الصفحة الأساسية > آراء حرة > الدولة تضرب العبيد لقهرهم على العمل لأسيادهم

الدولة تضرب العبيد لقهرهم على العمل لأسيادهم

الثلاثاء 23 نيسان (أبريل) 2013  06:35

ابراهيم ولد اعبيد

لا تشتري العبد إلا والعصى معه إن العبيد لأنجاس مناكيد كان دائما العبيد يضربون و ينكل بهم عندما يضيعون جزءا من أموال الاسياد أو عندما يرفضون اداء الاعمال التي يسخهم لها هؤلاء ..و كان دائما العبد القوي هو من يتولى تهذيب العبد الآبق. فالسيد ينتهج دوما سياسة "فرق تسد" فيفاضل بين العبيد و يضع حاجزا بينهم . حيث يحظى المفضل ببعض الامور الشكلية مثل الجلوس على الفراش وتجاذب اطراف الحديث مع السيد ..حديث كثيرا ما يكون حول العبيد "ارويخين" الذين لا أعراض لهم في الاصل و لا يستحقون الإحترام بل إن النيل من "شرفهم" يجلب ود الاسياد بل هو الطريق إلى التفضيل و "التقدير" ...و يستغَل المفضَّلُ ضد الآبق ليتولى ضربه و تعزيره إذا هو هرب او هي رفضت الرضوخ للمطالب حتى و إن كانت معصية الله ..! اليوم تطورت الامور و كبرت الصورة و اصبح الاسياد مجتمعين في جسم "دولة " و العبيد المفضلين "وزراء" للداخلية والتجارة و العدل و مدراء لأهم المؤسسات الإعلامية الأكثر إقصاء و سفراء في جنيف وواشنطون (قديما) و رؤساء منظمات "حقوقية" ونقابات و أحزاب سياسية ترفع شعار الوئام.. و أصبح العبيد "الآبقين" يفضلون الموت جوعا عند باب الميناء على الرضوخ للخزي و العار الذي يفرض عليهم فارس التغييرالذي استغل دبابة لقتل المواطنين قبل أن يصبح مصاص لدماء العبيد يشتري القصور الواحد تلو الآخر و يتلذذ بشقاء لحراطين الكادحين ..و تتنقل زوجته بين العواصم الخليجية حاملة عرق أكتاف الحمالة عملة صعبة لشراء التجارة الراقية ! إن ما يحدث هذه الايام في ميناء الإسترقاق و مص الدماء يندى له الجبين. مجموعة من الحمالة البسطاء يطالبون "دولة القانون " و "رئيس الفقراء" بزيادة تسعرة الحمل حتى يجدون ما يسد رمق أسرهم في الكبة و الترحيل و آدوابة فلا يجدون سوى العصي و مسيلات الدموع ! لا يجدون آذانا صاغية و لا حتى أعينا ناظرة. فيقررون اعتصاما سلميا حضاريا من أجل حمل مشغليهم على الجلوس معهم على طاولة المفاوضات و الإستماع لمطالبهم و إقناعهم بعدم واقعيتها أو عدم قدرتهم على الإستجابة لها و لو إلى حين .. أن نجتمع ولو مرة واحدة .. فتتحقق الوحدة الوطنية حول طاولة المفاوضات لمدة ساعة زمانية فقط ..تلك الوحدة الوطنية الطوباوية التي يتغنى بها الجميع ..وحدة الحمار و راكب الحمار .. ماذا حدث ؟ حاولت بعض النقابات المرتشية التدخل لإقناع المعتصمين بالعمل و التراجع إذا عن مطالبهم التي يرفضها التجار الاقوياء الاصحاء الذين لا حول لأحد ولا قوة على قهرهم على الرضوخ لمطالب الأنجاس المناكيد ..لقد حرك التجار نقاباتهم "بالوكالة" لكن الكذب نفد فلم يجد هؤلاء أي كذبة يقبلها الحمالة الذين ملوا التدليس منذ عشرات السنين أُرسل محمد ولد ابراهيم و محمد ولد امبارك ولد بركه(حقوقيين لا يملون السفر و النباح و الصهيل و العويل من أجل إعلاء كلمة الباطل في جنيف و قصر المؤامرات و اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان و المكاتب الحكومية ) قدِم هؤلاء بإيعاز من أولياء نقمتهم علهم يبيعون مجموعة من العبيد فرجعوا فخفي حنين ! لما لم يفلح أي من هذه الحيل و النحل المعهودة تدخلت الدولة لطلب من محمد ولد شيخنا و تحريض منه ! و أرسلت قوات مدججة بالسلاح ومسيلات الدموع و الهروات و العصي و طفقت يضرب العبيد بدون شفقة ولا رحمة . لا لانهم سرقوا الاموال العمومية ! و لا لانهم طالبوا بتحقيق في مداخيل البترول و الذهب و النحاس و السمك و الفوسفات ..! و لا لانهم يخططون للإطاحة بمجمد ولد شيخنا على ظهر دبابة ! و لالانهم كذبوا على الشعب و احتقروه و رحلوه ودمروه ! و لا لانهم تقاسموا خيرات الوطن و كذبوا على المواطن و طحنوه ! و لا لانهم قتلوا الزنوج في إينال و العزلات و بير ام اكرين و سوريمالي ..! و لا لانهم استعبدوا سعيد ويرك و امبيرك فال و يمه و السالمه و السه ولد مس ! ولا لانهم أطلقوا سراح بنت اكريفي و محمد سالم ولد محمدو و ملاي ولد بهدل حين أدانهم القضاء بممارسة جرم ضد الإنسانية..لا لشيء من هذا بل فقط لأنهم رفضوا العمل! فهل مازال العمل قسرا و إهانة من نصيب العبيد والحيوان ـ كما قال آرسطوـ ! و منذ متى أصبح الإمتناع عنه جريمة يضرب صاحبها ! ألم يقل لنا كل المتقولين في هذه"الدولة" إن الإسترقاق ولى إلى غير رجعة ؟ أم هل أنه اليوم أصبح حقا للدولة ؟ مثلما أن لها الحق وحدها في استخدام العنف ؟و لها الحق في قهر الناس على العمل بالمقابل الذي تختار هي .. ولها الحق في ان تعطي للتجار أموال الدولة و أراضي الدولة و أكتاف الرجال ؟ رجال لا يملكون حق اختيار الراحة و الجوع و البطالة بدل العمل ألدنيء، أي منطق هذا ؟ أي منطق يجعل دولة تفضل الاجانب على ألمواطنين؟ دولة تفضل مصالح حفنة من رجال الاعمال على الآلاف من المواطنين البسطاء الاوفياء ... يا ل العجب ! لقد كان رجال الاعمال يراهنون على ضعف هؤلاء الحمالة المادي و عدم قدرتهم على الصمود اكثر من يومين ولكنهم فهموا أنهم واهمون ..فهؤلاء عبيد تعودوا الجوع و المرض و الحرمان ! بل إن السلاح القاتل لهم هو فقط تلبية مطالبهم ! أيها العبيد ، في ميناء الصداقة هذه هي الدولة ... و هؤلاء أنتم لكم الحق كل الحق في الضغط السلمي من أجل تحقيق مطالبكم المشروعة لكن لا تقبلوا بأي حال من الاحوال الانزلاق إلى الإنتقام ..فعليكم بالصمود... فليس لنا وطن سوى هذا الوطن و ليس لنا مفر منه إلا إليه ..فالحذر الحذر على بيتنا الوحيد و مأوانا التليد .. فقد يخسر الإنسان معركة لكن لا يعني ذلك أنه خسر الحرب ... قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016