الصفحة الأساسية > الأخبار > رجالٌ طوعوا الصحراء: المهندس اسماعيل ول أعمر

رجالٌ طوعوا الصحراء: المهندس اسماعيل ول أعمر

الجمعة 26 نيسان (أبريل) 2019  08:46

المهندس اسماعيل ول أعمر

ولد عميد المهندسين المعدنيين الموريتانيين اسماعيل ولد أعمر سنة 1941 في بلدية مال بولاية لبراكنه، تلقى تعليمه الإبتدائي والثانوي في موريتانيا حيث حصل شهادة ختم الدروس الثانوية(ابريفيه) سنة 1956، ثم انتقل إلى المدارس السنغالية حيث حصل على شهادة الباكلوريا شعبة الرياضيات سنة 1959 ومنها إلى فرنسا حيث حصل على شهادة مهندس صناعي 1965.

عمل منذ 1965 في وزارة التجهيز والنقل مديرا لبعض مشاريع الطرق، ثم من 1967 إلى 1969 في شركة معادن إنكليزية كانت تستخرج النحاس من أكجوجت، وأثناء عمله في هذه الشركة تلقى عدة تدريبات في الخارج، ثم ارتقى ليصبح المدير المساعد لمديرها العام حتى سنة 1972 حيث بدأت قصة الرجل مع الوطن.

اكتشف الفرنسيون في صدر القرن العشرين تركيز باطن أرض تيرس بنوعية جيدة من أكسيد الحديد فتسابقوا مع الوقت لنهب هذه الثروة قبل أن يستفيق أبناء موريتانيا من بداوتهم، وهكذا أنشأوا شركة معادن موريتانيا (MIFERMA) لهذا الغرض سنة 1952، كان عائد الجانب الموريتاني ضئيلا جدا والدولة غير قادرة على مراقبة نشاطات الشركة نظرا لبدائية وسائلها، وقد أثار هذا الوضعُ غضب الرئيس الموريتاني أنذاك المؤسس المختار ول داداه فبات يضمر الشر لهذه الشركة.

بحث المختار في غضون النخبة المتعلمة أنذاك عن أشخاص مهما كانوا قليلين قادرين على تسيير الشركة من الناحية العامة فقط لا من حيث التقنيات والتفاصيل الهندسية فلم يكن في البلد أقدر من اسماعيل على القيام بهذه المهمة وفورا طلبه المختار وعرض عليه دراسة تأميم "ميفرما" سنة 1972 وهو أمر كان أبعد المستحيلات عند الفرنسيين أنذاك، إلا أن هؤلاء كانوا "رجال دولة" لا "لصوص دولة" فشمر الرجلان عن ساعديهما وبدأ اسماعيل في رسم مشروعه متفاديا أن يكون تأميم الشركة سببا في إفلاسها وتوقف تصدير الحديد فدرس كل الاحتمالات ثم أخرج مخططه وعرضه على المختار فوافق عليه بعزم وإصرار وهكذا خرج على الفرنسيين بالخبر الصاعق من داخل قبة البرلمان الموريتاني:

"Monsieur le président, monsieurs et madames les députées, au nom du peuple mauritanien, de son parti et de son gouvernement, je vous annonce la décision que je viens de prendre de nationaliser à partir de cet instant la société de mines de fer de Mauritanie dite MIFERMA" وهكذا أصبح الموريتانيون أسياد الموقف وبجهودهم المتواضعة استخرجوا تلك الخامات من نواحي كدية الجل ثم نقلوها إلى ميناء التصدير في نواذيبُ ثم باعوها وقبضوا ثمنها وأدخلوه إلى خزينة الدولة فلسا فلسا.

قاد اسماعيل سفينة الشركة في أحلك الظروف عندما كانت القوات المسلحة تقوم بواجبها في استعادة أراضي الصحراء الغربية فما أضعف ذلك من عزيمته وظلت اسنيم من أفضل إلى أفضل حتى إقالته من إدارتها سنة 1979.

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016