الصفحة الأساسية > الأخبار > تفاصيل العلاقة المتأرجحة بين ولد بوعماتو و عزيز

تفاصيل العلاقة المتأرجحة بين ولد بوعماتو و عزيز

الأربعاء 16 كانون الثاني (يناير) 2013  07:00

علمت الأمل الجديد من مصادر خاصة أن الشركات المرتبطة برجل الاعمال المعروف محمد ولد بوعماتو قد تلقت خلال الايام الماضية اشعارات ضريبية بالمليارات، ويتعلق الأمر بصورة خاصة ببنك جي بي أم الذي تلقى اشعارا ضريبيا لتسديد مليار و600 مليون أوقية وشركة اسمنت BSA وشركة ماتال اللتين تلقيتا إشعارات ضريبية مماثلة ببمبالغ تقارب هذا المبلغ.

وحسب معلومات الأمل الجديد فإن هذه الشركات تلقت باستغراب هذه الاشعارات الضريبية نظرا لكونها حسب نفس المصادر لم تعامل الشركات الأخرى المماثلة لها نفس المعاملة، فمثلا لم تتلق إحدى أهم البنوك الوطنية الأخرى العاملة في المجال اشعارا ضريبيا بأكثر من 800 مليون اوقية، كما أن إحدى شركات الاسمنت الأخرى المعروفة بتفوقها على شركة اسمنت ولد بوعماتو تلقت إشعارا ضريبيا بمئات قليلة من الملايين، وكذلك تلقت إحدى أهم شركات الاتصال وأكثرها ربحية في البلاد اشعارا ضريبيا يقل بمئات الملايين عن الاشعار الذي تلقته شركة ماتال.

وحسب مصادرنا فإن الشركات المرتبطة بولد بوعماتو باشرت اجراءات الاعلان عن كون هذه الاشعارات مجحفة معتزمة اللجوء الى القضاء اذا لم تراجع ادارة الضرائب إشعاراتها بشأنها. ولا يريد المقربون من هذه الشركات ان يعطوا للمسألة بعدا سياسيا كما أنهم يتحاشون ربط هذه الاشعارات باسم محمد ولد بوعماتو أو بعلاقاته التي تشهد فتورا منذ فترة طويلة مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز.

ومن المعروف عن رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو كرمه اتجاه رجال السياسة والمجتمع في البلد، حيث انه كان ابرز الممولين للساسة الموريتانيين بمختلف اطيافهم خلال المرحلة الانتقالية 2005-2007، كما أنه كان أحد ابرز الداعمين للاعلام الحر في تلك الفترة، وبعد انقلاب ولد عبد العزيز 2008 على الرئيس المنتخب سيدي ولد الشيخ عبد الله دعمه ولد بوعماتو بنشاط واستغل كافة امكاناته المالية والاقتصادية والسياسية والديبلوماسية لانتزاع الاعتراف بولود عبد العزيز، ونجح في استقطاب مؤسستي الحكم في السينغال بفضل علاقاته المتميزة مع عبد الله واد ونجله كريم حيث كان عبد الله واد هو الوسيط الدولي للأزمة الموريتانية، وكذلك مع مؤسسة القرار في خلية الاليزي المعروفة بفرانس آفريك لاسيما روبير بورجي.

وعندما تم التوقيع على اتفاق داكار وجاءت الانتخابات كشف ولد بوعماتو ولأول مرة عن وجهه علنا في الحملة الانتخابية داعيا الى دعم ولد عبد العزيز وظهر الى جانبه في مهرجان عرفات الشهير كما ظهرت مؤسسته الخيرية في مجال طب العيون كل ذلك لحشد التأييد والتصويت لولد عبد العزيز ولم يبخل ولد بوعماتو على حملة عزيز بالمال ولا على أفواج المجموعات والافراد الذين جعلوا منه سلما لدعم عزيز، حيث انفق كما تقول أوساط مرتبطة بالملف آنذاك حوالي 7 مليارات أوقية لضمان بقاء مرشحه في السلطة.

وبعد ان استتبت السلطة لولد عبد العزيز لم تدم فترة الصفا طويلا بين الرجلين مما جعل ولد بوعماتو يغادر الى المغرب إلى غير رجعة حتى اليوم.

ولم يبح ولد بوعماتو بسبب انتقاله الى المغرب ولا بسبب برودة العلاقة بين الرجلين غير ان اوساط خاصة افادت حينها بان اختيارات ولد عبد العزيز في مجال الاشخاص الذين يساعدونه في الحكم وتوجهه نحو اقتصاد الدولة ورؤيته الخاصة لما ينبغي ان يكون عليه عالم المال والاعمال في البلد واشرافه المباشر على مسار الصفقات الحكومية قد تكون باينت التصور الذي كان يتوخى منه ولد بوعماتو الذي يميل الى دولة ذات اقتصاد ليبرالي حر لا تتدخل في مجال الاعمال والصفقات، وظلت الأزمة تتفاقم طيلة السنتين الأخيرتين اللتين شهدتا انشاء موريتانيا لشركة طيران عمومية جديدة على انقاض الخطوط الجوية الموريتانية مما كان له أثر واضح على تفليس شركة موريتانيا للطيران التي كانت مملوكة لولد بوعماتو وشركائه التونسيين ولم يصدق الموريتانيون أو بعضهم على الاقل لأول وهلة أن هناك فتورا في علاقات الرجلين معتبرا ان المسألة قد تكون مجرد ذر رماد في العيون او تبادل الأدوار في مشهد سياسي وطني متقلب. وعندما طال المقام بولد بوعماتو في مراكش بدأت الشكوك تساور الكثيرين من محيط الرجلين بأن هناك فعلا ازمة حقيقية وقامت شخصيات تحتل مواقع في هرم الدولة بمحاولة ربط الجسور بين عزيز وولد بوعماتو كما قامت شخصيات مدنية نافذة بمحاولة تلمس الأزمة ومن بينها الشخصيتان المعروفتان سيدي ولد الداهي وعبد الفتاح ولد عبد القدوس اللذين سافرا قبل اكثر من سنة من الآن الى مراكش حيث امضيا اياما مع ولد بوعماتو وعادا ليقال إنه لا توجد ازمة بينه وبين ولد عبد العزيز وانه سيصل إلى نواكشوط خلال أيام تفنيدا للخلاف الذي أصبح مجال حديث الاعلام والمجتمع، وفعلا وصلت الطائرة الخاصة لولد بوعماتو الى انواكشوط وأقلت تكيبر زوجة ولد عبد العزيز وبعض افراد اسرتها الى المغرب.

وقال مطلعون على الملف إن ولد بوعماتو قدم ذلك كبادرة حسن نية وانه ينتظر أن يتصرف ولد عبد العزيز ازاءه تصرفا يرضيه رافضا أن يخوض في دواخل العلاقة التي تربطه بالرئيس مكتفيا بالقول إن الرئيس يعرف ما ينبغي له أن يفعل.

ومضت الايام ولم يأت ولد بوعماتو وعندما اشتاق الى والدته وهو الذي يوصف بالبرور الشديد لها فضل أن يبعث اليها طائرته الخاصة لاستقدامها الى مراكش بدل أن يعود هو الى موريتانيا. ودارت الايام وظل الفتور على حاله حتى أصيب ولد عبد العزيز يو 13 اكتوبر المنصرم بطلق ناري رفع على اثره الى باريس لتلقي العلاج وتحدثت بعض وسائل الاعلام حينها عن زيارة ولد بوعماتو لولد عبد العزيز في مستشفى بيرسي وهو ما تبين لاحقا انه لم يكن صحيحا.

وصمت الحديث عن العلاقات بين الرجلين حتى اعادته هذه الاشعارات الضريبية الجديدة الى الواجهة سواء كانت تهدف فعلا الى محاولة تفليس ولد بوعماتو أو الضغط عليه لمصالحة ولد عبد العزيز أو كانت مجرد صدفة أثمرها تصرف ادارة الضرائب دون شعور منها بموضوع العلاقة بين الرجلين.

نقلا عن الأمل الجديد

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016