الصفحة الأساسية > الأخبار > الاعترافات الخمسة

الاعترافات الخمسة

السبت 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014  13:31

أدعو إلى 5 اعترافات...على هامش النقاش حول موضوع "العبودية".

1- الاعتراف صراحة بأنّ لحراطين فئة عربية مسلمة أصيلة و ذات ثقل كبير عاشت معظم حياتها مهمشة و معزولة عن المجرى الرئيسي للثقافة العامة و التنمية ، ما جعلها تشعر بالحرمان و تحس بالغبن الاجتماعي. و قد توافرت لديها كلّ المعطيات و الظروف الموضوعية [داخليا و خارجيا] لترتفع أصواتها مطالبة بالخدمات الأساسية و المساواة تعبيرا عن تظلمات و احتقانات اعْتمَلت في أعماق صفوفها ، و تبلورت في عقول المثقفين من أبنائها و في عقول الخيّرين من أبناء الوطن كافة...و بالتالي ، ينبغي التعاملُ مع "إيرا" الحالية و "الإيرات" المستقبلية بتفتح و عقلانية و سعة صدر.

2- الاعتراف بالمظالم التنموية و الخدمية التي تعرّضت لها هذه الشريحة عبر التاريخ ، و مواصلة الجهود بحزم وعزم عبر مبادرات مُبْتكرة و سياسات تَـفْـضِيـلِيّة لتوفير الخدمات الأساسية لسكان "آدوابه" و أحياء الصفيح ، و انتشالهم من الفقر و الهشاشة و الإقصاء. أقول مواصلة العمل لأن العمل قد بدأ "هاكْ" من خلال فتح المدارس ، و بناء المراكز الصحية ، و فكّ العزلة ، و برامج محاربة الفقر ، و إذكاء روح المشاركة في الشأن العام... أدري أنّهُ عمل متواضع حتى الآن و دون المستوى المرجو، و لكنه خطوة في الاتجاه الصحيح.

3- الاعتراف بوجود استعلاء ثقافي وعرقي لدى البيظان شكّل عنوانا سيئا في مفردات الخطاب و السلوك الاجتماعي طيلة قرون ، مع أنّهُ لا يستندُ إلى شيء. لا يستندُ إلى عقل ، و لا يستندُ إلى دِين ، و لا دُنيا. و اليوم ، فإن المصلحة العامة تدعو الجميع إلى القيام بثورة حقيقية على تلك العقليات ، و العمل على تحقيق الانصهار و الاندماج في بعضنا البعض. و في هذا الاطار، يتعيّن على البيظان التكفير عن ذلك الاستعلاء أو التّكبُر ، و الاقلاع عنهُ فوْرا. كما يتطلّعُ الجميع إلى أنْ يتحرّر لحراطين شيئا فشيئا من ذلك الإحساس الزائد بالاضطهاد و الإقصاء الذي سكنهم لعقود ، ليحلّ محلّه إحساس أكثر إيجابية بالمشاركة و المسؤولية.

4- الاعتراف بأنّ لحراطين اليوم باتوا قوة وطنية كبرى و طرفٌ حاضرٌ في أعلى مستويات الدولة...قوة تحظى برئاسة مؤسسات دستورية مهمة ، و تفوز بمئات المقاعد في البلديات و البرلمان ، و تقود وزارات و نقابات و اتحادات و هيئات مدنية مؤثرة...كما أنّ الظفر بمنصب رئيس الجمهورية في مُتناول يدها متى استطاع الشعب الموريتاني التعبير عن إرادته الحرّة...و على هذا الأساس يجبُ على قادة الرأي و الوجهاء و النشطاء من كلّ الشرائح و الفئات ، التّرفع إلى مستوى المسؤولية عن الوطن ككل و العمل على بناء الثقة و المصالحة و الوحدة.

5- الاعتراف بميثاق إعلامي يحرّم و يجرّم العبارات و المفردات و الإيماءات و الإيحاءات العنصرية و مفردات الكراهية و تحقير الآخر ، و تنقية المناهج التعليمية من ذلك كله على أن يتضمن البرنامج المدرسي في جل مستوياته مادة عن مساوئ و مضار العبودية و العنصرية و أسبابها و أشكالها و دواعيها مع غرس قيّم الأخوة و التضامن. و في هذا السياق ، ينبغي تشجيع علاقات الإخاء و التوادُد و التراحُم التي آلت إليها فى الغالب رابطة البيظان بالأرقاء السابقين اعتبارا لحاجة كل منها فى الآخر. و هي العلاقات الطيبة التي بدأ المجتمع ينتظم عليها و يعيد بناء نفسه [لو أنّ السياسيّين منحوهُ العافية].

من صفحة الكاتب على الفيس بوك

1 مشاركة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016