ترأس وزير التجارة والصناعة التقليدية والسياحة بمب ولد درمان صباح اليوم بمدينة كيفه حفلا لتدشين دار تسمى "فضاء الصناعة التقليدية" تم تشييدها بتمويل من المملكة الإسبانية وكان ذلك بحضور الممثلة المقيمة ل PNUD بموريتانيا ووالي لعصابه وعدد كبير من الفاعلين و المسؤولين الجهويين مدنيين وعسكريين .

وقد ألقى الوزير خطابا استعرض فيه أهمية هذه الدار مبرزا ما للصناعة التقليدية من أهمية اقتصادية في ماضي وحاضر هذه البلاد ، واصفا المبنى بأنه سيكون نقطة إنتاج وعرض وتسويق واستقطاب سياحي قبل أن يقوم الوفد بجولة في معرض للصناعة التقليدية "نظم" على عجل بالمناسبة.

اللافت في هذا كله هو مقاطعة الصناع التقليديين بالمدينة للحدث إذا استثنينا اتحاديتهم التي أصبحت جزء من "المخزن" ؛ ذلك أن هؤلاء الصناع قد حذروا في البداية من بناء الدار في مكان قفر لا يمكن أن يكون منطلقا لأي إنتاج كما يرى كثيرون منهم أن مشكلة الصناعة التقليدية ليست في حصولها على غرف؛ وإنما تمكينها من الدعم المالي لتوسيع النشاط وزيادة الإنتاج وذلك عبر قروض وتمويلات وطرق للتسويق وإجراء إحصاء لمعرفة منهم الصناع التقليديين، وحتى الذين حضروا من الصناع أبدوا الكثيرمن الإنتقاد والإمتعاض اتجاه ما حصل . وكالة كيفه للأنباء قابلت بعضهم وقد أجمعوا على أهمية الدار ولكنها لن تسهم في حل

مشاكل الصناع على حد قولهم :

لمرابط ولد باب :

هذه دار مهمة لو سلمت لأصحاب المهنة لكني اعتقد أن كنه التحديات التي تواجهنا لم يمس ومادام هنالك خلط بين التعاونيات و حرفيي الصناعة التقليدية الذين توارثوا المهنة أبا عن جدا فإن الحقيقة ستظل غائبة والجهود ستبقى ضائعة.

ديدي ولد سالم :

الصناع التقليدين قاطعوا هذا الحفل فقد علقوا على السلطات العمومية آمالا أعلى من هذا بكثير ، كنا نظن أنه مشروع متكامل من حيث الأثاث والتجهيزات والدعم المالي وقد تفاجأنا بدار ضيقة تتحكم فيها جهات لا علاقة لها بالصناعة التقليدية.

وكالة كيفه للأنباء أيضا قابلت الوزير درمان وقد سألناه حول النواقص الكبيرة التي ظهرت خلال التدشين ،حيث توجد غرف قليلة تفصل بينها دهاليز وممرات غير مظللة وافتقار البناية للماء والكهرباء وللأثاث والتجهيزات وكذلك دواعي مقاطعة الصناع للمناسبة وقد أجاب بشكل مقتضب قائلا :

لا ينبغي فقط أن ننظر إلى الجانب السلبي للمشروع ونقفل إيجابياته الكثيرة ، لقد تم بناء الدار وهناك أسباب للتعجيل بتدشينها تعني الشركاء أما بالنسبة للنواقص التي تحدثتم عنها فالمشروع يتواصل وهذه بداية عطائه وسوف يكون كل شيء على ما يرام في المستقبل القريب .

لا شك أن كل بيت يبنى في أي ركن من هذا الوطن الضائع له فائدة ،غير أن حاجة هذه الولاية إلى مرافق تنموية حقيقية تلامس حياة الناس وتحسن من معاشهم هي مسالة حيوية تفوق بكثير ما شاهدناه اليوم . و لو أخذت مشاكل الصناع التقليديين مأخذ الجد و تم الاستماع إلى آرائهم ولبيت مطالبهم لكان آخرها هذه الدار ولكنا أمام تدشين أكثر جدوائية وليس عند استعراض إعلامي حول شقة منعزلة لن توفر للدولة الموريتانية ما صرفته في سفر الوزير ووفده الكبير.