الصفحة الأساسية > آراء حرة > معلومات خاصة من شرطي غاضب

معلومات خاصة من شرطي غاضب

الثلاثاء 7 كانون الثاني (يناير) 2014  06:45

سالم ولد عبد الله

لقد أقدم محمد ولد عبد العزيز -من بين ما أقدم عليه- على اعتراض تخليد العيد الوطني للشرطة العربية في موريتانيا، وهو إجراء تكميلي للمضايقات والتقزيم الواضح الذي يتلقاه هذا القطاع من طرف المعني منذ وصوله إلى سدة الحكم، وإن كانوا هم من أوصلوه لها، وذلك بعد الدعاية التي قام بها أمام مباني الولاية بكيفه في حملته الرئاسية، والتي أعلن فيها أن الشرطة قطاع يستحق على الدولة كل تكريم وتقدير، مؤكدا أنه سيعمل على رد الجميل لهذا القطاع، وهو ما انعكس بالسلب تماما فور وصوله على البلاط. لقد كشف الرجل الستار عن نية قديمة منذ الاطاحة بالرئيس الاستاذ المختار ولد داداه عام 1978 حيث عمد قادة الجيش ضمن سياستهم الداخلية إلى طمس كل ما يمت إلى المدنية بصلة ما أمكنهم ذلك، حيث جعلوا كل قطاعات الدولة تحت إشرافهم المباشر خدمة للمصالح الخاصة لمافيا الضباط آنذاك، وقد تجسد ذلك في الجمارك لدورها الاقتصادي والشرطة لدورها الامني وقدراتها الهائلة على الحصول على المعلومة داخليا وخارجيا وهو ما أثبتته في كل المناسبات. وهذا ما يشكل خطرا على أمن المافيا، ظلت تتوجس منه طالما بقي السبب قائما، ولكي لا يعزب عن علمهم شيء أرادوا إشراك قوات الأمن بصورة رمزية وإقحامها في العملية الانقلابية التي لا تربطها بها أية صلة، بل على العكس من ذلك فقد سبق أن أبلغوا الرئيس بإمكانيتها وهي نائمة في مهدها، وبعد أن تمكن الجيش قررت لجنته العسكرية عزل المدير العام للأمن الوطني آنذاك وإبداله بضابط عسكري يحضر جلسات اللجنة العسكرية بعضويته لها وباسم الأمن الوطني. إن المتتبع للسياسة الامنية في موريتانيا، يدرك وبجلاء أنها سياسة ممنهجة تخدم السلطة قبل المجتمع وهذا ما أدى إلى تجاذبات أدت إلى فصم الثقة بين الشرطة ومجتمعها في بعض الاحيان ووصلت إلى درجة الكراهية أحيانا أخرى ممن لا يدركون حقيقة هذا القطاع. إن ما أقدم عليه ولد عبد العزيز إهانة وتحقير بهذا القطاع، وهو تجسيد لشخصيته الانتقامية فوصوله إلى السلطة كان بدافع انتقامي بحت وليس خدمة للوطن، حيث إن تفكيره في الانقلاب نجم عن مشادات كلامية حصلت بين زوجته، وزوجة الرئيس معاوية ولد الطايع، حيث أبلغته قرينته أن معاوية مال لعقيلته فالتفت إليها قائلا: تماسكي واعلمي أن من رآك تبكين سوف يراك تضحكين مكانها في البلاط غدا أو بعد غد! لكن وجود جهاز أمن قوي آنذاك جعل الرجل يفقد الامل في توصيل المرأة للحلم الموعود، إلا بعد غد، حيث لجأ إلى إبرام صفقة مع ابن عمه مدير الامن الذي مانعه في ذلك ولقي منه عنادا شديدا جعله يتخلى عن الرئاسة لصالحه وربما كان ذلك سر الخلاف بينهما. لقد كان ولد عبد العزيز وشريكه الغزواني هما من أقنعا الرئيس اعلي بضرورة ترشيح ولد الشيخ عبد الله ووضعِ خطة يوصلونه بها إلى السلطة، وهو ما حصل طبقا للخطة المرسومة. إن اختيار ولد الشيخ عبد الله لم يكن اعتباطيا ولا وليد الصدفة كما أنه لم يأت من فراغ، فقد كان قادة الانقلاب يرون فيه الشخص المناسب لما لديه من مؤهلات علمية وتجربة طويلة وعلاقات طيبة، كما أن فيه الليونة اللازمة لتحقيق أهدافهم، وأكثر من ذك فهو شخصية وسطية باعتباره من أسرة لها مكانة تقليدية وروحية كما أنه الولاية التي ينتمي إليها تقع في وسط البلاد. لقد كان ولد عبد العزيز على ولد الشيخ عبد الله انتقاميا حيث طن الرجل المخدوع أنه الرئيس المنتخب الذي منحه الشعب ثقته عبر صناديق الاقتراع، وما فتئ يتصرف طبقا لذلك حتى فوجئ بمضايقات كثيرة ولقي عناد متكررا من طرف الجنرالين -عزيز وغزواني- اللذين كانا يعارضانه في تدبير شؤون البلاد حتى وصل الامر إلى وجه لا يمكن السكوت عليه، فأراد أن يتصرف بوصفه رئيسا فأعلن إقالة الجنرالين، إلا أن سلامة الصدر وسوء التخطيط ضمن أمور شابت الاجراء حالت دون ذلك، ومن هنا كان انتقام الرجل الذي عرف بالانتقام. وإنما تلقته الشرطة وتتلقاه اليوم من ولد عبد العزيز ما هو إلا بسبب ذلك الانتقام، حيث كانت له مشاحنات ومشاجرات مع بعض ضباط الشرطة بسبب عصبيته وانفعاله اللامسؤول، وغالبا ما ينتهي ذلك بهزيمته لخروجه على القانون، ويحمل هو ذلك لمدير الأمن آنذاك. وقد كان آخر هذا الاحتكاك ما جرى بينه وبين مدير الجوازات آنذاك المفوض الكراني الذي رفض توقيع جوازات مزورة كان ولد عبد العزيز يريد منه توقيعها حيث خرج وهو يتوعده، وهذا سر كراهيته لهذا القطاع الذي يتجرع منه الانتقام كل يوم. إن محاولة الاستغناء عن قطاع واكب نشأة الدولة وتطور بتطورها، وشارك في رسم السياسات العامة للبلد ويحتفظ بأسرار الدولة في الداخل والخارج، هي محاولة فاشلة تفتقر إلى أبسط مقومات العقل والمنطق، والذين يريدون ذلك إنما يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره. لقد ظل قطاع الشرطة متماسكا رغم كل المحاولات التي قيم بها لإفشاله حضوريا بوطنيته، وقائما بذاته وبكوادره أصحاب الشهادات العالية والهامات المرتفعة والتجربة المتمكنة، الشيء الذي قزم ولد عبد العزيز وجعل تدميره في تدبيره، ورد كيده إلى نحره.. وصارت كلمته صيحة في واد ونفخة في رماد، والكلاب تنبح والقافلة تسير..

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016