الصفحة الأساسية > آراء حرة > سبات الواقع... ويقظة المكابرة

سبات الواقع... ويقظة المكابرة

الخميس 25 أيلول (سبتمبر) 2014  12:39

الولي ولد سيدي هيبه

صحيح أن برج الشعر لدينا صرح شامخ يطل بطوله من فوق السحاب على كل الأوطان العربية. و صحيح أن خيام "موزوننا" وافرة الظلال تحف أركانها كل علامات بداوتنا و تصدح من تحت ركائزها حناجر الشعراء والمنشدين على أوتار آلات موسقانا العتيقة.

صحيح أن مدننا العريقة نفضت بعض غبار النسيان و أصبحت في "سنة محمودة" كل عام مسرحا و ملتقى يعج بحركة الزائرين و الرسميين و الركع السجود للفن و الشعر و الاستجمام البدني و السياحة البصرية الترفيهية.

صحيح أن المهرجانات الفلكلورية تضاعفت أعدادها و أخذت في فوضوية عارمة و مفلسة ألوان كل القرى و المدن في تنافس لا يبدع و لا يوفر مردودا و لا يترك للمكتبة التراثية و الذاكرة التاريخية أي مكسب و إنها حالة فريدة من الحراك الأعشى التي تميع أكثر مما هو واقع ذاكرة الوطن المصابة بفقدان الذاكرة.

صحيح أن أغنياءنا يجوبون كل بلدان العالم السياحية و يرفلون في حرير فنادقها و ينعمون بأجوائها اللطيفة ومناخها المنعش و يصرفون أمولا يعرفون أنهم سيستردونها من خزائن الدولة المسخرة لهم بفعل العقلية التي جاءت من أعماق جاهلية البلد و هزمت كل زوابع التحول التي عصفت وتعصف بشدة في كل بلدان العالم و تؤثر في عقليات كل شعوبها .

و صحيح أنه لا أحبال صوتية لفقرائنا لأنها و منذ الاستقلال ملك الأحزاب السخيفة و المنظمات الحقوقية الانتهازية و النقابات الغوغائية كما هو صحيح أنهم فريسة ضعف الحراك في معترك الحياة و تبني الفقر منهجا فلسفيا و تصوفا عقائديا تصديقا حرفيا و تطبيقا للحديث الاسرائيلي السيئ "المؤمن مقمل" . صحيح أن نخبنا التي تحمل من علامات المعرفة تلالا و جبالا ما زالت تمارس و - ليس عنه تحيد -:

· الزندقة الفكرية في إفساد مرضي للمعطى الفكري الذي كان من المفروض أن يكون قائما بناء على موروث الأجداد و شهادات الجامعات و المعاهد العالمية التي تخرجت فيها،

· و البغاء الحربائي في حانات السياسة الفاجرة رغبة صاغرة في خمرة كأس مترعة من السلطة المادية ثم لا تترك أثرا محمودا يسهم في ترتيب أية أوراق تشترك في بناء صرح الدولة و إنشاد تنمية فاعلة قوامها العدل و الوحدة.

صحيح أنه و من بعد أربعة و خمسين سنة في حضن الاستقلال لا توجد في عاصمة البلد:

· مصارف لائقة لدفع و معالجة مياه المطر و فضلات الحضارة المدنية،

· و لا أنفاق تنظم و تقنن حركة المرور المتزايدة في فوضوية عارمة و لا كباري معلقة تحدد الاتجاهات فتخلق الانسيابية المعينة على تنظيم و صرف حركة الاقتصاد و التنمية في الاتجاه الإيجابي.

صحيح أنه لا بنية اقتصادية البتة و لو على شكل الصناعة التحويلية الأولية توفر العملة الصعبة و تخلق يدا عاملة وطنية و توجد طبقة وسطى متوازنة و تؤشر باستقلالية في الانتاج المحلي الذي يحمل ختم الوطن و يضاهي بها المستورد.

فمتى الصحوة إذا من سبات الغفلة المقيد و متى مراجعة الذات و جلدها للخروج الشجاع من عباءة المكابرة المبتذلة و قتل آمال الأجيال الحالية و المقبلة؟

و متى أخيرا نتتقي من الشعر أحكمه و أحثه على العمل و البناء؟

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016