تحولت "ساحة الأوبيلسك" الشهيرة في العاصمة السنغالية داكار إلى مكان للشكاوى والتظلمات والاحتجاجات ضمن الدورة الثانية لما يعرف بـ "معرض المشاكل" الذي تشرف على تنظيمه حركة "يو نا مار" (طفح الكيل) غير الحكومية الناشطة في مجال حقوق الإنسان.

المعرض، الفريد من نوعه، والذي بدأ أمس السبت وينتهي اليوم، يهدف إلى "تمكين المواطنين السنغاليين من استعراض مشاكلهم والعثور على حلول لها"، بحسب منظمي المعرض، الذي تضمن 15 جناحا شارك فيها مواطنون من كافة أنحاء البلاد.

وشهد المعرض مشاركة عدد من الطلبة الذين تمحورت مطالبهم حول تحسين سبل تمويل دراستهم.

فيما اعتبر بحارة سنغاليون شاركوا في المعرض أن اتفاقات الصيد الموقعة بين السنغال وبعض الدول أضرت بمصالحهم.

واشتكى جناح "المواطن" من التضخم الذي شهدته أسعار بعض المواد الغذائية بين عامي 2000 و2014، ويشمل موادا أساسية مثل الأرز (من 0.28 دولار أمريكي إلى 0.52 دولار للكيلوجرام) أو لحوم البقر (من 1.5 دولار إلى 5 دولارات للكيلوجرام). وفي قسم "الحلول"، شهد المعرض تقديم مستشفى خاص مشاركة حول ضرورة توفير تغطية صحية شاملة.

فيما قام 4 طلاب بعرض اختراعهم "إي-كونترول"، الذي يمكن من السيطرة عن بعد على المعدات المنزلية التي تشتغل بالكهرباء عبر الهواتف الذكية.

وقال منسق حركة "يو نا مار"، فاضل بارو، في تصريح صحفي إن "العديد من السنغاليين يزورون الحركة لعرض مشاكلهم بهدف توصيل أصواتهم للسلطات".

ومضى بارو إن قائلا إن الدورة الثانية تكلفت 8 آلاف و 400 دولار أمريكي، وتنعقد في وقت "تعددت فيه المشاكل من ركود اقتصادي إلى بطالة الشباب مرورا بارتفاع تكاليف المعيشة وغياب مشاريع التنمية".

وشهد المعرض زيارة المعارض السياسي، إدريسا ساك، والفنان يوسو ندور، اللذين تفقدا أجنحة المعرض، وتبادلا الحديث مع الزوار.

وقال مسؤول الإعلام في حركة "يو نا مار"، أليو ساني: "قمنا بدعوة جميع المواطنين السنغاليين والسياسيين من جميع الاتجاهات لزيارة المعرض".

وتابع ساني، في حديث صحفي إن "المعارض السياسي إدريسا ساك حضر المعرض بصفته مواطنا سنغاليا، والرئيس ماكي صال كان من الممكن أن يأتي مثل أي شخصية أخرى في الحكم، لأن هذا المعرض لجميع السنغاليين".

وتم إنشاء حركة "يو نا مار" (طفح الكيل) سنة 2011 من قبل شباب موسيقى الراب وبعض الصحفيين، كرد فعل على تكرر حالات انقطاع التيار الكهربائي في السنغال. وتم تنظيم الدورة الأولى من هذا المعرض خلال الانتخابات الرئاسية عام 2012.