.. كلْ واشبع من أشهى كلمات الخطاب..

قال : إني عطشان..

قالت: إن الماء سيفيض من بين أصابعك إن اعتصرت الحروف، فلتشرب من زلال حروف الخطاب..

قال: إني مريض، فهل من علاج؟

قالت : إذا أردت أن تُشفى فما عليك إلا أن تتبرك بالخطاب..

قال : وأين إصلاح التعليم..؟

قالت : ألا يكفي من إصلاح التعليم أن نتدارس شروح الخطاب..؟

قال : وهل وضعت الحرب على الفساد أوزارها؟

قالت: لا حرب اليوم أسمى من مواجهة أعداء الوطن الذين أساؤوا فهم الخطاب..

قال : أين تجديد الطبقة السياسية وأين إشراك الشباب؟

قالت : ذلك مجرد شعار رفعناه، ويكفي أنه تردد كثيرا في فقرات الخطاب..

قال : لقد ضاعت أموالي في الصحاري بحثا عن الذهب السراب..

قالت : لا تبتئس .. ستعوض كل ما ضاع إن أنتَ نقبت عن الذهب بين سطور الخطاب..

قال : إني عاطل عن العمل، وإني في أمس الحاجة إلى وظيفة حتى ولو كانت بأجر بواب..

قالت : وهل هناك وظيفة أسمى من أن تقضي ما بقي من عمرك وأنت تلهث خلف شرَّاح الخطاب..؟

قال : إن الأسعار لا تطاق ..

قالت : سنرغمها على الهبوط بتكرار بث الخطاب..

قال: وهل ستخفضون سعر المحروقات..؟

قالت : يا هذا .. لا تسأل عن شيء لم يأت له ذكر لا في نص ولا في مضامين الخطاب..

قال: وهل جاء في نص أو مضامين الخطاب ذكرٌ للجامع الكبير أو لمدينة رباط البحر أو لجسور العاصمة أو لمصنع

تركيب الطائرات أو لمصانع الجلود والأعلاف أو لبورصة الأوراق المالية؟

قالت : هذا من كلام أعداء الوطن، ولا توبة منه إلا بحفظ نص الخطاب..

قال: وهل جاء فيه ذكر للصرف الصحي ..إني أخاف على كوخي من السحاب..

قالت : في هذه أبشر ..فكل قطرة ماء نزلت ستمتصها مجاري الخطاب..

قال : والقمامة هل وجدتم لها حلا..؟

قالت: يا هذا اسكت ..فمدينتك ستصبح نظيفة، ولا تسأل كيف، فتلك واحدة من معجزات الخطاب..

قال : وهناك سؤال أريد له أفصح جواب..

قالت : فلتسأل، ولك الحق ـ كل الحق ـ في أن تجاب..

قال : هل سيترك مفجر الخطاب قصره؟ ومتى سيخرج من الباب؟

قالت: إن سألت عن ذلك مرة أخرى، فستحل عليك لعنة الخطاب..

قال : وماذا عن تعديل الدستور، وكيف سيكون الحوار..؟

قالت: ذلك مما لا أستطيع أن أجيب عليه، فذلك من طلاسم الخطاب..

قال: لقد أصابني حديثك بالملل، فقولي لي قولا لا ذكر فيه للخطاب..

قالت : كيف تصاب بالملل ..ألم تسحرك بلاغة الخطاب..؟

قال : لا.. لم تسحرني..وإنما أصابتني بالقلق والاكتئاب..

قالت: ويحك لقد انكشفت، يا عدو الوطن، فاخرج من هنا، ولا تنس أن تغلق الباب..

حفظ الله موريتانيا..


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2016-05-16 13:10:53
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article14270.html