Le rénovateur: هل موريتانيا دولة مخدرات؟

توصف موريتانيا بأنها بلد مخدرات. الأمر ليس جديد. لكنه بعد أن تكثفت الهجمات الإرهابية فى الساحل وخطف الرهائن وهبوط طائرات محملة بالمخدرات فى عمق الصحراء لتتعزز الصورة لبلد مختطف من قبل عصابات مخدرات بما في ذلك مفاوضون يضخون الكوكايين ويتاجرون فى الأسلحة وكذلك عصابات مضادة تعمل فى مجال تهريب السجائر واكتتاب الأطفال لمصلحة جماعات استغلال البشر والقائمة تطول وستظهر بكاملها يوما ما. هذه النشاطات العابرة للحدود أصبحت موريتانيا فى قلبها، ولذلك فقد تكثفت المبادلات على هذا الصعيد بشكل مدهش، وأصبحت عاملا مخفيا فى كل النشاطات الاقتصادية من صناعة وتجارة وخدمات. وللذين يعرفون نواكشوط والمدن الموريتانية الأخرى يدركون بجلاء أن الأمور فيها تغيرت بشكل جذري. من حياة بسيطة خشنة تحولت الأمور بسرعة إلى حياة باذخة فرضها رجال الأعمال الجدد الذين يعملون فى كافة النشاطات الاقتصادية والاجتماعية. هذه الوضعية غيرت بشكل جذري صورة البلد من بلد قليل السكان فقير إلى حالة من الفوضى جاء بها عدد من الرجال الذين أثروا بشكل غير مشروع من أموال غير نظيفة والذين تربطهم صلات باللوبيات القوية العسكرية والسياسية. فى ظل مهزلة المخدرات هذه لا بد أن كل المسئولين سوف يطالهم الشك بشكل مباشر أو غير مباشر. دون أن نعمم، يمكن أن نقول إن الأصول المافيوية لبعض الثروات هي السر المكشوف وراء إلقاء ظلال من الشك على عدد كبير من الشركات الخاصة فى البلد والبنوك والمصانع. فكل هذه الثروات المتراكمة بمختلف أصنافها ليست وليد عمل وجهد حقيقي من أصحابها. فكيف أمكن لموريتانيا خلال سنوات قليلة أن تحقق هذه القفزة الهائلة فى حياة طبقتها المتوسطة التى لا تعد سوى مئات. لقد غدت طباعة أوراق البكنوت تعرف تسارعا كبيرا منذ عهد ولد الطايع كنتيجة للتضخم الذى يتسبب فيه التزوير.

Le rénovateur N° 1479

ترجمة الصحراء