الصفحة الأساسية > الأخبار > بنت المختار: رسالة إلى الرأي العام الوطني

بنت المختار: رسالة إلى الرأي العام الوطني

الجمعة 22 شباط (فبراير) 2013  15:33

تتعرض منظمة النساء معيلات الأسر هذه الأيام ورئيستها بشكل خاص لحملة لم يسبق لها مثيل من التكفير والتفسيق والتخوين من طرف أولئك الذين تعودوا أن يجعلوا من الإسلام واجهة يرفعونها في وجه كل من يخالفهم في الرؤية ممن يريدون تشويه سمعتها زاعمين أنه يخالف تعاليم الإسلام وأنه كافر وشعارا يستخدمونه لتحقيق أغراضهم الشخصية ومآربهم الانتخابية التي لا صلة لها بتعاليم الإسلام السمحة.

وذلك بحجة أن منظمتنا أصدرت مع مجموعة من المنظمات الحقوقية والوطنية بيانا يتعلق بالوضع الحالي في جمهورية مالي.

ولأن هؤلاء المتأسلمون سياسيا لا يسمعون إلا منطقهم ولا يفهمون إلا فكرهم فمن يوم اشتعال فتنتهم والعلماء يردون عليهم بالنصوص الشرعية وهم يجادلون بفكرهم وهم أساتذة الجدل وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : ْ ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل "أخرجه : الترمذي عن ابن أمامة" . ثم تلى قوله تعلى : ( ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون) "الزخرف : 58" .

أقول لذلك فإن هذا التوضيح ليس موجها لهم وإنما هو موجه إلى الرأي العام الوطني الذي عرفنا مدافعين عن المظلومين أينما كانوا وأيا ما كان لونهم أو جنسهم أو اتجاههم الفكري.

فلهذا الرأي الذي يهمنا أن يدرك الحقيقة من غير تشويه ولا تحريف نقول : أولا : إن البيان الذي وقعناه موجه للداخل المالي وليس موجها إطلاقا إلى الشعب الموريتاني ومعلوم أن الماليين أغلبهم من الزنوج الذين لهم ثقافتهم الإفريقية وتراثهم الفولكلوري الشعبي الذي يعتزون به. ومحاولة فرض أي لغة أو ثقافة عليهم لا يريدونها اعتداء على حقوقهم الثقافية.

ومن هنا فإننا كمنظمة حقوقية لا يسعنا إلا استنكار هذا العمل بوصفه اعتداء على حق من حقوق الإنسان الأساسية.

ومن هنا ـ أيضا ـ جاءت الدعوة التي وجهناها لهم للتمسك بثقافتهم الإفريقية وموسيقاهم الشعبية وزيهم الوطني لأننا نرى أن لهم الحق في أن يحافظوا على هويتهم.

ثانيا : إن من يزعمون أننا دعونا إليه من السفور والفسوق إنما هو تشويه منهم للبيان وفهم له حسب أهوائهم كما هو دأبهم دائما مع نصوص الشرع التي حرفوها عن مواضعها ليخدموا بها أفكارهم.

أما نحن فلم ندع للتبرج والسفور وإنما أردنا أن نقول إن هناك النقاب الذي يغطي وجه المرأة ويديها وهناك الحجاب الذي يغطي ما سوى الوجه واليدين والكلام الذي قلنا قصدنا به النقاب الذي يغطي كل جسم المرأة لا الحجاب. ومعلوم أن المذهب المالكي الذي يتمسك به سكان غرب إفريقيا جميعا يرى ومعه جل علماء الأمة الإسلامية أن تغطية الوجه واليدين غير مطلوبة شرعا من المرأة ، ولذلك نهي عنه في الحج.

ثالثا : قالوا إننا نؤيد فرنسا الكافرة في حربها على المسلمين ! ! ! ونسوا أنهم هم الذين فرحوا واستبشروا بغزو حلف الناتو بقيادة فرنسا برئاسة ساركوزي ذي الأصل اليهودي لليبيا المسلمة شعبا وقيادة ، وأنهم هم وحلفاؤهم كلما تأخر قصف طائرات هذا الحلف لأطفال ليبيا المسلمين ونسائها المسلمات اتهموه بالتخاذل والتقاعس.

وأنهم هم الذين يتظاهرون الآن لمطالبة الغرب الكافر بضرب سوريا المسلمة هذه هي نفس ازدواجية المعايير وهذا هو عين الكيل بمكيالين.

ولا يخفى على أحد أن الوضع في مالي يختلف بشكل جوهري عن الوضع في كل من ليبيا وسوريا فمالي دولة قائمة لها رئيس مسلم وحكومة مسلمة وهي التي طلبت التدخل الفرنسي بعد ثمانية أشهر من انتظار التدخل الافريقي، لتخليصها من المتمردين الذين يحتلون شمالها وأغلبهم ليسوا من مواطنيها.

رابعا : إن الذين يسمون أنفسهم اليوم بالجهاديين ليسوا إلا جماعة إرهابية لا تأبه لحرمة مسلم ولا مسلمة وقد جردوا الإسلام من يسره وسماحته واعتنقوا التشدد في كل شيء فالمباح عندهم معصية والرخصة جريمة وهكذا زعموا أن الدين لا يتمسك به إلا من ترك الحياة كلها واعتزل المجتمع البشري جميعهم، وخرج شاهرا سلاحه في وجه كل من هب ودب، أما غير ذلك فكافر يجب قتاله.

وهذا الفكر الذي هو أشبه بفكر المجانين هو الذي كفروا به كثيرا من المؤمنين واستباحوا به دماءهم وأموالهم وأعراضهم.

وهو الذي هاجموا به أراضينا الموريتانية واعتدوا به على جنودنا والمؤمنين فوق أرضنا، وهو الذي نستنكره نحن ولا نقبل به أن يفرض على الآخرين وهو الذي نقول أن أصحابه إمبرياليون والإمبريالية بصفة عامة هي ممارسة السيطرة على الآخر ومحاولة إخضاع سيادته للسيطرة.

أما الإمبريالية الثقافية فهي شكل من أشكال الاستعمار وتعني محاولة السيطرة بواسطة فرض ثقافة ولغة ولا شك أن هذا هو عين ما تقوم به جماعات السلفية الجهادية التي غزت شمال مالي ووصفها بهذا الوصف هو عين الصواب.

خامسا : لا يسعنا في منظمة النساء معيلات الأسر إلا أن نستغرب هذه الهجمة الموجهة ضدنا وحدنا من بين كافة الحقوقيين الذين وقعوا هذا البيان.

ونعرب عن عدم إيجادنا لتفسير لاستهداف رئيسة المنظمة وحدها.

اللهم إلا أن يكون ذلك داخلا ضمن تخلي أصحاب الهجوم عن كل ماله صلة بثقافة وتراث هذا الشعب الذي يحترم المرأة ويعلي من شأنها.

وكانت منظمة النساء معيلات الأسر من ضمن مجموعة من المنظمات الحقوقية قد أصدرت بيانا صحفيا دعت فيه الشعب المالي إلى التمسك بثقافته وتقاليده واستنكرت محاولة فرض الآخرين عليه ثقافة لا يريدها ولغة لا يقبلها، كما أعربت عن دعمها للجهود الهادفة إلى وحدة مالي وفرض سيطرتها على كامل ترابها تحت ظل دولة قانون ديمقراطية تسودها العدالة والمساواة بين مكوناتها الشعبية.

انواكشوط 22\02\2013

رابطة النساء معيلات الأسر

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016