يعتبر اللقاء الذي جرى بين رئيس الجمهورية والشباب لقاء شابه كثير من الإنتقائية في اختيار الأشخاص ، حضرت مجموعة من الشباب المهندسين البرجوازيين وغابت الطبقة الهشة المحرومة عن الأنظار، والغريب في الأمر هو عدم تمكن الشباب الحاضرين إن أتيحت لأحد هم فرصة الكلام لتحديد الهدف من مداخلته وعدم تمكنه من ناصية اللغة التي تعتبر الوعاء والوسيلة بين المرسل والمستقبل.

فلم تعد الإعتبارت والكفاءات هي الفيصل وإنما المحسوبية والزبونية والنفوذ هي العوامل التي طغت وغلبت على اختيار الأشخاص الممثلين لولاياتهم ن فلم تعد ولاية لعصابه بمنأى من الحدث الإنتقائي الشيفوني، ولتتصور معي عزيزي القارئ أن ولاية تضم شريحة عريضة من لحراطين لم يحضر عنصر واحد منهم، ما هذا الإحتقار لطبقة لحراطين وما هذا الجلد للذلت الحراطانية الصبورة على الظلم والإضطهاد ما هذه النظرة الدونية الإحتقارية لشريحة ظلت قرونا تخدم الدولة الموريتانية تساؤلات وغيرها لاتبعث على التفاؤل لأن العدالة ودولة القانون الميثالية الإفلاطونية التي يتحدث عنها النظام ومصفقوه الذين لايبحثون إلا عن مصالحهم الخاصة وبأي ثمن بأنها ستتبلور على أرَض الواقع اللهم إلا بإحداث ثورة تكون نتيجتها النهائية والحتمية الموت والدمار لاقدر الله بل وإلى كارثة إنسانية يروح غداتها الظلمة صرعى كأنهم أعجاز نخل نظرا لهول الثورة التي اعتقد أن قيامها بات وشيكا ، قاب قوسين أو أدنى لأن الظلم لايدوم والله يمهل ولايهمل.

ونظرا إلى أن هذه الشريحة ملت المواعيد العرقوبية والعدالة الإجتماعية الجوفاء وعلى الرغم مما حققته هذه الشريحة من نضالات إلا أن جلادي النظام لايولون لذلك شيئا غاضين الطرف عما بدر بشريحة قدمها راسخ في الأرض وجذعها في السماء يقول تعالى:( لقد كرمنا بني آدم ...) وللصبر حدود ضف إلى ذلك أن رئيس الجمهورية نفسه أعترف بأن هنالك نواقص في التنظيم لأن البعض من الشباب لم يتمكن من الحضور لسبب أو آخر.

إن تنامي ظاهرة الظلم والإضطهاد والغبن والتهميش الممارس ضد شريحة لحراطين اعتقد اعتقادا جازما أنه لن يزول إلا بالتمرد وتعرية فضح كل الممارسات الإستعبادية خاصة أن استعباد هذه الشريحة واقصاءها ظهرت بوادره عند لقاء الرئيس بالشباب فلم يحضر ذاك اللقاء شخص واحد ينتمي لهذه الشريحة وإن حضر بعضهم فإنه تحت الوصاية المشددة وكأن الوطن الذي فيه ليس وطنه زد على ذلك عزيزي القارئ أن ألظلم الممارس على هاته الشريحة ترعاه أيادي النفوذ والسلط خاصة بعض لحراطين النافذين بالدولة ،عبيد السادة وسادة العبيد ، فهذا الجزء من لحراطين هو الأشد وقعا على لحراطين أنفسهم من قسوة البيظان ، جلادو العبيد نيابة عن البيظان وهذا شكل من أشكال العصرنة الإٍستعبادية للحراطين ضرابو العبيد بالنيابة عن البيظان مرددين شعار:(لاتشتر العبد إلا والعصا معه ) مستبدلين هذا البشعار القديم الجديد بشعار:( لاتضرب العبد إلا بالعبد).

وعود على بدء إلى لقاء الرئيس مع الشباب كان جل المتدخلين من شريحة واحدة أما في مجال تقديم التقارير لرئيس الجمهورية فلا حرطاني تقلد تقديم تقرير واحد من اللجان العشر وهو مؤشر خطير على التهميش والإقصاء المسلط على رقابنا فمتى وأني تتحقق الوحدة الوطنية وتترسخ حيال شريحة عريضة أما كفى من التهميش والإقصاء أم انكم لاتخافون أن يحيف عليكم لحراطين وأبناؤهم وأبناء أبنائهم قبل أن يحيف عليكنم المولى عز وجل ورسوله؟. إن التهميش موجود في كل الدوائر الحكومية ضد هذه الطبقة فمتى ستتوقف العربة أمام الحصان ومتى يستقيم الظل والعود أعوج، فلا مجال لتحقيق الدولة ولا العدالة الإجتماعية إلا بتحقيق المصالحة مع الذات لحظة وجود لحراطين لحقوقهم المسلوبة منذ عمر موريتانيا وحتى أن هذا المفهوم الأخير

( موريتانيا ) الذي لم ينبن على أسس صحيحة وإنما بني على عنصر واحد ولم يراع بقية الشرائح والعناصر الأخرى مثل: السنونكي والولف والبولار، فأية عدالة ووحدة نتحدث عنها في ظل غياب تام لشريحة خدمت البيض وعبيد البيض وعبيد العبيد وأخيرا وليس آخرا نرجوا من سيادة رئيس الجمهورية إنصافنا قبل فوات الأوان.