الصفحة الأساسية > آراء حرة > لحراطين بين فكي الإستبداد المفضوح والإستعباد المفتوح

لحراطين بين فكي الإستبداد المفضوح والإستعباد المفتوح

الأحد 30 آذار (مارس) 2014  05:08

ذ/السيد صمبا أنجاي أساذ فلسفة بثانوية كيفه

شهدت وزارة "التهديم" الوطني يوم الخميس الماضي:27/03/2014 تعيين30 إطارا ما بين مديرين ومستشارين بالوزارة بطريقة انتقائية تطهيرية وعنصرية متجاهلة لشريحة لحراطين ، فماهي المعايير التي اتخذت لتمرير هذا القرار الظالم أهله،أما تخافون من دعوة الحرطاني المظلوم والتي ليس بينها وبين الله حجاب؟ وهل اعتمدتم في ذلك اسلوب الكفاءة أوليس بهذه الشريحة أطرا أكفاء خدموا الدولة الموريتانية ؟

إن هذا القرار لهو مؤشر واضح لإنهاك وإضعاف تماسك هذه الشريحة كي يظلوا مغلولين ومقيدين ومصفدين بسلاسل الأفكار الإقطاعية خاصة الفئة التي توجد في آدواب، وفي هذا الإطار نذكر النظام الحاكم استدراك الأمر قبل الإنزلاق لاقدر الله في مهاوي حرب – كنت قد تنبأت قيامها في مقال سابق- تأتي على الأخضر واليابس، فالتمييز الذي لازال يحاك ضد لحراطين يحتسون كأسه ويرتشفون ألمه في جميع المؤسسات التريوية(ابتدائية واعدادية وثانوية وجامعية) لايبعث على التفاؤل ولهذا فإننا نندد بكافة تمظهرات اللامساواة التي تستهدف شريحة لحراطين كي تظل هذه الشريحة ذيلا وتبعا للبيظان على الرغم من تنامي أعدادهم وثراء خصوصيتهم الثقافية إن أسعفتهم القدرة الإلهية للتمييز فلن ولم يبق للنظام البيظاني الشيفوني أثرا بعد اليوم وفي هذا الصدد نلفت لحراطين إلى ضرورة وعي خطورة اللامساواة التي يتعرضون لها من لدن النظام العنصري .

إن تغيير العقلية السائدة بل والمقولة القائلة بأن لحراطين خلقوا بالحبلية ليحتلوا المرتبة السفلى مع تسليمهم الأعمى بفوقانية الطبقات المستغلة لهم هي مقولة ميؤوس منها وافتراء على الله ، فليس ثمة عبيد بالجبلية وإنما هنالك عبيد بالطبيعة ،وأقول بالطبيعة لأن الإنسان هو الذي يحكم على عبدنته لا الآخر حيث يمكن له تغييرها متى وكيف ما شاء قال تعالى:(إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) إلى متى هذه النظرة القدحية لوجود لحراطين والنظرة الدونية لكينونتهم وحجب حقيقة وجودهم الضائع بفعل انا مل الأنظمة المتعاقبة على موريتانيا والتي ساهم في تكريسها المستعمر ليورثها للبيظان، وما هذه النظرة الإحتقارية تجاه لحراطين إلا من أجل طمس هويتهم الثرية ومن أجل اسقاط هذه الشريحة في أتون الوجود الزائف المشوه الذي جاءت العدالة الإلهية من أجل إنقاذه بغية تشييئه وانقاذه من ضياعه في الموجودات باعتبارهم احرارا، فنحن جميعا أحرار في تحقيق حريتنا غير أن معظمنا جعل من نفسه عبيدا وهنا يكون حريا بشريحة لحراطين أن تنفصم عن وعيها وهويتها بفعل الممارسات اللاأخلاقية واللاإنسانية التي تعاملها بها الطبقة البرجوازية الحاكمة ، فهم يعيشون لحظة ( اللامأوى) كما يقول مارتن هيدجر فاللامأوى أصبح مصير لحراطين (أنظر هنا سكان ورف)ومن هنا ينبغي أن نفك أغلال الشعور بالدونية لأن الوقت حان للقطيعة مع الممارسات الحقبوية الماضوية لبتر تلك العهود الإستعمارية الإستعبادية محاولين جادين كسر النظام العنصري وتعريته على حقيقته كي نسد الباب أمام ممارسي الإستبداد وممجدي الإستعباد ولكي يتحقق ذلك لابد من توحيد الجهود لإزالة هذا الظلم الممنهج والأيديولوجيا المقنعة بيافطة التأويلات الدينية المفبركة بغية جعل هذه الشريحة تابعة ومضطهدة ومصفدة بأغلال التأويلات الدينية والزعامات القبلية المباركة من لدن المؤسسة العسكرية هذه الأخيرة المشرعنة لأيديولوجيا النظام المسبحة بحمده ، والراعية الأولى لأشكال تطور الإستعباد فهذا الثالوث هو الأخطر على لحراطين بالإضافة إلى عبيد البيظان جلادي لحراطين نيابة عن البيظان ولقد أعذر من أنذر.

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016