الصفحة الأساسية > آراء حرة > عندما يكذب وزير الدولة للتهذيب / علي ولد محمد

عندما يكذب وزير الدولة للتهذيب / علي ولد محمد

الاثنين 27 شباط (فبراير) 2012  10:35

خرج وزير الدولة للتهذيب الوطني إلى الشعب الموريتاني من خلال التلفزة الوطنية ليقول له وللعالم أن التعليم بخير ،وأن الأساتذة الذين يحتجون و يضربون من حين لآخر لا يفعلون ذلك غيرة على المصلحة العامة ولا استياء منسوء أحوال القطاع، وسوء أحوالهم المعنوية و المادية، وإنما يفعلون ذلك لأغراض سياسية

فعل ذلك عن طريق مآمرة مكشوفة و مفضوحة أطرافها هم:

1- التلفزة الوطنية ممثلة في معد و مقدم البرنامج الذي يبدوا أنه عرف كيف يضيع و يبدد الوقت في طرح مواضيع عير مطروحة على حساب المواضيع المطروحة والملحة،عرف كيف يختار ضيوفه بعناية و رعاية تامة من الوزير الذي سعى بإصرار منذ توليه قيادة هذا القطاع إلى الزج به في ميادين السياسة وذاك من خلال إنشاء نقابات صورية عجزت عن تشكيل منسقيات جهوية ،وأقسام في المؤسسات التربوية، نقابات لا وجود لها إلا في أروقة الوزارة.

2- ممثلو النقابات الصورية المأجورة الذين فضحتم مداخلاتهم التي كانوا فيها (ملكيين أكثر من الملك) حيث استماتوا في الدفاع عن الوزير وعن سياساته الفاشلة،,ماتوا في هجوم غادر و غاشم على زملائهم فمضيا ولا يرجعون

وعندما يخرج السيد الوزير ليرسم لنا تلك الصورة الوردية عن التعليم ،والتي لا تشوبها أي شائبة، يكون من حقنا نحن أن نقول للسيد وزير الدولة للتهذيب وبشكل مهذب كذبت يا سيادة الوزير ،أم كذب الشعب الموريتاني الذي يقر من قمته إلى قاعدته، و من يمينه إلى يساره، من كبيره إلى صغيره بأن التعليم فاسد، عذرا سيدي الوزير تعلمت أن( الساكت على الحق شيطان أخرس)، وتربيت على قول الحق ولو على نفسي . المنطق يكذبك يا سيادة الوزير لأن أمة محمد لا تجتمع على الضلال،والواقع كذلك يكذبك.

الواقع الذي تعيشه المؤسسات التربوية التي لم يعرف معظمها الصيانة منذ إنشائه، والتي يفتقر معظمها إلي أبسط مواصفات المؤسسة التربوية، والتي تكاد تخلوا من أبسط وسائل الإيضاح . تصوروا أن معظم إعدادياتنا اليوم لا تتوفر على مجسمات للكرة الأرضية ، ومعظم الموجود منها وصلها بجهود شخصية من الأساتذة

الواقع الذي تعيشه المناهج التربوية البعيدة كل البعد عن مستويات التلاميذ، وعن واقعهم ، والتي تفتقر إلى الوسائل المادية و البشرية لتنفيذها،الواقع الذي يعيشه الطاقم التربوي من بؤس و فقر بسبب تدني الأجور وغلاء المعيشة لدرجة استحال معها أن تجد مدرسا معلما كان أو أستاذا متفرغا للتدريس، مما أنعكس سلبا على الأداء التربوي للمدرس الذي تراه في محل عمله ينتظر نهاية وقت العمل لينطلق في الوقت الذي يفترض أن يكون للراحة والتحضير،ليعمل عملا إضافيا حتى يستطيع مواجهة الظروف المادية الصعبة التي يعيشها. تلك الظروف التي انعكست سلبيا على قيمه المعنوية، ومكانته الاجتماعية في مجتمع مادي.

الواقع المتدني لمستويات التلاميذ في مختلف مراحل نظامنا التربوي الناتج عن فشل سياسات التعليم وتسييسه خاصة في عهدكم الذي تحتوي فيه المدرسة على ثلاثة معلمين بلا جداول بينما توجد بالقرب منها مدرسة أخرى تعاني من نقص شديد في المعلمين والإدارة عاجزة نتيجة لتدخلات السياسيين وأصحاب النفوذ عن توفيرهم.كما تتم تحويلات المعلمين عدة مرات خلال الفصل الدراسي الواحد إرضاء للسياسيين وأصحاب النفوذ.و حين يطرد التلميذ على مستوي المؤسسة نتيجة لتكرار الإعادة يعود برقم وطني جديد من الوزارة يخوله التجاوز إلى السنة القسم الدراسي الأعلى .

عندما يكون هذا هو واقع التعليم أو بعض واقعه على الأصح ، ولا يكون فسادا فما تعني بالفساد إذن يا سيادة الوزير؟

حين يتجرأ الوزير على الخروج للملإ محاولا طمس الحقيقة المرة التي تقض مضاجع الشعب الموريتاني، وتقلقهم على مستقبل أبنائهم ، وبلدهم بشكل عام فما الذي يشجعه على تلك الخرجة ؟

أعتقد جازما أن الذي شجعه على فعل هو عدم احترامه لهذا الشعب ،حين يستخف بعقوله ويحاول إقناعه بأنه حل مشاكل التعليم بتوفير 5 باصات لنقل الطلاب، وزيادة منح طلاب كلية الطب ب 3500 أوقية، وإنشاء ثانوية للامتياز، وعرض خارطة للبعد على شاشة التلفزة ، وإنشاء نقابات تشهد له شهادة الزور وتدافع عنه، و بفتح الباب واسعا أمام التعاقد مع معلمين و أساتذة من الشارع إلى الأقسام مباشرة. وحين يتطاول على الأساتذة (نخبة المجتمع) بعبارات السب في مدينة وادان والاستهزاء بالأساتذة في مجالسه ،وفي تعليماته بسد الفراغ الذي خلفه المضربون منهم بكل من هب و دب.

يبدوا أنكم سيدي الوزير معجب بالتجارب الماضية في قطاع التعليم والمعتمدة على لغة الأرقام المزورة التي يقيس بها مدير المدرسة مدى نجاحه وبالتالي يجتهد في رفعها ولو تطلب الأمر منه حل المسابقة ، وكذلك الوزير ولو تطلب الأمر منه تسريب الامتحان، لكن يجب أن تعرف أن التاريخ لا يعيد نفسه،وأن الظرف لن يسعفك في ذاك،و أن اليوم ليس كالأمس، وأن الأساتذة ماضون في نضالهم السلمي من أجل نيل حقوقهم ، وأنهم لن يشاركوك في هذه المهزلة التي تسمى بالتعليم، فإما أن تبدي نية صادقة للإصلاح، أو تستمرلوحدك أو مع من شئت من غير الأساتذة.

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016