الصفحة الأساسية > الأخبار > حكم العسكر أفسد حياة شباب موريتانيا

حكم العسكر أفسد حياة شباب موريتانيا

الاثنين 7 كانون الثاني (يناير) 2013  15:19

يبدو المشهد السياسى الحالى فى موريتانيا كمباراة كرة قدم، أو كحلقة ذكر فى مولد أحد الأولياء. ردود الحكومة على المعارضة باردة وغير مهتمة، فى حين أنها لا تمتلك قوة إلا من حضور زعيمها أحمد ولد داداه ـ الأخ غير الشقيق للرئيس المؤسس المختار ـ ونائبه محمد محمود ودادى الوزير السابق وآخرين من دونهما، وحركة شبابية نشطة وحيوية وزخم غير مسبوق فى الحياة السياسية فى موريتانيا ولكنها تفتقر إلى برنامج محدد وخريطة واضحة مع صحف تمارس المعارضة بكتابات هشة ومرتبكة أحيانا ورداءة عفوية فى أحيان أخرى شبه أحد كتابها الرئيس بالحمار الذى يصر أن يشرب حتى ولو تحطمت البئر.

والواقع الموريتانى سيىء، فالسلاح ينتشر فى الأيدى وتستثمره البلطجة والسرقات زادت بشكل كبير ليس فقط فى المناطق العشوائية وعلى استحياء، وإنما مناطق أخرى وببجاحة شديدة ـ عندما كان ينتظرنى المستشار محمد ولد شيخ سيديا أمام فندق شنقيط مد سارق يده إلى «تابلوه» السيارة ليخطف جهازى موبايل من أمام زوجته ـ وازدادت وطأة الفقر، حتى أصبحت بقعا عديدة فى موريتانيا وملاذا آمنا لجماعات متطرفة وعصابات تهريب، فضلا عن ملاحقة الطلاب وطردهم من الدراسة وتكدس حملة الشهادات فى الشوارع دون عمل سوى الاحتجاجات الاجتماعية وانتخابات مؤجلة وبرلمان انتهت دورته منذ عام والمجلس الدستورى نفسه (المحكمة الدستورية) غير دستورى ـ حسب آراء المعارضين لأن ثلثى أعضائه لم يؤدوا اليمن أمام رئيس المجلس ورئيس الجمهورية، وتثار الأسئلة لماذا لم يجدد البرلمان وانتخاباته؟ ولماذا لم يؤد الثلثان فى المحكمة اليمين القانونية؟ وأسئلة أخرى حول الضرائب واتفاقية الصيد مع الصين التى تعفى الشريك الصينى مدة 25 سنة من الضريبة الجزافية الدنيا ولماذا لا تحصل من الشركة الأجنبية التى تستخرج الذهب والنحاس فى تازيازت سوى 4٪ منه و25٪ من ضريبة الأرباح التى يترك تحديدها لحسن نية الشركة كما يقول الناشطون؟ وفى أحسن الأحوال، وفى عقود أخرى تحصل الدولة على 3٪ فقط ويقارنون بين هذه الشركات وشركة الراجحى فى مصر التى تستخرج ذهب السكرى، ومشكلة التعليم هل سيكون بالفرنسية (وهى أكثر المدارس) أم تدرس المناهج بالعربية؟ وأيضاً عشوائية إنشاء المدارس الخاصة.

هذه الأسئلة دفعت الشباب إلى رفع لافتات فى سلاسل بشرية قطعت طريق جمال عبد الناصر وسط العاصمة نواكشوط رسموا عليها علامات استفهام كثيرة، ولكن هل يدل هنا الحراك السياسى على حيوية الشباب ورصانة المعارضة التى تبلورت فى منسقية ضمت عشرة أحزاب يتزعمها أحمد داداه أم على فشل حقيقى للحكومة وسوء تخطيط.

حاولت أن أجتهد فى السؤال لاستخلاص إجابة شافية وأنا أقارن موريتانيا بين زيارتين لى الأولى عام 2000 وكان الطريق مقطوعا بين نواذيبو ونواكشوط 1000 كم رصف أغلبه الآن، وثلاثة شوارع فقط كانت مرصوفة، الآن أغلب شوارع العاصمة مرصوف وكذلك طريق الأمل الرئيسى من غرب البلاد نواكشوط وحتى جنوبها الشرقى فى النصمة 1250كم تحديث هائل رأيته فى موريتانيا لزيارتى الأخيرة وتحسن فى مستوى الدخل.

واستقرار سياسى وديمقراطية إلى حد يفوق بعض الدول العربية، ولكن المعارضة كما يقول أحمد مولاى إدريس رئيس اتحاد الصحف المستقلة تحاول تسميم الأجواء السياسية وإقصاء الرئيس محمد ولد عبد العزيز فالشباب فى نواكشوط مأخوذون بما حدث فى تونس ومبهورون بإسقاط حسنى مبارك فى ميدان التحرير تحت أقدام لم تخلع نعالها لثمانية عشر يوما. فهل تحتمل موريتانيا مثلما حدث فى مصر أو تونس? وإن حدث هل سيتخذ الشكل الليبى مثالا خصوصا أن بها عدة جماعات إسلامية متحفزة وعلى حدودها المفتوحة تنظيمات إسلامية متشددة وكتائب لتنظيم القاعدة، قامت بثلاث عمليات عسكرية داخل الأراضى الموريتانية نفسها بين عامى 2009 و2011 الأديب الكبير الدكتور محمد ولد أخطانا يؤكد أن موريتانيا شهدت تحسنا كبيرا خلال هذا العهد على مستوى الأداء الاقتصادى والمستوى السياسى، وإن كانت هناك أمور تستوجب النقد، ولكن يجب ألا تجر البلاد إلى الدخول فى حظيرة الشرق الأوسط الكبير، فهل تنجو موريتانيا أم سيقود العسكر الذى يتهمهم يعقوب ولد سلام بإفساد كل شىء على مدى 40 عاما البلاد إلى انهيار أو كما قال آخرون إلى الصوملة أو الانهيار البطىء على النموذج المالى بظهور جماعات دينية متطرفة يعززها تنامى قوة حزب «تواصل» الدينى.

أيمن السيسى/بوابة الأهرام

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016