شهدت نواكشوط مساء اليوم الأربعاء 04/06/2014، مسيرة نظمها المنتدي الوطني للديمقراطية والوحدة، انطلقت من أمام دار الشباب الجدية مرورا من أمام العيادة المجمعة وسوق نواكشوط المركزي لتسلك شارع جمال عبد الناصر متجهة الي ساحة من عباس حيث كانت نهايتها بخطاب لرئيس المنتدي الشيخ سيدي احمد ولد باب امين. المسيرة كانت كبيرة بكل المقاييس وكانت سلمية رغم كثافة المشاركين فيها وتنوعهم العرقي والفئوي وحتى المذهبي ورغم كذلك محاولات افشالها واستفزاز المشاركين فيها من خلال عرقلة انسياب سير المسيرة بعد انطلاقتها، حيث لم يفتح لها عناصر امن الطرق المتواجدين بكثرة، الطريق، مما جعل زحمة السيارات تزاحم المسيرة. ورغم قيام مجموعة من الخيالة، بلغ عددهم ثمانية علي الأقل، ترافقهم سيارة عسكرية وعلي مراء افراد من أمن الطرق، باستهداف المسيرة عند دوار الاذاعة الوطنية حيث قام هؤلاء بشق صفوف المسيرة وتجولوا بخيولهم وهي تركض داخلها وهو يضحكون ويرهبون المشاركين، قبل ان يطلقوا العنان لخيولهم نحو باب رئاسة الجمهورية. ورغم كل ذلك ظلت المسيرة سلمية وهادئة حيث رفع المشاركون فيها، لافتات تندد بالانتخابات وتصفها بالأحادية وتدعو لمقاطعتها وهي الشعارات التي صدحت بها حناجر عشرات لاف المشاركين في المسيرة بجميع اللغات الوطنية. وبإجماع مراقبين محايدين وبعض رموز في الاغلبية استطلع موقع "ديلول" آراءهم، فقد كانت مسيرة المنتدى مساء اليوم كبيرة بكل المقاييس، كما وكيفا وباتفاق هؤلاء، كانت هي اكبر مسيرة تعرفها نواكشوط منذ العاشر يوليو 1978 تاريخ استيلاء العسكر علي السلطة في موريتانيا. ومن الملاحظات حول هذه المسيرة، أنها جسدت التنوع العرقي والفئوي والجهوي للشعب الموريتاني وأن المشاركين فيها مع كثرتهم كانوا جميعا من الفئات العمرية الفاعلة في المجتمع. رئيس المنتدي الوطني للديمقراطية والوحدة الشيخ سيدي احمد ولد باب امين، لم يخفي ارتياحع بناجح المسيرة، التي هي أو امتحان للمنتدي منذ تشكيله وقد عبر عن هذا الارتياح بمخاطبة الحاضرين بأحرار موريتانيا، سكان مدينة نواكشوط الأبية". ووصف ولد باب امين الانتخابات الحالية بانها انقلاب جديد، هدفه فرض النظام الفساد والاستبداد القائم، فترة أخري، مسلطا علي رقاب الشعب الموريتاني الذي عانى من هذا النظام، الظلم والحرمان وتمزيق القيم وتهديد وحدته، حسب تعبير رئيس المنتدي في كلمته التي اختتم بها المسيرة والتي قال فيها: "ايتها الجماهير الحرة، سكان مدينة نواكشوط الابية. باسم المنتدي الوطني للديمقراطية والوحدة أحييكم أطيب تحية وأشكركم جزيل الشكر، علي هذا الحضور الكبير والحماس المنقطع النظير. أيتها الجماهير الرافضة للانتخابات الاحادية والمناهضة للظلم والفساد والاستبداد. أيتها الجماهير الرافضة لمصادرة إرادة الشعب. لقد اثبتم اليوم أن الشعب الموريتاني يرفض هذا الانقلاب الجديد، يرفض ان يساق الي مهزلة انتخابات تعمق الأزمة الخانقة التي تتخبط فيها البلاد ويرفض مسيرة الانتخابات التي لايراد منها سوى تشريع فترة جديدة من التسلط والتهميش والتفرقة والنهب، أيتها الجماهير المناضلة، إن حشدكم هذا الذي يجسد بحق كافة شرائح وأعراق وفئات الشعب الموريتاني، هو الممثل الحقيقي لهذا الشعب المعبر الصادق عن إرادته لرفض هذه الانتخابات، التي فصلها النظام الحالي علي مقاسه بعد رفضه لكل حوار جاد ومسؤول يمكن ان يفضي إلي استحقاقات توافقية ذات مصداقية.altalt لقد برهنتم علي ان المشاركة في هذه الانتخابات الأحادية تمثل مساهمة حقيقية في تكريس واستمرار لاستبداد والظلم لشعبنا ومستقبل بلدنا وأن مقاطعة هذه الانتخابات واجبة بكل المعايير ويجب أن يساهم كل منا في التعبير عن تلك المقاطعة الفعالة بكل ما أوتي من الوسائل المشروعة والسلمية. أيتها الجماهير الغيورة علي مصلحة الوطن، إن هذا الحشد الغفير بتنوعه وتعدده وتعلقه بالوطن ووحدة الشعب وقيم المواطنة، يشكل بجلاء ردا عمليا علي ما نشاهده اليوم خلال مبادرات الدعم المبتذلة والممجوجة بإحياء القبلية والجهوية وإذكاء النعرات العنصرية والفئوية بتحريض وبإشراف مباشر من السلطة وحزبها والذي لايمثل فقط تدهورا شنيعا في للمسار الديمقراطي، بل يشكل كذلك تفكيكا ممنهجا للوحدة الوطنية وتمزيقا مقصودا للحمة الاجتماعية واستباحة للقيم والأخلاق الحميدة. أيها الشعب الكريم، تعرفون جميعا أنه طيلة السنوات الست الماضية، فالبلاد تتخبط في أزمات سياسية غير مسبوقة، ديمقراطية تتراجع وحكامة تسوء ومقدسات تداس وحرمات تنتهك وقيم تنحط وفساد يستشري وأسعار تتصاعد وبطالة تتفاقم وفقر يتزايد وعجز في الانجازات التي يتبجح بها النظام ويكذبها الواقع، رغم مقدرات البلاد الكبيرة، التي لايستفيد منها سوى ثلة قليلة من المقربين، الذين يزدادون ثراء وغطرسة وتحكما يوما بعد يوم، بينما يزداد الشعب فقرا وقهرا وحرمانا كل يوم.

ايها الاخوة والأخوات، أمام هذه الوضعية الصعبة والمقلقة، تم انشاء المنتدي الوطني للديمقراطية والوحدة، الذي يضم كافة القوي الحية من أحزاب سياسية ومركزيات نقابية ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات مستقلة ولأول مرة في تاريخ البلاد يتشكل تيار منظم يلتقي فيه جميع تشكيلات الطيف السياسي والاجتماعي لترفع راية الدفاع عن المطالب المشروعة لكافة شرائح ومكونات هذا الشعب ولتعبر عن إرادتها التي لا تلين في بناء دولة المساواة والعدالة، دولة متصالحة مع ذاتها وتاريخها، تزول فيها العبودية والفوارق الظالمة، تختفي فيها العنصرية وجميع اشكال التمييز، تسود فيها العدالة ويتساوى فيها الجميع أمام القانون، دولة المواطنة التي تسع الجميع وتحميه، دولة المؤسسات والقانون والحكامة الرشيدة والقيم

ديلول