كفى استهتاراوعبثا وتلاعبا على عقول لحراطين فالوقت لم يعد يسمح بالتفرد على حقوقهم المسلوبة،الصبورون الحمالون للأثقال والمشاق والمتاعب ظلموا نهارا جهارا بالليل بالغسق بالفجرففي كل لحظة ظلم للحراطين،عسى الفرج يأتي قريبا وأي فرج،فرج انقشاع عهد الظلم والرجوع إلى الحق وإعلان التوبة من الظلم المسلط على رقاب شريحة لحراطين،فما أصبرهم على العذابات حرموا من الوظائف من الإكتتاب في الجيش من أن يكونوا رؤساء وحدات عسكرية من أن يكونوا مديرين جهويين للصحة والتعليم،حرموا من أن يكونوا ولاة على الرغم من وجود وإل واحد، حرموا من أن يكونوا حكاما،من أن يكونوا رؤساء مراكز إدارية بل وحرموا من العيش الكريم في وطنهم الذي لابديل لهم عنه.

ونظرة سريعة إلى هيكلة الدولة وإلى مفاصلها لايمكننا أن نجد حرطانيا واحدا يتقلد منصب أمين عام ناهيك عن وجود أمين عام من هذه الشريحة،إماوجد ذاك المنصب عن طريق الكفاءة أو تحت الوصاية أوغيراسمه بمعنى مكيج جلده بالليل كي يكون متبيظنا،فما هذه الدولة التي لاتكرم إلا من كان أبيضا،إن تبييض الدولة وسياسة صباغة الشعرالمطلو والترقيع لن تجدي شيئا خاصة عندما نكون على تنبؤ من قيام حرب البسوس لحظتها أزفت،أوشكت تقرب وسأكون أنا باعثها وأول ضحياها، وذلك من خلال تشخيص للوضع. صمتنا وسكتنا بغية المصالحة والرجوع كي يتوب الآخر وتزول الفوارق الإجتماعية لكن ذلك كله لم يشفع لهذه الشريحة ولن يسمح لها أن تجد مكانتها اللائقة في وطنها.

إن التمادي على ظلم هذه الشريحة والعيش على رقابها ومحاولة تشتيت جهودها لن يولد إلا مزيدا من الثورة وتمادينا في الدفاع المستميت والوقوف بقوة في وجه الممارسات اللاإنسانية واللاأخلاقية التي تعاني منها شريحة لحراطين من لدن الطغمة التي تجسد عقلية السلطة كي ننتشل ماتبقى من الوطن الموزع حسب الولاءات والزعامات القبلية في سبيل خلق وتضييق الهوة على هذه الشريحة خاصة من لدن لحراطين أنفسهم الذين يتقلدون مناصب وصائية في الدولة أو لحراطين جلادو العبيد بالنيابة عن البيظان ، فالظلم والتمادي فيه لن يجر إلا مزيدا من الحقد والكراهية بل وميلاد حرطاني – فوبيا- خاصة من لدن ثلة من الناس يتحكمون في مصائرهم وكأنهم قدر أزلي . ففي كل يوم وكل لحظة وكل هنيهة يتولد شعور بالمرارة والقسوة والغبن والتهميش ، لقد صبرنا وصابرنا فنفد صبرنا،صبرنا على الظلم والتهميش على الطوى والمسغبة والمكروبات ، لبسنا رداء السكينة فلا هذه الأخيرة أشفعت لنا من بطش رجالات النظام السلطويين التسلطيين ، مللنا الوعود العرقوبية وارتشفنا كأس الثمالة حتى هرمنا وهرم أحفادنا بفعل تقويض جهودنا ، احتسينا كأس طلب السلم فلم يسعفنا ذلك آوينا التهدئة كحل فلم يشفع لنا ذلك تماهينا مع الواقع واقع الأمر الواقع فلا هذا حل عقدة الظلم المسلط علينا ما الذي تبقى غير الشر غير فضح ألاعيب أن هذه الدولة والأجهزة القائمة تضحك على لحراطين باستعبادهم فكريا وماديا مضفية على ذلك الكثير من المفاهيم المؤدلجة والمقنعة بيافطات السلم والدين والأخلاق،هذه هي أيديولوجيا النظام القائم كما جسدها ويجسدها رجالاته الأمنية والعسكرية حواريوه وقبائله وزبانيوه .

ففي ظل هذا الظلم هذا الحقد هذه التصفية للحراطين هذا التغييب الممنهج لن تكون هنالك عافية ولاسلم اهلي فما بابلك بالدولة وتحقيق الوحدة الوطنية والعدالة هذه اغنية اريد بها باطل ، واهم وحالم من يظن أويظن به أن شريحة تمثل نسبة52% مغيبة وكأن الوطن ليس بوطنها وأن مملكة العدالة ستتحقق ولقد تعمدت هنا القول بأن الشريحة تمثل هذه النسبة المائوية تكذيبا وتفنيدا لأقاويل الوزير الأول الموريتاني بأن هذه الشريحة لاتمثل شيئا، لقد صدق الوزير الأول إنها لاتمثل شيئا في المناصب الحكومية في التعيينات في إيجاد العيش الرغيد والحياة الكريمة التي ورثوها ورضعوها من ثدي الشريعة الغراء قال تعالى:(ولقد كرمنا بني آدم...الآية)،إنها تمثل الإقصاء والتهميش وتستطيع أن تقول هذا الكلام لأنك قضيت عمرك في الخارج مهاجرا لاتعرف لوطنك شيئا فما بالك بمكوناته هذا هو خير هذه الشريحة عليك يوم حشدها للإقتراع والبحث عن أصواتها:وخير بلدك عليك الذي حافظ عليه لحراطين إبان وجودك بالخارج فلحراطين لايبغون بديلا عن الوطن هم سيعيشون هنا على الضنك على الطوى على المرض وستدفن جثثهم على أرض الأجداد فلن يهاجروا على الرغم مما يجدونه من مضايقات في وطنهم على الرغم ممايعانونه من فقر مدقع فما عليك أيها الوزيرالأول إلا أن تحاسب نفسك وتعتذر لشريحة خدمت الوطن قبل أن تخدم البيض وعبيد البيض وعبيد العبيد .