الصراعات القبلية تخيب آمال المعارضة المقاطعة

عند ما قررت منسقيه المعارضة مقاطعة الانتخابات ورسمت ذلك كهدف أول ليحل بـــــذلك محل مطلب الرحيل كانت تريد بتلك الخطوة أن تكون نسبة العازفين عن التصويت مرتفعة بحيث تظهر للرأي العام مدى ضعف النظام القائم وأنها على حق حينما طالبت برحيله عن السلطة وترك الشعب الموريتاني يختار من يقوده بكل حرية وديمقراطية غير أن الريـاح جرت بما لا تشتهيه سفينة المعارضة فقد وجد النظام العصا السحرية التي يمكنه بها كســـر إرادة المعارضة دون عناء و تمثلت تلك العصا السحرية في الصراعات القبلية. لقد لجــــــأ النظام عامدا إلى إغضاب الكثيرين من ذوي الوزن القبلي وحدثت عاصفة ما سمــــــــــــــي بالمغاضبين التي كادت أن تعصف بالحزب الحاكم – لولا تدخل الوزراء و حتى رأس الدولة، حسب البعض - و أخذ كل مغاضب يبحث عن واجهة ينازل منها حزب النظام حتى يظهر لصاحب السلطة أنه كان الأجدر بالاختيار من غيره وبما أن الترشحات المستقلة لم يعد مسموح بها فقد وجدت أحزاب مغمورة طريقها إلى الشهـــــرة بتلقفها ترشحات أولئك المغاضبين. إن المتتبع للحملة الانتخابية يدرك بما لا يدع مجالا للشك بأن هذه الأحزاب لم تكن ســـــــوى عنوانين - فرضت على أصحابها- ما يكتب تحتها لا يمت للحزب بصلة و إلا فكيف يعقل أن يكون الشخص منتسبا لحزب له مرشح و يصوت لآخر غير مرشح الحزب المنتمي إليه ؟ لقد كانت هذه الأحزاب مجرد واجهة لقبائل أرادت من خلالها إبراز قوة وجودها على الساحة المحلية حبا في الظهور أو لحاجة في نفس المترشح. لقد شكل شراء الذمم – و هي سنة سيئة قديمة حديثة – و إثارة النعرات القبلية سبيلا إلى الرفع بصفة لافتة للانتباه من نسبـــــــة المشاركة و التي تجاوزت إلى حد كبير ما كان منتظرا من طرف النظام خصوصــــــــــا في المناطق الداخلية من البلاد التي لا تزال القبيلة متحكمة فيها إلى حد بعيد مما جعل المعارضة المقاطعة تصاب بخيبة أمل و جعل النظام يتباهى بنصر يعتقد أنه حققه و لو بديمقراطية مشبوهة، فمن جهة خيب آمال المعارضة و من جهة أخرى حافظ على ولاء الكل من باقين في الحزب الحاكم و مغاضبين لسيادة الرئيس! فرب ضارة نافعة

» آخر التعليقات

» قناة كيفة انفو

» الظوال

» أسعار الحيوان

الإبل

البقر

الغنم

» منبر كيفة

» أعلام