الصفحة الأساسية > آراء حرة > كفوا عن احتقار أمهاتنا / الشيخ ولد أحمد المدير الناشر لوكالة كيفه للأنباء

كفوا عن احتقار أمهاتنا / الشيخ ولد أحمد المدير الناشر لوكالة كيفه للأنباء

الجمعة 22 نيسان (أبريل) 2016  10:50

عند كل مرة يعلن بمدينة كيفه عن توزيع مجاني مهما كان تافها يهرع المئات من فقراء المدينة عبر كل زقاق ومن كل حي إلى عين المكان فيتحلقون حوله في مشاهد تجعلك تظن الناس خارجة لتوها من زلزال مدمر أو من فيضانات ماحقة أو أنهم لاجئون يهربون من نير حرب مستعرة.

جول بصرك يوميا عند دكاكين أمل أو حوانيت السمك ترى ملئ بصرك من النساء والأطفال في طوابير طويلة للحصول على تلك الرزم الحقيرة.

سدد نظرك صوب 7000 أوقية قدمتها سابقا الشؤون الاجتماعية للتعاونيات ستخال نفسك في يوم النشور.

ولو حضرت تقسيم كيلين من الأرز وعلبتين من غلوريا قامت به إحدى المنظمات الأهلية مشكورة لوليت من المكان فرارا ولملئت رعبا؛إذ امتدت الصفوف على طول عشرات الأمتار طمعا في تلك المنفعة الرخيصة التي

التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

وإنك لتشعر بالكثير من التمزق الداخلي والتمرد وأنت تشاهد تدفق فقراء المدينة يطاردون شاحنة تحمل "أسوء" عينة من سمك المحيط الأطلسي أمرت أن تلغي بشحنتها الحقيرة بمدينة كيفه مؤخرا.

أما مشاهد العطاش وهم يتزاحمون طول الوقت على حاويات مياه تبرع بها أحد الخيرين فهي مقززة ومؤلمة إلى أبعد الحدود.

ليس الجشع بالطبع هو ما دفع هؤلاء الأكارم إلى الصبر تحت أشعة الشمس الحارقة لقبض تلك الأشياء التافهة وهم الذين عرفوا على مر التاريخ بالكرم والإنفاق والتعفف والإيثار لكنه الفقر الذي كاد أن يكون"كفرا.

إنها حاجة أمهات أرامل ومطلقات إلى أي شيء يعودون به إلى أطفال جياع تركوهم في أعرشة وأخبية لا معيل لهم غير تلكم النساء المتجولات بين الطوابير المنصتات لكل ما يجد في المدنية من خبر التوزيع. إنها مشاهد تعري بشكل واضح وتفضح بطريقة لا لبس فيها ما يتردد على ألسنة المسؤولين في هذه الدولة ؛ الذين لا يخجلون من ترديد الكذب والخداع ومغالطة الشعب.

إنها مناظر كافية لكل مسؤول من هؤلاء يكن لنفسه أدنى احترام ليقدم استقالته ويتوب من ذنبه.

لقد كتب لهذا الشعب أن يظل على هامش الحياة وأن لا يتذوق من ثروات بلاده غير مد اليد لتلك الأشياء الحقيرة ، التي تصور في إعلام من يحكمونه بأنها النهضة والانجازات الكبرى التي عجزت عن تحقيقها الأحكام السالفة.

هذه الثروات التي تخول كل مواطن في التميشه ومسياح وام اشكاك وحي أنتو وكذلك في "آدوابه " آفطوط و بلاجميل و هامد أن يمتلك منزلا وسيارة وراتبا وضمانا اجتماعيا وصحيا كافيا.

أيها الحكام المستبدون العاجزون الكاذبون انصرفوا عنا.

أيتها الحكومة الجبانة المتخاذلة المتآمرة غربي وجهك الحقير.

أيها المفسدون، مصاصو دماء الشعب وأمواله آن أن تذهبوا جميعا إلى غياهب النسيان والتردي.

إننا لم نعد نطق ذلك المشهد المخدش للكبرياء المهين للكرامة، المسيئ للنخوة الذي تعمدتم زج أمهاتنا وأخواتنا فيه لتخلوا أنتم إلى الكؤوس الحمراء والصفراء وإلى الطيبات من الرزق في قصور منيفة وسيارات فارهة وظلال وارفة.

آن أن تكفوا عن احتقار أمهاتنا آن،أن تملوا من الدوس على كرامتنا.

آن أن تنقضي تلك الطوابير البغيضة.

1 مشاركة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016