L’authentique: الثوار العجائز الجدد ورؤساء زنقة زنقة

جاء محمد ولد عبد العزيز إلىانوذيبوا في زيارة يمتزج فيها نفس الحملة الانتخابية وترويج حصيلة النظام، لقد عاد إلى عوائده التي اكتشفها الموريتانيون بعد انقلابه في 2008 توزيع الشتائم وتقديم أرقام ومعطيات من إنتاجه الخاص، لقد توقف طويلا عند قصة "نخبة السراق" التي تريد رحيله اليوم.

لقد جاء ليكرر الوعود التي قدمها في 2008 و2009 في خطبة طويلة مسهبة بذل فيها رئيس الفقراء كل جهد لتبييض سجله أمام سامعيه، متوقعا أن موريتانيا الأعماق ستنصت جميعا إلى موعظته.

لم يعترف بوقوع أي خطأ أو سوء فهم، كل شيء علي ما يرام وفي ظل ديمقراطية حقة، وإذا كانت هناك أمور ليست على النهج المطلوب فقد قام بها الآخرون المفسدون الذين يعيقون مسيرة موريتانيا الجديدة وهم من حكم البلد في كل الفترة الماضية ونهب المال العام وأفقر الشعب وأفسد النظام التعليمي وهم الآن يملئون الآفاق بالأكاذيب. وبالعودة إلى الوراء يبدو الرئيس وكأنه رفض حكم قادته العسكريين الذين ارتكبوا جرائم كبيرة في تاريخ هذا البلد، لقد كان الكذب هو البرنامج المتبع من قبل الحكومات منذ عام 1978 ويمول من أموال الشعب، والرئيس عزيز يعرف ذلك من خلال وجوده في ظل أولئك الذين حكموا.

لماذا يتلذذ ولد عبد العزيز بتجريم ماض لا يملك الشجاعة على إنهائه من خلال تحقيق شفاف، بدل استخدامه كمنفذ كلما وجد نفسه في مأزق.

ضع هذا الماضي أمام القضاء ودع حقيقته تنكشف، وإلا فاتركه عنك وتجاوز إلى غيره. لن يغفر أحد لعزيز جعله الحقب الماضية كبش فداء وهو لا يجرأ على القطيعة مع ما كان يمارس فيها من أساليب، كذلك الأمر بالنسبة للماضي الإنساني ومسألة اللاجئين والعبودية. في الخطاب المضمون تقدمي وعادل لكن ينقصه الصدق والشجاعة حتى يتحقق لأنه لا يوجد شيء ملموس. في انواذيبو نزل الرئيس إلى مستوى متدن جدا، ووصف معارضيه بالعجزة، وهو أمر لا يليق برئيس كل الموريتانيين، هل يقبل الرئيس إذا وصل للسبعين أو الثمانين أن يعيره أحد بأنه أصبح عجوزا؟

القواعد الأساسية تلزم القائد أن لا يتكلم بهذه الطريقة، يجب أن يبتعد عن القدح والشتائم، فمن يقود شعبا مثلنا يجب أن يكون قادرا على التحمل ويزن كلامه بميزان دقيق.

L’authentique N° 1552

ترجمة الصحراء ا