تحية طيبة للأخ الفاضل صديقي وزميلي ورفيق الدرب أيام الغربة والدراسة، الأستاذ سعد بوه، كان بودي أن أعلق على مقالكم بمقال يليق بمقامكم، لكن نتيجة لبعض الظروف الذاتية والموضوعية سأكتفي ببعض النقاط في هذا التعليق المتواضع.

كان بودي أن تبدأ باستهجان واستنكار تصريحات السيد الوزير الذي يبدو أنه يعاني من سوء التعبير وسقم التفكير، وأنا متأكد أن الحاضرين قد استهجنوا هذه التصريحات، لا أتفق مع الإخوة إن كان ردهم والطريقة التي طالبوا بها الوزير أن يعتذر، كما ذكرت، كان بودي أن لا يكترثوا بمثل هذه السخافات من شخص فاشل مهنيا ومراهق سياسيا.

كلامه عن إرهاب الإصلاحيين في كيفة أعتقد أنه يحتاج منه أن يقيم عليه الدليل ويدعمه بالبرهان، لأن السكان في كيفة أوقات الشدة والمحن لا يعرفون إلا أهل تواصل بينما كان حزب الشعب أو الحزب الجمهوري أو حزب عادل أو حزب الاتحاد من اجل الجمهورية مقراته مهجورة وقياداته في كيفة متناحرة ومتمايزة ومتباينة لا تتفق إلا على الاختلاف.

أما تحذير الوزير من الإخوان الذين حذر من أن يدسوا هذا يدل على أن وزيرنا في منتهى الأمية السياسية ولا يعرف شيئا حتى عن الحزب الذي يروج له ولا عن قياداته أليست قيادة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية كلها من الإخوان ألا يعرف وزيرنا ومهندسنا الفاشل العاجز عن إنجاز طريق الطينطان كيفة أن رئيس حزبه محمد محمود ولد محمد الأمين إسلامي الطابع والهوى، إخواني المنحى والذهنية.

ألم يعلم وزيرنا أن عمر ولد معطى الل اكتسب إيمانه العميق وتكوينه الدقيق من تربية وحاضنة حركة الإخوان.

أخي وصديقي.. أعرفك منصفا وصريحا وكنت إلى مبادئ ومنطلقات التواصليين أقرب بحكم تربيتك وتكوينك وكلما تكتبه عن تواصل أنا أعتبره من باب ممارسة النقد الذاتي، هل يعتمد التواصليون في كيفة على الديماغوجية والدعاية والتزلف والنفاق والقبلية والمحسوبية والموسمية كما يفعل الآن حزب الوزير.

أليس التواصليون من الشعب في كيفة والشعب منهم، مع السكان في السراء والضراء حسب إمكانياتهم رغم قلتها ومضايقتهم من الإدارة المتواطئة مع بارونات الفساد ومصاصي الديماء، لم يمر أسبوع وإلا لتواصل فيه بصمات إما مناسبة عمل خيري يستفيد منها الفقراء والمحتاجون في كيفة أو، أمسية ثقافية أو قافلة دعوية، من رسم البسمة على شفاه آلا ف اليتامى في كيفة؟ من حفر مئات الآبار ومن بينهم بئر اكفاف الذي حاول أحد رموز القبلية السياسية توقيفه وحرمان المواطن المنكوب في هذه القرية أن تبتل عروقه، من شيد مئات المساجد. من نظم القوافل الطبية لمواساة المرضى في الأرياف؟ من استقطب التمويل لمصلحة طب النساء ،من يرسم الفرحة يوم العيد في كيفة من قسم آلاف الأعياد ومن نحر مئات الأبقار لأهل كيفة؟ من بنى مئات الحنفيات ومن وفر ووزع المياه أيام شدة الحر في كيفة ؟

إذن العبرة عند أهل تواصل في كيفة بالأفعال والتطبيق لا بالأقوال والتصفيق.

فيما يخص عدم التثبت والتبين، أعتقد أنه يكفي من اليقين أن الخبر نشرته وكالة كيفة على ذمتها ومصداقية هذه الوكالة عند سكان مقاطعة كيفة محل إجماع، والوزير لم ينف وبدلا من تلطيف الجو وتهدئة الأمور والاعتذار، تأبط السلاح في مظهر يوحي بأن الوزير مستعد لارتكاب مجزرة، ربما يعاني من هوس هستيري يحتاج لمراجعة "طب جاه" يجب على الحكومة التي ينتمي لها والحزب الذي يعتمد على دعايته أن ينتبها إلى ذلك قبل أن يرتكب حماقة.

أعتقد أن فشله في مقاطعة جيكن في حبك مسرحية ضعيفة التمثل والإخراج لاستقبال رئيس الجمهورية، حيث اطلع رئيس الجمهورية على حقيقة الوضع المأساوي الذي يعيشه سكان مقاطعة جكن، الذين رفضوا أن تنطلي عليهم المساحيق والرتوش التي يطلي بها سماسرة الفساد وجوههم القبيحة، فاستقبلوا الرئيس بالاحتجاجات ففشلت المسرحية التي كان وزيرنا سيكون بطلا لها، فكان لذلك مضاعفات كبيرة على وضعه النفسي.

أما الشرطة مواجهتها ليست هدفا ولا غاية ولا مسألة مبدأ، الشرطة يحسن بها أن تكون في خدمة الشعب همها حماية الشعب وليس حراسة أصحاب النفوذ، وإذا قدر الله مواجهتها والتصدي لها، أعتقد أن أبناء تواصل لديهم من الشجاعة والتلقائية والخبرة والقدرة على التضحية أكثر من غيرهم، نرجوا من الله أن تظل البلاد في هدوء وسكينة واستقرار وأمن وأمان. إذا انسحبت المنسقية أو أية جماعة من اعتصام ما، يحسن بنا أن نقدرهم لأنهم منحونا السكينة والاستقرار النفسي وجنبونا الفوضى لا أن نصفهم بالجبن ونتحدث عنهم بتهكم واستهتار أو نستفزهم، لو افترضنا أن المنسقية أو حزب تواصل اعتصم وامتنع من فض اعتصامه هل ستتصور المحنة التي سيقع فيها المواطن المسكين.

الداهية محمد فال المختار

المملكة المغربية