الصفحة الأساسية > آراء حرة > المرابطون، من يخطب الدميمة يغله المهر

المرابطون، من يخطب الدميمة يغله المهر

الأربعاء 29 كانون الثاني (يناير) 2014  01:20

يحيى ولد مصطفى

أقاموا الدنيا و لم يقعدوها، وأتوا بالرئيس والوزراء قبيلا إلى الملعب الأولمبي كي يشهدوا تأهل المرابطين إلى كأس العالم ، لا عفوا كأس أمم أفريقيا ، غلطة أخرى بل كأس المحليين، وكأس القارة للمحليين هذه لمن ليس عليما بالاستحقاقات الكروية ليست بالأمر ذي الشأن بل لا تعدو نوعا من التدريبات و المعارض المخصصة لجذب انتباه نُخّاس اللاعبين في القارة العجوز فلا يبلغ رتبة كأس القارة و لا منافسات كأس العالم. ملأوا آذاننا و اعيننا عبر قناتنا الوطنية التي لا يشاهدها أحد منا إلا أماسي الخميس حيث بيان مجلس الوزراء المتخذ للإجراءات الخصوصية فشدونا أياما و ليالي نحو شاشتها الداكنة ومنتوجها الرتيب وصحفييها اللوذعيين المبدلين الغافل بالقافل و العام بالآموالأوانسبالعوانس، جزاهم الله خيرا، لكن لا تثريب عليهم ففرحة النصر و التأهل تفسد النصفين الفؤاد واللسان وتهرق من الناظرَين الدموع كما حدث مع رئيس الاتحادية الوطنية لكرة القدم. اعطوا للحدث بالفعل أكثر مما يستحق ابتداء من استقدامهم لرئيس الدولة كأننا نتأهل لكاس العالم أو ننتصر على البرازيل، ومن بعد ذلكتلك المهزلة الكبرى و المسخرة العظمى التي سموها التبرع للفريق الوطني ويعتبرها الكثير منا منقبيل الابتزاز و التسول. بعد ان تم للمرابطين الفتح المبين والعبور إلى جنوب افريقيا بفضل ابن الاخت باتريك (تعريب) ذلك المسن الرومي الذي لا يكاد يجد له ذكرا في التدريب و لا تاريخا في اللعب وجد القائمون على الشأن الكروي ، وهنا لا نعني بالضرورة شأن الساحرة المستديرة بل هندسة الاشكال،أسبابا وجيهة لابتزاز الناس وجمع التبرعات الضريبية معتبرين دفعها مما لا يُشكر فاعله و لا يـُحمد . وبعد أن تبرع من تبرع وهم ولله الحمد كثر ، من القمة إلى القاعة إذا التزمنا اسلوب محرري تلفزيوننانا الموقر، كل بما يقدر عليه عن طيب نفسه أو عن غير طيبها ورغم التقشف أو التقاشف الذي تتبناه الحكومة لم يتوان أي عضو منها عن دفع ضريبة التبرع للمرابطين ولم يكن الرئيس استثناء من الامر فتبرع سخيا بمبلغ 5 ملايين أوقية جعلها الله ثقيلة في ميزان حسناته. ورغم قناعتنا بعدم جدوائية التبرع للعب و تبنينا لرأي من يرى جدارة صرف التبرعات و الصدقة فيمن هم أحق بها من المرضى الذين لا حصر لهم في المستشفيات والذين لا يجدون دواء و لا طعاما و اليتامى و الثكالى في الكبات و مدائن الصفيح و ممن التهمت النيران بيوتهم المتواضعة في حي المرفأ و الغارقين في السبخة و الميناء و تطول اللائحة عبر طول الوطن و عرضه . إلا أن الأنكى، والناس متواترون على أن من أعطى ما يملك لا يسمى بخيلا، هو وقوف بعض مسؤولي كرة القدم وكأنه يلوي شفته السفلى مخاطبا الصحفيين المساكين، الذين باتو ليالي ساهرين متجشمين العناء و معتبرين انفسهم في جهاد مقدس ،يعلنون اسماء المتبرعين (دافعي الضريبة) بأسمائهم الكاملة و صفاتهم الشاملة، مخاطبا إياهم أن ما جُمع من التبرعات لا يكفي لشيء وأقل بكثير مما كانوا يتوقعون، تماما مثل المرابطين، لم نبخل بشيء ولم نحصل على شيء، و يتمادى هذا المصرح كأنه يستبق الأحداث مشددا على أنه إذا لم ينتصروا فليس لأحد ان يلومهملأن البرازيل تخسر و المانيا تخسر و تخسر الريال و البارصا.. فعلا خسر المرابطون و أي خسارة ،وقد تسمرنا ساعات وأياما أمام الشاشة آملين أن تحدث المعجزة لكن لنا الله من مرارة خيبة الامل، ثلاثة خسائر و المقابلات ثلاثة وقد تمنينا الأحسن و حصل ما يحصل دائما فلم يتخطوا الحاجز الاول إلا أن ,, ما يثير الشجي الحقيقي,, هو أن هذا الاستحقاق تكاد لاتكون له قيمة له مطلقا مما جعلنا نستكثر ما منحه هؤلاء’’البرازليون’’ من أهمية قصوى أعطت الامر طابع الوطنية و المقدسات ولو كان كذلك ما تفوهنا ببنت شفة ولم يصبنا ما أصابنا الحسرة و السدم، ومن يخطب الحسناء... و في الختام أقول لمسؤولي الكرة إنه عندما خسر المرابطون لم نتفاجأ، وأنتم أيضا لم تتفاجؤوا، لأننا وإياكم مقتنعون أن السماء لا تمطر ذهبا وأنه لم يتغير أي شيء مما قد يمنح المرابطين الفوز. إلا أن قولكم إن الفرق جمعها تنهزم فليس في محله لأنها فعلا تنهزم ولكنها تنتصر أيضا الامر الذي لا يحدث، مع الاسف لفريقنا الوطني. كما أن اتحادية المانيا مثلا و البرازيل لا تذر الرماد في عيون البرازليين او الالمان و لا تضحك على ذقونهم و تطالبهم بالتبرع للفريقالممولة ميزانيته من جيوبهم هم دافعي الضرائب، وإن لم يتبرعوا فذلك ينقص فيوطنيتهم وشتان ما بين الثرى و الثريا. ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أطالب بتدقيق عاجل للمؤسسات القائمة على الشأن الرياضي وترشيد الميزانيات و التبرعات و استحداث منصب مستشار لرئيس الجمهورية في المجال الرياضي كي يتسنى له فهمها بمقاييسها الحقيقية.

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016