الصفحة الأساسية > آراء حرة > لن يصلح التعليم قبل إنهاء حكم العسكر/ سيدي محمد ولد محمد محمود مدير مدرسة (...)

لن يصلح التعليم قبل إنهاء حكم العسكر/ سيدي محمد ولد محمد محمود مدير مدرسة بكيفه

الثلاثاء 19 شباط (فبراير) 2013  00:54

لا يزال التعليم في بلادنا يواصل رحلته الطويلة على سفينة الفشل التي نقلته من موانئ العصر الحديث إلى فيافي العصر الحجري منذ ما يسمونه إصلاح 1999 بسب إخفاقات أنظمة سياسية جلها مدنية في شكلها عسكرية في جوهرها لا تؤمن بالديمقراطية لم يعد النظام الحالي إلا امتدادا لها يتاجرون بالبلد وبمنظومته التربوية لا يريدون للتعليم الرقي بل يرون بان النخبة المتعلمة أعداء أبديون لهم إذ لم تفرق هذه الأنظمة بين الموقف السياسي المتغير مع النظام الحاكم ، والعملية التربوية التي يفترض فيها أن تكون ثابتة إلى حد ما حتى يتم الحكم على فشلها أو نجاحها.....

لقد عانى التعليم في بلدنا التدمير الممنهج ردحا من الزمن من طرف أنظمة همجية كتلك بواسطة مهندسين عباقرة أثبتوا جدارتهم في النفاق السياسي وكل أنواع المحاباة والتسويف في شكل حلقات عبثية يسمونها إصلاحات في الوقت الذي لا تتعدى عمليات جراحية خلالها يقيمون عمليات وصل وتوصيل للوزارات المعنية بالتربية والتعليم فما إن يجمعون التعليم في وزارة واحدة حتى يقوموا بفصله أشتاتا - لحاجة في نفس يعقوب سعيا لتعيين وزراء جدد ضاقت الحقائب الوزارية عن استيعابهم من جديد- في شكل محاولات فاشلة تمتهنها أدمغة خالية تقوم على الشأن العام في هذا البلد المسكين سبيلا لتبذير المال العام على أيدي سماسرة يربطون تطوير التعليم بشخصياتهم الأسفنجية.

ولا تعدو هذه الأيام التشاورية في "الأيام " السالفة إلا حقيقة يراد من خلالها باطل والتي غيب منها ذووا الضمائر الحرة تجتمع بها ثلة من المطبلين على مائدة معلبة مقدمة في قصر المؤتمرات لأذان صماء اعتادت التصفيق والتهليل لكل ما يقدمه أسيادهم إلا تجسيدا لتلك الحلقات التي لا تعدو كونها حفلات من نوع مهرجانات المدن التاريخية والندوات الصحفية في قنوات التلفزيون الرسمي التي تقام من أجل المبالغة في الثناء على النظام والقائمين عليه ثم يتم خلالها سرد إنجازاته العظيمة التي نقلت التعليم في بلدنا إلى مرتبة الدول الأدنى مستوى تعليما ، إنها طبعا محولات يائسة يقوم بها أشخاص لا يدفعهم الإحساس بالمسؤولية ولا الوطنية يريدون استأ صال مرض عضال من دون طبيب ووضع أمور في غير موضعها في عصر لا تتقدم فيه الأمم إلا بفضل المعلم والمعلم وحده ، كما سبق وأن جرب في البلدان التي شهدت نهضة علمية في مختلف المجالات ، فبدلا من أن نتعاقد مع خبراء و أطباء أجانب ألا يمكن أن نهتم بصانعيهما وهم المعلمون كما فعل غيرنا .

صحيح أن الاستفادة من الخبرات الأجنبية حل لمشكلة مؤقتة لا كنها ينبغي أن تكون ضمن استيراتيجية مستقبلية الهدف منها تكوين أدمغة وطنية في المجالات الغير متوفرة وهو الأمر الذي لايتم إلا بفضل التعليم والقائمين عليه ، وإلا فالعكس صحيح قد يراد من ورائها تدبير أمور آنية ومؤقتة لقضاء حاجة من هذا البلد ويعود صاحبها من حيث أتى .

واهية تلك الإصلاحات التي لا تأخذ بعين الاعتبار رأي المختصين من معلمين ومفتشين ميدانيين ولإتراعي ظروفهم المادية والمعنوية المزرية مالها لا محالة إلى الفشل كسابقاتها ما دام المعلم يفكر في مسكنه وملبسه و.....و..... أظن أنه لا أحد يتوقع منه شيئا لأنه رهين الفصل كالحاضر الغائب .

أين التحسينات التي تذكر في البرامج الانتخابية إنها مجرد ذر للرماد في العيون ولا تنفع سوى أن لا يموت المعلم المسكين كي لا نفقد حارس سجن الأطفال و أن لا يحيى ليطلع بحقوقه فيعكر صفو رخائنا في الفيلات والسيارات ذات الدفع الرباعي التي ننعم بهما .

وحتى لا أعكر صفو هؤلاء أود أن أتطفل بوجهة نظر من خارج المؤتمر الذي لم أحظ بحضوره لان وجهة نظري قد لا يرغب فيها أصلا وهي أن المواضيع المقدمة في الأيام التشاورية هاته في البداية قد تشمل في شكلها بعض المشاكل التي يعاني منها التعليم وبحضور جمع غفير إلا أنها جعجعة بلا طحين ستنفرد بها في نهاية المطاف طغمة خاصة من مهندسي الفبركة الإعلامية والسياسية ليحولوا نتائجها بواسطة مصافيهم البارعة حتى يعيدوا أمر التعليم إلى ما كان عليه أو أبعد من ذلك وفي الختام يقدمون توصيات يزعمون بأنها من نتائج الأيام التشاورية وبمشاركة الجميع ، عندها تتعهد الحكومة بتنفيذ ما أسفرت عنه تلك الأيام " كلما سنحت الفرصة " لكن ترى ماذا ستأتي به هذه التوصيات ؟ أنا أعتبر بان الأيام ستنتهي ويأتي اليوم الحق مادام الأمر في أيدي هؤلاء ويبقى التعليم في بلدنا يراوح مكانه حينها نتساءل كيف نتوقع ممن أفسد التعليم أن يصلحه ؟

بين هذا وذك وقبل ظهور توصيات المؤتمرين أود بإيجاز أن أنير الرأي العام بصورة عامة عن واقع التعليم في بلدنا باعتبار البعض قد لايكون مطلعا على خفاياه من خلال واقع المؤسسات التعليمية الغير مصنفة ، فهناك مدارس عمومية خاصة بأبناء الفقراء من هذا البلد يكتتب لها المدرسون من الشارع وهي التي يتم التحدث من القمة والقاعدة عن تدني المستويات بها وهذا طبيعي لأنه مقصود ولا سبيل لتغييره قبل تغيير من أقام هذا التفاوت .

تلك المدارس من الصعب عليك أن تجد بها أبناء الطبقة الارستقراطية ( المحظوظة) ، التي تحتكر ثروة البلد ( شيوخ القبائل – أبناء الموظفون الكبار قديما أو حديثا - أبناء التجار الأثرياء – أبناء الضباط – أبناء السماسرة السياسيين...) ، تلك الطبقة المتحكمة في ثروة هذا البلد لما لاحظت بأن التعليم الحر الذي افتتحه لنفسها أصبح ملاذا لكل من هب ودب قاموا بفتح مدارس يحتكرونها لأنفسهم لا أظن بأن تدني المستوى سيصل إليها وهي على سبيل المثال ( - الثانوية المتميزة – المدرسة العسكرية – المدارس الفرنسية – المدرسة التركية - المنح للخارج... ) .

و بصفة عامة فان التعليم في بلادنا يعاني من اختلالات بنيوية وهيكلية تتعلق بغياب أهداف واضحة للتعليم وما صاحبها من استيراد للمناهج المتلاحقة المتشعبة والخاوية في مضمونها التي يمليها المستعمر على أنظمة هو من أوجدها ويحميها وبالتالي فمصيرها مرتبط بتبعيته ولا سبيل للتخلي عنها مادام قرارها السياسي غير سيادي وبالتالي لا يتحمل المعلم مسؤولية فشلها لأنه لم يشرك إلا في تنفيذها من دون وسائل ، مع أن هذه المناهج ما هي إلا لحظة حتى يتم التخلي عنها قبل الحكم عليها ، فضلا عن تجاهل الوضعية المادية لمن يتم تطبيق هذه المناهج على عواتقهم إضافة إلى عوامل أخرى منها التأثيرات السياسية وما يصاحبها من نفوذ العشيرة والجهة التي تشجع التقري العشوائي الذي يبدد إمكانيات البلد مع غياب تام لوسائل العمل ونقص التاطير وضعف الرقابة والمتابعة والتقييم من طرف القائمين على العملية التربوية .

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016