الصفحة الأساسية > الأخبار > تعليمنا يحتضر !

تعليمنا يحتضر !

الأحد 9 آذار (مارس) 2014  00:36

بقلم أسويلم ولد محمد

في وقت يجمع فيه العالم على أن لا إصلاح ولا تنمية بدون تعليم جيد ، يجمع الموريتانيون علي فساد تعليمهم دون اتخاذ أية إجراءات جادة سبيلا إلى إصلاحه باستثناء بعض الحلول الترقيعية التي تمارسها الوزارة المعنية بالتعليم ظانة أنه بمجرد الإعلان عن فساده وتغيير اسم الوزارة المكلفة به وجمعها أوفصلها تحت عنوان واحد أو تنظيم أيام أو ليالي "تشاوريه " ترحما على جنازته ـ التي تحتضر ـ سيكون ذلك حلا في نظرها لمعضلة شائكة كالتعليم تتطلب هبة وطنية جادة ، تحاول الوزارة التلكؤ عليها بإعطاء صورة مغلوطة عنها تمويها و تضليلا للرأي العام الذي لم يعد يصدق أساطير الوزارة ولا يريد زيادة في توضيح الواقع المؤلم الذي يتردى فيه التعليم .

الحقيقة أن تعليمنا يعيش حالة من الانحطاط والتردي في الحقيقة يعجز اللسان عن تعبيرها ويجف القلم دون كتابتها شهد بها القاصي والداني بفعل إرادة قوى انتهازية تآمرت على حكم هذا البلد ردحا من الزمن ، استنزفت خيراته ودمرت مستقبل أجياله وأخيرا تحاول بكل الوسائل النيل من وحدته عن طريق إثارة النعارات الدينية والقبلية والفئوية سبيلا إلى تفكيك نسيجه الاجتماعي مما يوحي بأن بلدنا معرض أكثر من أي وقت مضى إلى أن يسقط عموديا على رأسه نحو الهاوية في القريب العاجل ، الأمر الذي جعل بعض المراقبين يشكك في نوايا من حكموا ويحكموا هذا البلد بعدما عملوا على تصدير ثرواته إلى تلك الدول التي بمستشفياتها يعالجون أسرهم وبمدارسها يعلمون أطفالهم في وقت ضيعوا فيه مستقبل أجيالنا حيث يتم تدجينهم داخل مغارات ـ لا يوجهوا إلها أبناءهم ـ تحت إشراف مدرسين من خارج الحقل التربوي يتم اكتتابهم بطرق زبونيه ويكلفون بتدريس مواد لا يعرفونها أصلا و قد لا تفيد ، كما أنهم لم يمكنوا من الوسائل الكفيلة بأداء مهمتهم الشاقة على الوجه المطلوب .

أما المناهج الدراسية المعمول بها فهي عتيقة لا تراعي خصوصيات بلدنا المتنوعة وسبق وأن تم تطبيقها من قبل بلدان أخرى خلال قرون مضت طبقا لأجندات أجنبية جعلت التعليم الوطني يتخبط في متناقضات جمة . من منكم يصدق أن بلدا لا يتجاوز سكانه أربعة ملايين نسمه ويحتوي على مقدرات هامة ( السمك ، الحديد ، الذهب ، الثروة الحيوانية ، البترول ، الفوسفات ، التربة النادرة .... ) مرتبات معلميه أدنى من مرتبات الدول المجاورة التي لا تمتلك أية ثروة ويتم فيه تأجير المدارس في أكبر مدنه منذ الاستقلال وحتى الآن والبعض يدرس تحت الأعرشة والأكواخ أما الموجود من مبانيه تحسبه رسوما متهالكة ومستويات طلابه سيئة في الوقت الذي تعيد الوزارة بعض مخصصاتها لاستخدامها في حملات الحزب الحاكم ودعم الشباب والرياضة ! تاركة هذا الواقع خلف ظهرها ؟

إنه لمن العلوم والحالة هذه أن حكما سلبته مجموعة حراس لرئيس منتخب منحوا يومها الأوسمة تحت المكيفات يتطاولون على الساسة ـ أصاب الكفاءات ـ ممن يشهد لهم التاريخ بالنزاهة والنضال في سبيل القضايا الوطنية لا يتوقع منهم العناية بالتعليم لأن " فاقد الشيء لا يعطيه "، بل على العكس تماما فهم يجد ون فرصة في تجهيل هذا الشعب الذي سلبوه حتى إحساسه ليبقوا جاثمين على صدوره .

وإنه لمما يبعث إلى الاشمئزاز أنك تجد الشخص يبيت على الطوى من شدة الفقر والمرض والجهل في الوقت الذي يحدثك عن إصلاح وإنجازات ، ترى ما سر ذلك سوى أن هذا الشعب المسكين بلغ درجة من الإحباط وفقد الأمل ما جعله لا يطلب شيئا ولا يتوقع من ثروته الطائلة سوى الانتظام في طوابير العار والخزي وكأنه أصبح لاجئا داخل وطنه مقابل " سمكة من ياي بوي " يجود بها عزيز من ثروتنا المستنزفة على أعين العاطلين عن العمل ؟

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016