الصفحة الأساسية > الأخبار > انقلاب في موريتانيا/ بقلم محمد غالي ولد الصغير

انقلاب في موريتانيا/ بقلم محمد غالي ولد الصغير

الأحد 7 تموز (يوليو) 2013  08:14

من كثرة تكرار خطاب السيسي في إذاعة موريتانيا، خيل للعامة بجنبي أن الانقلاب وقع في بلادنا ، فأمطروني بوابل من الأسئلة : من هو سيسي؟ ، وما هي قبيلته؟ ، وأين جهته ؟ وهل محمد عبد العزيز على قيد الحياة ؟ا.

فكان هذا تنبيها لطيفا لي في البحث عن وجه الشبه بين شنقيط وأرض الكنانة في هذه الأيام . لقد التهب الشارع الموريتاني ومشاعره وبيوته ومنابره بسبب طغيان الدولة البوليسية في عهد معاوية واستبدادها حتى انفجرت فرسان التغيير أولا وثانيا بطانته التي تداركت مصالحها الخاصة فنبذت به إلى الحضيض، فقادت مرحلة انتقالية تمخضت عن نجاح مرشحهم المدني، إلا أن سحر الساحر انقلب عليهم حيث كشفت الأيام على أنه غير طيع لهم ، ولا لين للعسكر ، فعزلوه . وهذا هو ما حدث تقريبا في أرض الكنانة اليوم بثورة شعب مبارك وبهدير ميادينه وفورة بركانه وقذف حممه على نظام مبارك وزمرته، حتى مدت زمام الموكب مكرهة للمدنيين بعد عراك طويل ومخاض عسير، وسحق شفيق الذي تترسوا خلفه ، ومنذ ذلك اليوم وهم يشيطنون نظامه ، فيحرضون عليه ،ويجيشون الداخل والخارج على حكمه حتى أحدثوا (ثورة الغوغائيين) ، كما تقول واشنطن بوست فعزلوه .

وأغرب من هذا لمن يتابع الأحداث وجود زعيم المعارضة الموريتاني الذي هلل لانقلاب العسكر على سيدي وهو رئيس شرعي منتخب ويصف انقلابهم آنذاك بحركة تصحيحية، نراه الآن كأنه حاضر في شخص البرادعي الذي كأنه حاكاه فصفق وهرول خلف العسكر ووصف انقلابهم بالثورة العارمة ، وأعجب من هذا تدثرالعسكر بالسلطة الدينية ، فالكنيسة في مصر لا تثريب عليها فحق لها أن تقول يا السيسي ألبستك ثوب محبتي وكسوتك تاج ملكي حين جاريت هوانا ولجمت جموح الملايين ، أما مفتي الأزهر الذي امتطى قاعدة ارتكاب أخف الضررين ، فكمن يصوم رمضان من أئمتنا ويفطر على ما يخدشه من مشروع إفطار الصائم الذي أؤتمن على توزيعه بين الصائمين فاستحوذ عليه وخان أمانته بذريعة الضرورات تبيح المحظورات .

فهذا يلوي نصوص الفقه شهوة لبطنه ، وذاك يلويها لذة في شهرة منصبه ، فأي هؤلاء يا ترى يؤتمن على هموم أمة اا .

ومن سنن الأقدار تشابه مكامن قوى الاستبداد .

فالسيسي يملك في مصر المال الفاسد والأقباط والفلول وعزيز له فينا المفسدين من الأنظمة البائدة وشيوخ القبائل والمال العام بالإضافة إلى حربة المؤسسة العسكرية لدى الطرفين . هؤلاء الرموز المدنية والعمائم الدينية التقفهم العسكر آلة تجميل لغصب الشرعية في كلا البلدين .

لقد اثبتت الأيام أن العسكر في عالمنا العربي لا يجلب على أمته إلا الهزائم والويلات وأن نخبنا المدنية غالبا ما هي إلا وجه آخر من وجوه العسكر القبيح ، فهما بمنزلة أركان التشبيه البليغ والمشبه يقوى قوة المشبه به تارة .

1 مشاركة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016