الصفحة الأساسية > آراء حرة > رسالة من حمال

رسالة من حمال

الثلاثاء 23 نيسان (أبريل) 2013  03:14

بقلم المعلوم أوبك

أنا حمال وابن حمال وخريج مدرسة الحمالين, يؤلمني ما يتعرض له كل مواطن موريتاني من ظلم, وتكون الآلام أكثر وأكثر حينما تقاد عملية عسكرية بقيادة جنرال ضد مواطنين مضطهدين كلما يطالبون به ليس انفصال إقليم أو الدعوة للفوضى, بل المطالبة بحقوق مشروعة تتعلق بتحسين ظروفهم.

إن تظاهرة الحمالة رسالة ينبغي أن يفهمها الكل , فلظلم والتسلط قل ولى و إلى غير رجعة , ومن غير المنطقي والمستساغ أن تسلط سيوط القهر على مواطنين يكتوون في كل حين ولحظة بتعجرف المتعجرفين من الرأسماليين الجشعين الذي لا يهمهم سوى الغنى وبأي سبيل ولو كان يقابله بؤس وتوجع المتوجعين من الحمالين الذي يعيشون ظروفا في غاية الصعوبة فلا استفادة تذكر من الحماية الاجتماعية ولا بيئة تتوفر فيها ظروف السلامة , تسلب المبالغ من أجورهم الزهيدة بدون وجه شرعي , يستخدمون خارج الأطر القانونية في ظل مكتب استعباد الحمالة .

كل الأحزاب والهيئات العمالية والمدنية مطالبة في ظل القمع الأمني ضد الحمالين أن تنقل مستوى تضامنها من مجرد بيانات خاوية من أي معنى سوى تلك الكلمات الرنانة التي طالما طالعتنا بها في بياناتها الاحتجاجية من قبيل ( نتضامن , نرفض , ندين , نطالب والقائمة تطول ) لمستوى يعبر عن تبني القضية كقضية فما من مبرر للقبول باستمرار إقطاعية ميناء انواكشوط المستقل , الكل من شتى مشارب المستويات عليه أن يعكس بقوة تبنيه للقضية , , فما يجري للحمالة قضية مجتمعية , والسكوت عنها لا يقل جرما عن الصمت المطبق حيال الجرائم التي تجري وتجري بشكل متكرر سواء من قتل للأطفال العزل أو ماشابهها .

فلنكن كلنا " الحمالة " , ومن اجل الحمالة , ووراء الحمالة , ونقف معهم ونشاركهم محنتهم , فالأحداث اليوم تؤكد أن الإعراب عن التضامن لا يكفي , بل مطالبين بالاستعداد للعمل ميدانيا مع الحمالة والذود عنهم والوقوف مع مطالبهم .

فما يريده الحمالة في هذا الوقت العصيب من مسيرتهم النضالية ليست بيانات ورقية ولا اتهامات توزع جزافيا بوقوف هيئات خارجية بل انصهار في النضال السلمي حتى استرداد الحقوق فلا أن لا يحصد الحمالة من عرقهم سوى ازدياد نطاق الجوع والمرض والبؤس , فيما يزداد الرأسماليين الجشعين غنى مع غنى .

إن جروح الحمالة ونار الاضطهاد التي دفعتهم للاحتجاج على وضعهم البائس الذي يعيشون فيه والتعامي المستمر من طرف السلطات لحل قضيتهم وتركهم فريسة يلتهمها جشع التجار اللاأخلاقيين كلها عوامل كفيلة إن لم نتدارك الموقف بتجاوز القضية حدود السيطرة وأخذها أكثر من بعد .

فصدقوني وأقولها باسم كل أبناء الحمالين لن نظل نتفرج على ما يعامل به آبائنا وإخوتنا ومعيلونا إثر مطالبتهم بحقوقهم المشروعة .

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016