الصفحة الأساسية > قضايا > لعصابه :عمليتا التضامن والأمل خيبتا كل أمل !!

لعصابه :عمليتا التضامن والأمل خيبتا كل أمل !!

الاثنين 19 آذار (مارس) 2012  01:45

ما تزال وطأة الجفاف الناجم عن النقص الحاد في أمطار الخريف الماضي تشتد على الموريتانيين في عموم التراب الوطني ͵ مما يشكل تهديدا جديا للثروة الحيوانية ذات الأهمية بالنسبة للاقتصاد في بلادنا.

إذ تعتبر موريتانيا من بين الدول العربية التي تتوفر على أعداد كبيرة نسبيا من الحيوانات تقدر أعدادها بنحو 4͵16 مليون رأس من الضان والمعز و 8͵2 مليون رأس بين الأبقار والإبل ͵ الأمر الذي جعل المنظمات الدولية المعنية بالأوضاع الغذائية في العالم ͵ تدق ناقوس الخطر محذرة من مجاعة واسعة النطاق قد تطال ربع سكان البلاد قبل استفحال تبعات الجفاف والقحط والمجاعة التي بدأت بوادرها في أوساط الأحياء والقرى الفقيرة منذرة بخطر محدق يتهدد أرباب البيوت ومن يعيلون بسبب تبعات القحط في الداخل وغلاء المعيشة الناجم عن الصعود الصاروخي في أسعار المواد الاستهلاكية في المدن والمراكز الحضرية الأخرى ͵ إضافة إلى تزايد وتيرة الجفاف بشكل ملحوظ على الحيوانات الذي تجلا في نفوقها بسبب العطش فضلا عن هزالها وتدني قيمتها المالية بعد أن كانت تشكل خزانا ورصيدا ماليا معتبرا لدى من يملكها . الأمر الذي خلف أزمة مالية انعكست بشكل واضح على المنمين وملاك الحيوانات وفرضت عليهم ظروفا قاسية حالت دون تمكنهم من توفير أسعار أعلافهم في ظل كثرة الطلب عليها وبعد الحيوان أيضا إذ أن جله دخل دولتا مالي والسنغال. هذه الوضعية تطلبت من الحكومة الموريتانية أن تستجيب استجابة جاءت متأخرة وهزيلة تجسدت في الإعلان عن برنامج " أمل 2012" الذي يأتي اكتمالا لبرنامج " تضامن 2011" لمواجهة الجفاف الذي يضرب مناطق واسعة من موريتانيا ͵ بسبب تراجع هطول الأمطار هذه السنة ͵ يأتي كذلك كمواجهة من الحكومة لتدارك للأزمة التي تأخذ أبعادا عديدة ومتنوعة حاولت أن تتستر عليها بداية على أن تعترف بها مؤخرا بعد أن تقدمت بطلب رسمي إلى الدول والمنظمات الدولية لمساعدتها بشكل عاجل حتى تتمكن من التغلب على أزمة الجفاف التي تضرب قطاعا عريضا من المواطنين الموريتانيين أو التخفيف من انعكاساته الكارثية على الأقل. ورغم أن الحكومة الموريتانية أقرت خطة للتدخل من اجل مواجهة تأثيرات الجفاف ͵ وتقديم العون للسكان ومواشيهم ͵ ورصدت لذلك مبلغ 45 مليار من الأوقية من ميزانية الدولة . إلا أن هذه الخطة بقيت حبرا على ورق ͵ ولم يبدأ منها غير مكونة ما يعرف بعملية " تضامن 2012" التي ماتزال تتعثر رغم مرور ما يناهز ثلاثة أشهر على الموعد المحدد أصلا لانطلاقتها. حيث تم توزيع تعميم على الولاة موقع من طرف كل من مفوض الأمن الغذائي ووزير التنمية الريفية يحدد النسب المخصصة لكل صنف من القطعان جاء فيه :

1- إن أعلا نسبة يمكن الحصول عليها بالنسبة لملاك الحيوانات الكبيرة (الإبل والبقر) هي 40 خنشة من القمح لمن تتجاوز ثروته 300راس(222غ للدابة ).

2- أما الغنام فأعلى نسبة يمكن الحصول عليها بالنسبة لملاكها هي 12 خنشة من القمح لمن يتجاوز ملكه منها 200 رأس (3͵83 غ للشاة) أي ما يعادل 2الى 3 كلغ شهريا. هذا فضلا عن توفير بعض المواد الأساسية بأسعار مدعومة والتوزيع المجاني للمواد الغذائية على الفئات المحتاجة من السكان الذين لا يريدون الغل فالا لأنفسهم ͵ كما يحدد سعر الخنشة ب3500 أوقية مع تكاليف النقل .

ومع بداية الإعلان عن الخطة ظهرت بوادر فشلها مع انهيار "عملية التضامن " التي تشكل عمودها الفقري ͵ حين توالت حلقات مسلسل فضائح نقص الوزن وعدم مطابقة المواد المعروضة – نوعا وكما- مع المعايير المعلن عنها رسميا فضلا عن نهب الدكاكين ليلا ...وهو مادفع حملة الشهادات العاطلين عن العمل ͵ والذين تم اكتتابهم لتسيير الدكاكين ͵ إلى رفض توقيع عقود عملهم مع الجهات الحكومية المعنية ورغم حاجتهم الماسة إلى التشغيل. حقا لقد خاب أمل المنمي بعد طول انتظار كميات علف الحيوان مما أدى إلى سخرية وغضب شديدين في أوساط المنمين حيث وصفها بعضهم بأنها كافية فقط لتغذية أعداد محدودة من الدجاج وليس لملايين المواشي المهددة بالنفوق ͵ بينما قال بعضهم أن الحكومة الموريتانية ترى أن مواشيهم بحاجة إلى " ريجيم" أكثر من حاجتها إلى الأعلاف . وقال البعض " صام عاما وافطر على جرادة " ͵ وقد اعتبر البعض بان برنامج" أمل "خطة للدعاية السياسية لا أكثر ͵ في حين يصفها البعض" بالفضيحة " . خيبة الأمل هذه جعلت المنمي يختار احد أمرين أحلاهما مر :

1- التوجه إلى دولة مالي المجاورة رغم التطورات العسكرية الخطيرة على الحدود والتهام النظام المالي الرئيس الموريتاني بدعم المتمردين الطوارق ووصول بعض الأنباء عن اعتداءات من الماليين على التجار الموريتانيين القاطنين في مالي.

2- الخيار الثاني التوجه إلى الجارة السنغال ذات الأراضي العشيبة الأفضل ͵ والاستعاضة بها عن المراعي المالية.

غير أن الاحتجاجات من طرف الروابط والجمعيات المهتمة بالمنمين والمزارعين السنغاليين الذين طلبوا من الحكومة السنغالية الحد من استقبال الحيوانات الموريتانية والمالية على حد سواء خوفا من نشوب نزاعات بين المنمين والمزارعين والسكان المحليين ͵ كما أن كثرة أعداد تلك المواشي يطرح مشاكل أخرى متعلقة بصحة الحيوانات وحصولها على ما تحتاجه من المياه بالإضافة إلى الأضرار التي تلحقها بالبيئة .

وهو الأمر الذي طلبه مسؤول رسمي في الحكومة السنغالية من الحكوماتان الموريتانية والمالية ͵ لعله السبب في قرار موريتانيا مؤخرا بطرد البحارة السنغاليين من أراضيها. ولم تكن ولاية لعصابة بعيدة عن هذه الأجواء خاصة وأنها من أهم الولايات الرعوية ͵ تأثرت هي الأخرى بنقص الأمطار هذه السنة وفي الفترات الماضية كانت مالي المنقذ الطبيعي والقريب كلما كان الغطاء النباتي لا يوفر حاجيات الحيوانات الكافية.

فمنذ الإعلان عن بدا الخطة والمواطنون محتشدون أمام مباني الحكام وكلهم يعبرون عن سخطهم وخيبة أملهم من الكميات المعلن عنها والطريقة التي تم بها توزيع الكمية القليلة المعلن عنها والتي كانت من نصيب المسؤولين والوجهاء والزبناء السياسيين أما المنمون المستهدفون والفقراء المصوتون فقد قيل لهم اذهبوا لا مكان لكم اليوم هنا.

ممال جعل السلطات العمومية المشرفة على تسيير البرنامج مندهشة ومرتبكة ولاتعرف كيف تفعل مع توزيع الكميات الزهيدة مقابل سيل من المنمين المحتاجين للمساعدة ͵ كما أن بعض الحكام منع في بعض الأحيان تصاريح دخول الحيوانات والسيارات إلى دولة مالي المجاورة.͵ الأمر الذي أثار خلافا خاصة بين حاكم مقاطعة كرو واللجنة المكلفة معه بالأشراف على العملية.

وكذلك خلاف بين حاكم مقاطعة كيفة وعمد البلديات التابعة لمقاطعته وكذلك روابط التنمية الحيوانية وجمعيات المجتمع المدني بالمقاطعة ͵ حيث قاموا بتوجيه رسالة مفتوحة لوالي الولاية تضمنت الملاحظات التالية:

1- إن الكمية المخصصة لمقاطعة كيفة 400 طن لا تمثل 5% من نسبة الاحتياجات͵ فمثلا بلدية كيفة 80 طن نصيب 7500 منمي مما يعني أن 600 من القطعان تشترك في خنشة .

2- تم فتح دكان أمل في كل من لخذيرات والرشيد ببلدية اقورط دون علم اللجنة وكذلك دكان في كندرة ببلدية كيفة لاعتبارات خاصة.

3- إيقاف الحاكم لتصاريح دخول الحيوانات والسيارات لمالي مما اضطر المنمين للتوجه إلى كنكوصة لأخذ التصاريح من هناك.

هذا فضلا عن الاستغناء عن مهامهم كممثلين للشعب . مما يطرح السؤال التالي : هل العمد يمثلون منتخبيهم حقا ? هذا السؤال يحتمل عدة إجابات:

- لا يمثلونهم لأنهم خارجة الشرعية .

- يمثلونهم باعتبارهم عبروا عن عدم رضاهم بما لايرضي المواطنين .

-  لا يمثلونهم إذا ما صح أنهم رضوا مؤخرا بسبب مصالحة.

ما هو نصيب المواطنين الذين تركوهم محتشدين أمام بناية المقاطعة طمعا في" كذبة" من هذه المصالحة ما الذي سيقولونه ثانية لهؤلاء? وهل يمكن للمواطن أن يصدق وعدا بعد كل هذا التلاعب به?

سيدي محمد ولد محمد محمود

1 مشاركة

  • لعصابه :عمليتا التضامن والأمل خيبتا كل أمل !! 19 آذار (مارس) 2012 06:19, بقلم mohamedmoustapha

    نعم ان العمد وسادتھم يضحكون علينا ھل يعقل ان يقولون لنا نحن لدينا خطة لمواجھة الجفاف وعندما يحن الوقت نجد ان خنشة واحد تعطى لمن عنده اربعون رآس من البقر بالله عليكم ماقيمة خنشة لبقرة واحد فكيف ب اربعين ھل ھاذا ضحك علينا ام طمع فى قلوبنا قولولھم جميعا انتم اولى بصدقتكم خذوھا لإنفسكم ارسلوھا الى مواشيكم لاحاجة لنا بھا خزنوھا اعطوھا لتجاركم ومصالحكم الخاص ولا تضحكون على عقول الناس نحن لم نكن اصلا نعرف عطاءكم ولا نراھن عليكم فى الشدة لأننا علمنا علم اليقين انكم قوم لاتھتمون الا بآنفسكم

    الرد على هذه المشاركة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016