يواظب مزارعو قرية "البطحه" التابعة لبلدية تناها بمقاطعة كنكوصه على زراعة الوادي المحاذي للقرية ؛ وذلك منذ عشرات العقود، وفي حقولهم تزرع حبوب مختلفة هي ما يعيش عليه هؤلاء السكان الفقراء.
وقد استمر مزارعو "البطحه " في توجيه الطلبات بشكل شبه يومي للسلطات العمومية من أجل الحصول على سياج يحمي هذه المزارع وطرقوا كل الأبواب دون جدوى.
لقد سئموا من وعود السياسيين وملوا من تسويفات الجهات الحكومية ، وهم اليوم يحرسون حقولهم الفسيحة بنهرات الأطفال والنساء فهم يحترمون البيئة ولا يريدون قطع الأشجار لحماية المزارع فتراهم يجمعون الحطب والأغصان اليابسة لحضن المزروعات في انتظار أن يفرج الله.
ورغم غياب أي عنوان للدولة باستثناء نقطة صحية متردية إلى أبعد الحدود فإن سكان "البطحه" متعلقون بوطن لم يقدم لهم أتفه الأشياء.وطن لا يطلبون منه غير أمتار من السياج .
ومن المفارقة أن السلطات الموريتانية تهدي آلاف الأمتار لرؤساء القبائل والتجار والنافذين وسدنة الحزب الحاكم فيحرسون الأراضي البور ويطردون منها المزارعين.
ففي هذه الولاية يجمع شخص واحد كافة الدعمات التي تقدم من الدولة على مرأى ومسمع أصحاب الحق من أمثال " مزارعي البطحه" وغيرهم دون أن يثير ذلك انتباه أحد !!
