بعيد الانتخابات الماضية أجرت وكالة كيفه للأنباء مقابلة من السيدين عبد الله كي ومحمد ولد صغيرو نعيدها استجابة لطلب عدد من قراء الموقع.

نص المقايبلة:

قال السيدان عبد الله كي ومحمد صغيرو في نقاش أدارته وكالة كيفه للأنباء اليوم أن الإنتخابات الماضية لن تجلب أي خير للسكان لأن نتائجها لم تعكس غير الصراع القبلي العقيم ، ونددا بعنصرية الحزب الحاكم الذي أقصى من خمس بلديات بالمقاطعة وثلاثة نواب فئة بعينها شكلت النواة الأولى لهذه المدينة ؛ عكس كافة الاحزاب الأخري التي عكس مرشحوها الحالة الإجتماعية ككل وشدد هذان الإطاران والمثقفان المعروفان بمدينة كيفه على أن مجاعة ماحقة أصبحت علي الأبواب بسبب إنعدام المحاصيل الزراعية وانهيار القدرة الشرائية لدى المواطنين وارتفاع الاسعار بما فيها اللحوم وغياب أي تدخل استعجالي من لدن السلطات .

مبرزين التدهور القاتل في القطاع الصحي وعلي مستوى التعليم وكذلك بالمرافق الخدمية الأخرى كالمياه والكهرباء .

لافتين النظر إلي حرمان أحياء فقيرة بمدينة كيفه من الماء والكهرباء لمدة عقدين من الزمن وتقديمها في غضون ساعات لمتنفذين واغنياء .

وهذا هو نص النقاش:

وكالة كيفه للأنباء :

المدينة خرجت للتو من انتخابات محلية أفرزت منتخبين جدد ما تقييمكم لها ؟

محمد سقيرو :

اعتقد أن الانتخابات الماضية تميزت بأنها سلكت طابعا قبليا بحتا ، وبالتالي لا تنتظر من نتائجها أي فائدة بل أكدت لنا أن القبلية ظهرت بشكل يمكن القول معه أن، كل قبيلة تبنت مرشحا لها .في حين أجزم أن الفائزين في هذه الاستحقاقات لا يمثلون ساكنة المدينة أو ما نسميه محليا أهل "الدشرة" أو "القديمة" الذين هم السكان الأصليين الثابتين الذين تم إقصاءهم بشكل وقح جدا؟ وإن هؤلاء لن يخدموا إلا قبائلهم التي دفعت بهم إلى النجاح.

عبد الله كي :

اتفق تماما مع الأخ سقيرو في أن الانتخابات الماضية هي احتفال قبلي وتجسيدا للإرادة الضيقة والإقصائية حيث أن المقترحات التي قدمت لوفود الحزب الحاكم إبان تحضيراته للاستحقاقات والتي تعبر عن مقترحات القاعدة ضرب بها عرض الحائط واستبدلت بمعلبات اتخذت قراراتها من الأعلى وكانت بصمات الوزير الأول بادية عليها وأرى أن المنتخبين الذين أفرزتهم لن يساعدوا في تحييد الفقر والجوع وارتفاع الأسعار عن سكان المقاطعة

وكالة كيفه للأنباء :

تردد منذ الصيف الماضي أن الحزب الحاكم سيختار عمدة كيفه من " حي القدبمه" وانه سيكون "حرطاني" وهو ما لم يحدث؟

محمد سقيرو :

القديمة مجتمع متنوع هو أوسع من " لحراطين" ويشمل مجموعات أخرى مؤسسة للمدينة وقد شكلت هذه المدينة نموذجا للتعايش والتجانس يحتذي به ولد ثقافة وحدوية عجيبة ، لكن سياسات الأنظمة المتعاقبة على البلد ضربت هذا الواقع في الصميم باستنهاض القبائل وتشجيع ثقافة التملق والمنفعية متخذة من بعض أطر الحي مطايا لذلك.

صحيح أن "حزب الدولة" تعهد بمنح مقعد بلدية كيفه "للقديمه" وقد تهيأ سكانها لذلك فتوصلت أجنحتهم لأهم اتفاق في تاريخ الحي ورشحوا أحد أبناءهم لكن ذلك لم ينفعهم وبنى حزبهم اختياراته على العنصرية و لك أن تلاحظ أنه في خمس بلديات ومن بين ثلاثة نواب لم يرشح الحزب الحاكم أيا من فئة "لحراطين" وأريد أن أأكد أن المسؤول عن ذلك ليس أي من أبناء ولاية لعصابه الذين لا نعرف عنهم أي عنصرية إنما هو من فعل الحزب.

هو حزب عنصري على عكس 16 حزبا أخرى قدمت مرشحين في هذه الولاية عكسوا الحالة الاجتماعية بشكل واضح.

عبد الله كي :

ردا علي سؤالكم وتكملة لما قاله أخي محمد يمكنني القول أن جميع بعثات الحزب ومشاوراته التحضيرية اتفقت علي أن "القديمه" هي من يحق لها منصب العمدة لأن قواعدها لا توجد خارج حدود البلدية لكن حدث انقلاب مدبر أرده إلي قرارات اتخذها الوزير الأول وللآسف لم يحاول أطر القديمة تغيير الموقف وهو ما ينتقده أهل القديمة علي أطرهم فانقسموا إلي مجموعتين بعد أن عرفوا أن شروط الحزب التي طلبها منهم والتي هي التوافق علي مرشح لم يتم اعتبارها، وهم الآن يشعرون بالإحباط .

وكالة كيفه للأنباء :

قد يكون الحزب الحاكم يخشى أن لا تصوت "القديمه" لابنها كما فعلت مع خليل ولد الدده وصمب ديكو الذين ترشحا في مرات سابقة؟

محمد ولد سقيرو:

مكاتب "القديمه" صوتت لصالح المرشحين الذين ذكرت ولو شارك حزبي أنا واستمريت في الترشح لحصلت على أصواتها جميعا.

عبد الله كي :

اعتبر أن أهل القديمة دائما مع الوفاق وأنهم في الاستحقاقات الماضية انسحبوا من تحالفات أخري حبا في التوافق أما سؤالكم فأنا أعتقد أن المكاتب المحسوبة علي القديمة في التصويت هي من حظ مرشحي القديمة بغض النظر عن أي جهة رشحتهم وبالتالي لا أتفق معكم في سؤالكم المطروح لكن هذه السنة كل الرسائل التي اتفق عليها اطر القديمة وصلت إلي أعلي جهة بما في ذلك رئيس الجمهورية والرسائل واضحة لكن التجاهل أوضح من ذلك.

وكالة كيفه للأنباء:

كان هذا الحي هو مهد الحركات التقدمية التي تطالب بالحرية والعدالة وأخيرا تراجع ذلك وأصبحت القديمة تتحالف مع الأنظمة العسكرية التي لا تقيم وزنا للقيم التي ذكرنا ما هو تعليقكم.

عبد الله كي :

هذا السؤال من وجهة نظري يوجه إلي المنتمين إلي الحزب الحاكم وتعليقا علي السؤال أعتقد ا، اطر القديمة عينوا في وظائف سامية لكن تبعا للكفاءة والقدرة وليست لأسباب سياسة لذلك تظل القديمة منسية ومهمشة.

محمد سقيرو :

هذا صحيح لقد مس القديمة ما مس موريتانيا عموما فالأنظمة الاستبدادية التي رفعت شعار الترغيب والترهيب استطاعات غزو قناعات بعض المثقفين والأطر لكن الأكثرية لا يستهويها ذلك ولازال لديها الإيمان بأن ذلك ليس مكانها الطبيعي.

وكالة كيفه للأنباء :

ما هو رأيكم في أداء المرافق العمومية بهذه الولاية ؟

محمد سقيرو :

أداؤها متردي فالمرافق الصحية معدومة مثلا رأيت شخصا يحتضر في مستشفي كيفه ولم يجد أي عناية . المدارس سيئة والبنيات خربة والأوساخ منتشرة والأحياء الجانبية مظلمة وعطشاء ،أنظروا حي المطار ودبي وغيرهم لم يشفع لهم قرب المياه والكهرباء وحرموا من هذه الخدمات منذ عقدين من الزمن رغم تمكينها من الضباط والمتنفذين والاغنياء في ظرف ساعات.

وهنا واقترح إنشاء إطار أو هيئة يتلاقي فيه الجميع تقوم بالرقابة وبطرح قضايا المواطنين ومشاكلهم فالمنتخبون الجدد لم يتحدثوا خلال حملتهم أبدا عن المشاكل المطروحة للسكان وأأكد أن مجاعة كبيرة أصبحت على الأبواب نظرا لانعدام المحاصيل الزراعية وارتفاع الأسعار وغياب التدخل الحكومي.

عبد الله كي :

المؤشرات الإحصائية تدل علي أن هناك مخاوف من حصول مجاعة كما قال الاخ محمد إذا لم يتم التدخل في في الأشهر القادمة علي وجه استعجالي وذلك نظرا لقلة المحاصيل الزراعية هذا العام والارتفاع المذهل للأسعار وضعف القوة الشرائية لدى المواطنين .

وكالة كيفه للأنباء:

هل من كلمة أخيرة

محمد سقيرو أدعوا إلي تشكيل هيئة تكون من الأطر توصل المشاكل إلي الجهات المعنية فلا شيء يتوقع من ممثلي الشعب فهم ممثلي قبائل.

عبد الله كي :

أنا بدوري أأيد هذه الفكرة ولن يستطيع السكان الخروج من مشاكلهم إلا إذا طرحوا قضاياهم ومطالبهم بشكل جدي وعليهم أن يتولوا ذلك بانفسهم.