اسفرت المشاورات الجارية منذ ثلاثة ايام بين الوزير الاول، الجديد ـ القديم مولاي ولد محمد لغظف مع احزب الاغلبية حول تشكيل الحكومة القادمة، عن بروز خلافات داخل احزاب الاغلبية لاختيار لوائح المرشحين لتمثيلها في الحكومة.

ويخشى ان تؤدي هذه الخلافات الي تفكك عدد من احزاب الاغلبية وانسحاب بعضها من الموالاة الي المعارضة، حيث برزت الي حد الان خلافات حادة داخل حزب الحراك الشبابي برئاسة وزيرة الثقافة والشباب والرياضة في الحكومة المستقيلة، لاله بنت الشريف، التي يتهمها بعض قادة الحزب بفرض نفسها علي رجال الحزب، كمرشحة لأحد المقعدين الممنوحين لحزب في الحكومة، علي اساس نوابه استة.

وقد حدثت خلافات داخل اجتماع قيادة الحزب لاختيار مرشيحه، أدت الي استعمال العنف بين اجنحته المتصارعة، حيث استدعت منت اشريف الشرطة لاعتقال بعض مناوئيها بتهمة استعمال العنف داخل الاجتماع.

واعرب عدد من قادة حزب الحراك الشبابي، الذي يقف ولد عبد العزيز شخصيا وراء تأسيسه ووراء المترشحين باسمه في الاستحقاقات الماضية، عن نيتهم العمل علي عزل بنت اشريف عن رئاسة الحزب بعد ان فشلت في علاقاتها برجالاته، الذين هدد بعضهم بالانسحاب منه اذا بقيت بنت اشريف علي راسه، كما فعل عدد كبير من مؤسسه في الماضي.

اما علي مستوي حزب الكرامة، المدعوم هو الاخر من طرف زوجة ولد عبد العزيز تكيبر بنت احمد، والذي رفضت السير الذاتية للمرشحين لاحد الوزيرين الممنوحين له في الحكومة. فقد وصل الخلاف داخله الي استقالة امينه العام الأستاذ عبد الله ولد المصطفى، مساء اليوم واعلانه ان سبب ذلك هو الاحادية التي يسير بها الحزب وانعدام التشاور الديمقراطي داخله، مبرزا انه لايرضي لنفسه البقاء في حزب سياسي هذا اسلوبه.

ويعتبر ولد المصطفي الامين العام المستقلين من ابرز المؤسسين للحزب ومن اكثرهم كفاءات وجدية في عمل الحزب منذ تأسيسه.

ويتهم بعض المؤسسين للحزب، وأغلبيتهم من التيار البعثي في موريتانيا، رفيقهم رئيس الحزب شيخنا ولد حجبو بأنه اصبح رهينة لدي ابن عم ولد عبد العزيز ورجل زوجته تكيبر بنت أحمد للمهمات الصعبة، رجل الاعمال سيدي محمد ولد ابوه، منذ التحاقه بالحزب في صفقة مع ولد حجبوا، يصفها البعض بأنها تتضمن ان يكون ولد ابوه هو الرئيس الفعلي من وراء الستار.

ومن جانبه اعلن رئيس حزب الفضيلة، رئيس مكتب إتلاف احزب الاغلبية، عن رفضه تغيير الاقتراح الذي قدمه للوزير الاول والمتضمن لثلاثة اسماء لاختيار واحد منهم لتمثيل الفضيلة في المقعد الواحد المخصص له في الحكومة علي اساس نوابه الثلاثة في البرلمان.

وقد تضمن اقتراح الحزب رئيسه عثمان ولد الد الشيخ ابي المعالي ومحمد فاضل ولد محمد الامين وثالث موظف في وزارة الشؤون الاسلامية الا ان ولد محمد لغظف طلب من ولد الشيخ ابي المعالي استبدال الائحة بأسماء اخري وهو ما رفضه ويجري الحديث عن رفض قاطع لولد عبد العزيز لدخول أي من المقترحين اثلاثة من حزب الفضيلة في الحكومة وتهديد الحزب بالانسحاب من الاغلبية اذا تم ذلك.

وعلي مستوي حزب الاتحاد من اجل الديمقراطية والتنمية UDP، فقد أثار اصرار رئيسته الناه بنت مكناس علي ان تقدم نفسها علي راس لائحة اقتراح الحزب لاختيار ممثليه (اثنان علي اساس نوابه ستة في البرلمان) في الحكومة، استياء داخل اطر الحزب، وكذلك عندما اقترحت مكانها، عندما طلب منها الوزير اول تغيير اللائحة بما فيها اسمها هي، ابن عم لها عامل في مؤسسة اهل مكناس، يسمي محمد محمود.

من جهة أخري طالبت سبعة احزاب في الاغلبية، كان قد حصل ستة منها علي نائب واحد في الانتخابات وواحد منها (PRDR) علي 2 بإشراكها في المشاورات حول تشكيل الحكومة وتخصيص لها حصة علي اساس عدد نوابها الثمانية الذين شكلوا فريق الوفاء في الجمعية الوطنية وحتي الان يرفض طلب هذه الاحزاب بحجة أن المعيار الذي حدد للمشاركة في الحكومة هم حصول حزب واحد علي 3 نواب علي الاقل، حسب ما صرح بذلك مصدر مقرب من الوزير الاول مولاي ولد محمد لغظف، لموقع "ديلول" مساء اليوم الاربعاء.

وحسب معلومات موقع "ديلول" المطلعة، فإن حزب الاتحاد من اجل الجمهورية، الحاكم، لم يسلم من هذه الخلافات، حول الاسماء التي اقترحت بتمثيله في الحكومة وزاد تلكل الخلافات ما حدث علي مستوي اختيارات هيئات الجمعية الوطنية، خاصة منح مسيرها لنائب من حزب الحراك الشبابي الذي له 6 نواب فقط.

ويجري الحديث عن امتعاض كبير داخل الحزب الحاكم من مايصفه بعض نوابه وقيادته بغياب الشفافية داخله وان جميع قضايه يسيرها ولد عبد العزيز مع اشخاص في الحزب ضرهم اكثر عليه من نفعهم.

هذا وقد ادت هذه الخلافات، اضافة الي المشاورات مع مسعود ولد بلخير الي تأخير تشكيل الحكومة وانتخابات هيئات الجمعية الوطنية، حيث أصبح من شبه المؤكد ان ذلك لم يتم قبل الاسبوع القادم وبعد عودة ولد عبد العزيز من تونس التي سيتوجه اليها يوم الجمعة 07/02/2014، لحضور حفل توقيع دستور تونس الجديد.

ديلول