الصفحة الأساسية > الأخبار > كيفة الماء و الولاء !/ الحسن ولد محمد الشيخ

كيفة الماء و الولاء !/ الحسن ولد محمد الشيخ

الجمعة 7 حزيران (يونيو) 2019  06:14

الحسن محمد الشيخ

أطلت الشمس خجولة ذات صباح ، من خلف غيمة كانت قد امتلأت غضبا علينا و اسودت حزنا على مصيرنا ، فآثرت الاحتجاب و تركتنا في قحط شديد .

في ذلك اليوم قصدت السوق كالعادة ألتمس أخبار الغيث، و أخوض مع الخائضين في جديد السياسة و تعيينات الخميس و حظ القبيلة .

جلست أتناول أطراف حديث مجتر ، كان يتأثر إيجابا بدرجة الحرارة .. و أثناء ذلك دلف علينا المحل رجل حسن المظهر لا يرى عليه أثر السفر ، لكننا نعرفه و نعرف أصله و فصله .. توسط المجلس و بدأ الكلام فكان في حديثه خطابة تستعذبها الآذان و في هيئته مهابة تطمئن لها الأعين .

كان حديثه المتبل بالقبلية طعما أوقعنا جميعا في مصيدته ، فلم ينبس أي منا -لحظتها- ببنت شفة و كأن العطش قطع الحبال الصوتية .

أمعن النظر جيدا فتعمد إثارتنا بالحديث عن الماء و الولاء و علاقة ذلك بالانتخابات في زمن الجدب و الغلاء، فتدفقت خيبات الأمل من الزبناء قبل الجلساء و نحن إذ ذاك في أحد دكاكين الأمل.

عدت سريعا إلى ذاكرتي، أفتش عن بعض النضالات فوجدتها غصت بأفكار مشوشة أعياها الكبت و التجاهل فانتفضت جاعلة من عطش السكان مرعى خصيبا تقضم منه بنهم و تلوك بشره متجاوزة الحدود الطبيعية في التعاطي مع الأحداث لتكسر فجأة قيود التبعية العمياء و الحمية الجوفاء .

حاولت التحكم فيها فشردت بعضها جامحة تلتمس للمتملقين عذرا و هي تنشد :

ليس التملق في عصرنا خطأ

فالناس قد مسها الإملاق و الظمأ

و الصيف قد جاد في التخبيل مقدمه

شحا و بات يسوس القوم من نكأوا

مسحت الهم و الأحزان ، و مسحت الطاولة مع ديكارت كي أعتز المنطلقات من جديد ، فكنت افكر في صخب لم أستطع معه تحليلا للواقع و لا تخطيطا للمستقبل ، لتجد نفسي نفسها رخيصة على موائد أصحاب المال و الجاه من ذئاب الساسة و رعاة القطعان .

سرت أبحث عن الأنا ، فوجدت العقل يسخر في صمت من جموع حشدتها “ثأرات كليب” و قد تم استنفارها لغزو الحقيقة و تلميع الواقع المر بانتخابات لا تسقي ظمأ السكان .

ديست الكرامة ساعتها، و اغتيلت الشهامة ، و فرت المروءة نحو المجهول تاركة هياكلنا تجر أذيال العار فوق التلال تذل و تهان . عندها تجهم النهار في وجه الداعين لاستمرار النهج ، و عبس الليل في مصير المعارضة .

فأثقل القلب بؤس العباد و ضاق الصدر بعسر البلاد ، و امتطى اليراع صهوة الصحف يشق عباب الخيال ، يمخر بياض الصفحات ليترك بين السطور كلمات ليست كالكلمات ؛ كلمات شاحبة كوجوه عطاش مدينة كيفة .

الحسن محمد الشيخ .

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016