تعاني مدينة كيفه- ثاني أكبر المدن الموريتانية- منذ قرابة ثلاثة سنين من نقص حاد في مياه الشرب وذلك بفعل تعطل بعض آبار الشركة ونضوب البعض الآخر ، حيث لم تفلح محاولات الشركة – إن وجدت – في سد النقص الحاصل في المياه ، فاستسلمت أحياء بكاملها للعطش ،ولم تعد حنفيات الشبكة تجود بقطرة تطفئ ظمأ الساكنة ، فرفع السكان مطالبهم للسلطات الإدارية والبلدية فلم تحرك ساكنا ، وبقي المنتخبون المحليون يتفرجون على الأزمة وكأنها أزمة شعب من كوكب آخر .

وخلال لصيف المضاي خرجت بيادق النظام من أبناء المدينة ، وحشدت لاستقبال الرئيس، فكان لا بد من أن تجد مشكلة العطش حضورا في اجتماع الرئيس بأطر الولاية ، فكانت الإجابات كلها لا ترقى لمستوى التطلعات ،ولا لحجم المشكلة ، وتعهد الرئيس بأن يرسل حفارته للمساهمة في التخفيف من حدة العطش ، لم تفلح الحفارة في أن تضيف مترا مكعبا واحدا من الماء إلى خزانات الشركة ليظل الحال كما هو عليه ، حنفيات جافة ، وأحياء عطشى ، وفواتير كاذبة لخدمة غير متوفرة أصلا ، وسكان هاجروا للقرى والأرياف ، وسلطات إدارية عاجزة حتى عن التعبير عن حجم الكارثة الحقيقي ، ومنتخبون يتفرجون على المعاناة . ليبقى سكان مدينة كيفه في انتظار تنزل الرحمات من السماء.